Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 12 مارس 2024 10:41 صباحًا - بتوقيت القدس

الصيام فريضة والجوع كافر

تلخيص

أشار تقرير صدر عن وزارة الصحة في غزة أن أكثر من ٢٠٠٠ شخص من الأطباء والممرضين والطاقم الصحي، سيصومون من دون تناول وجبة السحور في شمال قطاع غزة في أول أيام الشهر الفضيل.


هذا التقرير الخاص بمن هم تحت عين وإشراف وزارة الصحة، ولك عزيزي القارئ أن تضرب العدد بما شئت من الأعداد الصحيحة لتظهر لك حجم الكارثة، وتستنتج العدد الكلي من المدنيين في شمال القطاع، ممن لم يجدوا طعامًا وحتى رغيف خبز أو شربة ماء، لتناول طعام السحور لليوم الأول من رمضان وأمسكوا على جوع بطونهم وأمعائهم.


الوضع الكارثي في غزة جعل حياة الناس مستحيلة، وجعل رمضان هذا العام يكون ثقيلًا بالفقد والجوع والنزوح والمعاناة المستمرة، فقد أتى رمضان عليهم كما لم يأت من قبل، بينما تتواصل حرب الإبادة، ويتواصل النزوح في الخيام ومراكز الإيواء وسط ظروف معيشة صعبة ومستحيلة، وهذا حال رمضان هذا العام على أهل غزة، وأي حال كهذا الحال الذي يعيشه الناس بكل تفاصيله المرهقة والمتعبة والمبكية، وبكل ما فيه من عذابات تحت ويلات الحرب والعدوان.


الاحتلال لم يوافق على الهدنة ووقف العدوان، وقد كانت الآمال معقودة عليها مع الأول من رمضان، واستمر بحربه وهو لا يراعي حرمة الشهر الفضيل، كما لم يراعي مواثيق حقوق الإنسان، والشرائع الأرضية والسماوية.

ما من شيء يبيح للعالم هذا الصمت المتخاذل، حتى في رمضان يتواصل التخاذل الدولي والعالمي، ولا أحد يوقف