Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 06 فبراير 2025 9:02 صباحًا - بتوقيت القدس

مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية

التطورات المقبلة على درجة عالية من الخطورة، وهي لا تحتمل لا المناكفات، ولا العودة إلى مسلسل التحريض والتحريض المضاد، ولا تحقيق المكاسب الحزبية والفئوية الضيقة، ولا استمرار دفن الرؤوس في الرمال. فالمشروع الأمريكي- الإسرائيلي، قائم على الطرد والتهجير، ولا مشروع آخر غيره، واليمين الإسرائيلي مع غلاة المتطرفين في هذه الحكومة الإسرائيلية، التي لا تعترف حتى بوجود شعب فلسطيني، وعبر برلمانها "الكنيست" صادقت على قرار رفض إقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية بالقراءات الثلاث، وقالت إن عملية إلغاء مثل هذا القرار تحتاج إلى 80 صوتاً من أصل 120، وكذلك مشاركة المستوطنين في الضفة بالتصويت على هذا القرار. اليمين التلمودي التوراتي المتزاوج مع اليمين الأمريكي الأنجليكاني، متفقان تماماً على مشروع طرد وتهجير الشعب الفلسطيني، وترمب يغلف مشروعه بالنواحي "الإنسانية"، وهو أبعد ما يكون عن الإنسانية، فقنابل دولته زنة ألفي رطل الموجهة "mq84"، الناسفة لمربعات سكنية كاملة، والخارقة للتحصينات، وطائراته الحديثه من طراز "إف 15" و"إف "16 و"إف "22 و"إف "35 ، احرقت الأرض ودمرت المباني السكنية وكل مظاهر الحياة في القطاع.

ترمب ينظر إلى قطاع غزة على إنه قطعة أرض جذابه للمضاربة والاستثمار من أجل تحقيق مرابح اقتصادية، ولذلك هذا المشروع التهجيري للشعب الفلسطيني، ليس مجرد زلة لسان، أو كلاماً عابراً في الهواء، فهذا الرجل في رئاسته الأولى، نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس واعتبرها عاصمة لإسرائيل، وجلب ما عرف بالسلام الإبراهيمي، مسلسل التطبيع الرسمي العربي مع إسرائيل، وقال: إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تتعارض مع القانون الدولي، ولذلك مشروعه الجديد لممارسة الطرد والتهجير القسري والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وشمال الضفة، ترى فيه قوى اليمين والتطرف في إسرائيل، في ظل ازدياد إسرائيل متدينين وعلمانيين تطرفاً، عبارة عن وعد بلفور جديد، بلفور الذي تحدث عن ما عرف بوطن قومي لليهود في فلسطين، وقفت خلف تنفيذه الحركة الصهيونية العالمية المنظمة، وكذلك الدعم الغربي الاستعماري غير المسبوق، مستغلين حالة عربية رسمية بائسة ومنهارة ، ولذلك هي ترى في مشروع ترامب، ما يشبه وعد بلفور، وهناك ممكنات لتحويله إلى مشروع سياسي أمني، وترمب في تهديداته لمصر والأردن، بقبول مشروعه ومخططه، وقوله ثلاث مرات "سيفعلون ذلك.. سيفعلون ذلك"، فهو سيمارس أقصى ضغوطه عليهم، رغم أن مصر والأردن في الجانب السياسي رفضتا ذلك بشكل قاطع، ولكن في إطار المجابهة لهذا المشروع والمخطط الخطير، لا يمكن للدبلوماسية الناعمة ولا لغة الشجب والاستنكار والخطابات التي تدغدغ العواطف والمشاعر أن تفشل هذا المشروع، فترامب يوظف علاقاته وسطوته على دول الخليج العربي، لكي ينقل مشروعه إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع، فهو قد يمنع دول الخليج من القيام بأية عملية إعمار، وعدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المفتقر للحياة، والأردن مستهدف أكثر من مصر، كوطن بديل، وترمب للضغط على الأردن قطع المساعدات الاقتصادية الأمريكية المخصصة له.

مشاريع ومخططات "الهندستين" الجغرافية والديمغرافية في القطاع والضفة لن تتوقف، ولذلك هناك حاجة إلى موقف فلسطيني قبل الموقف العربي، حاسم وقاطع، من أجل إفشال هذه المشاريع والمخططات، مشاريع التهويد والطرد والتهجير والتطهير العرقي. 

الرئيس الأمريكي "مآثرة" كثيرة وكبيرة في "محبته للخير والعدل"، و"قلبه" ينفطر حزناً وألماً على مصير الشعب الفلسطيني، وهو ينطبق عليه قول المأثور الشعبي" عن الصياد الذي يقوم بشوي لحم العصافير التي اصطادها، والدموع تنسكب من عينيه بسبب الدخان المنبعث من منقل الشوي، ولذلك لا يجب النظر إلى دموع عينيه، بل إلى ما فعلت يداه، وترمب السمسار العقاري، والذي يعتقد أنه الرجل العبقري الذي يملك الحلول السحرية لكل مشاكل العالم، والذي بدا كالثور الهائج، يفرض عقوبات على هذه الدولة أو تلك، أو رسوماً جمركية على بضائعها، كما حدث مع المكسيك وكندا والصين، ويريد احتلال جزيرة غرينلاند والسيطرة على قناة بنما، وتسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، وفرض أقصى العقوبات  الاقتصادية على ايران.. ومن "كثرة محبته" للشعب الفلسطيني، يريد أن يخرجه ويطرده ويهجره من أرضه، في عملية يسميها بالنقاهة لمدة خمسة عشر عاماً، وتخلى لاحقاً عن ذلك بالقول بـ" النقاهة الدائمة"، لكي يبني للشعب الفلسطيني ما يسميه بـ"ريفيرا الشرق"، كما يبدو هذا الترامب المغرق في العنصرية والتطرف "إنسانياً"، وأظن شعبنا الفلسطيني وبالذات أهل قطاع غزة لن ينسوا "مآثره" إلى الأبد، حيث قنابل طائراته من وزن نصف طن وطن كانت تشوي لحم أطفالهم ونسائهم وتنسف مساكنهم، وتمسحها عن الوجود وتحرق مشافيهم ومراكز إيوائهم، وتمنع عنهم الماء والغذاء والدواء، إنها قمة "الإنسانية"، فكيف لهذا الشعب الفلسطيني أن يكون "جاحدا" ويرفض "رحلة النقاهة" القسرية هذه، هي رحلة ليس باتجاه  مناطقهم وأرضهم التي هجروا منها، بل رحلة تهجير جديدة قسرية، رغم إرادتهم يريدها ترامب، لكي يبني لهم "جنة الله" على أرضه، وهذا الشعب الفلسطيني الذي خبر السياسات والمواقف الأمريكية التي لم تجلب له الخير في يوم من الأيام، أو تنتصر لمظلوميته، يدرك جيداً بأن ما تريده له أمريكا، هو ما بقي يتمناه قادة إسرائيل بأن تغرق غزة في البحر، أو أن يجري قصفها بالقنابل النووية، كما عبر عن ذلك وزير"إنساني" في حكومة نتنياهو عميحاي إلياهو، بأنه يجب قصف غزة بالقنابل النووية، وهناك من شاطره الرأي من حزب ترمب الجمهوري، الشعب الفلسطيني  في القطاع رغم كل الدمار والقصف والتجويع و"قتل" كل مظاهر الإنسانية لم يترك أو يهجر أرضه، وهو عاد بمئات الآلاف إلى ركام منازله المدمرة بفعل طائرات وقنابل ترامب الذكية من زنة طن، والتي يقوم الآن برفع حظر تزويد إسرائيل بها، لكي تعود من جديد تنشر القتل والدمار  في فلسطين والمنطقة.

أهل غزة يقولون لك بالفم المليان، "غزة ليست قطعة أرض للمضاربة التجارية من أجل الاستثمار وتحقيق الأرباح، غزة قضية شعب يبحث عن وطن وحقوق سياسية ووطنية".

هذه الخطة أكدت كل القوى الفلسطينية، بما فيها السلطة الفلسطينية، والدول العربية والإسلامية، والكثير من دول العالم، بما فيها الدول الأوروبية الغربية، وأعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن رفضهما لتلك الخطة، والتي تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية، بشكل وقح وغير مسبوق .

هذه الخطة دغدغت مشاعر وعواطف حكومة إسرائيل التي تعج بالمتطرفين المتوافقين والداعين لمثل الخطة التدميرية والمفتقرة لأدنى المعايير الأخلاقية والإنسانية، والتي تغتصب إرادة الشعوب في حق تقرير مصيرها، والسيادة على أرضها، كانت مثار ترحيب المستوى السياسي في إسرائيل، والذي طالب بالتخطيط لتنفيذ هذه الخطة، فرئيس حزب "قوة يهودية" عضو الكنيست إيتمار بن غفير أعلن أنّ "احتمالات عودته إلى الحكومة ارتفعت" بعدما كشف ودعا بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو إلى إعلان تبنّي الخطة والبدء بتنفيذها عملياً من دون تأخير.

من جانبه علّق رئيس "معسكر الدولة" بني غانتس على تصريحات ترامب، معتبراً أنها إثبات إضافي للحلف العميق بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف غانتس: "الرئيس ترامب أظهر، وهذه ليست المرة الأولى، أنه صديق حقيقي لإسرائيل، وأنه سيواصل الوقوف إلى جانبها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها".

وتابع: "في كلامه، عرض فكرة خلّاقة وإبداعية ولافتة، والتي يجب فحصها إلى جانب تطبيق أهداف الحرب، وإعطاء أولوية لإعادة كلّ المخطوفين". الرئيس الأميركي ترامب تحدث عن خططه لمستقبل قطاع غزة.


من جهتها، رحّبت المؤسسة السياسية الرسمية في إسرائيل بتصريحات الرئيس الأميركي الليلة قبل الماضية خلال لقائه نتنياهو، وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "حينئذٍ تقول الأمم: عظَّم الله صنعه مع هؤلاء، عظَّم الله صنعه معنا ففرحنا، وهناك ما هو أفضل، وهناك ما هو أفضل. شكراً لك، الرئيس ترامب".

وعلّق رئيس الكنيست أمير أوحانا قائلاً: "صباح الخير إسرائيل، إنه فجر يوم جديد".

صحيح هي خطة مجنونه من رئيس مصاب بمرض عضال الصهيونية، ولكن علينا أن ندرك تماماً، بأن هذا الرجل جلب ما عرف بـ"صفقة القرن" في ولايته الأولى ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل". وقال إن المستوطنات في الضفة الغربية لا تتعارض مع القانون الدولي، ولذلك إفشال هذه الخطة الجهنمية، يحتاج إلى وقفة عزة وكرامة وعروبة أصيلة وحقيقية، بعيداً عن بيانات الشجب والاستنكار، ورمي العبء على المجتمع الدولي العاجز.

دلالات

شارك برأيك

مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية

المزيد في أقلام وأراء

هل أصبحنا مدمنين على السرعة؟ تيك توك، العقل، وفقدان الصبر!

بقلم : صدقي ابوضهير : باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

الذكاء الاصطناعي ووهم المعرفة

بقلم: عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الجنائية والجُناة!

ابراهيم ملحم

تغييب وترهيب

حديث القدس

الرئيس ترمب والتهجير والاستيلاء على غزة

فراس ياغي

أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي

عيسى قراقع

زيارة 1987.. عن مخيم الفارعة وصوت الشيخ إمام ويويا وإرهاصات الانتفاضة

توفيق العيسى

أوهام ترمب.. إعلان حرب

حديث القدس

هجوم "الصدمة والرعب".. هل يحقق أهدافه؟

جيمس زغبي

لقاء نتنياهو مع ترامب

حمادة فراعنة

من يأخذ قلم ترامب من يده؟

بهاء رحال

اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة

نبهان خريشة

المجنون!

ابراهيم ملحم

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

أسعار العملات

الخميس 06 فبراير 2025 8:54 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.55

شراء 3.54

يورو / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.01

شراء 5.0

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 583)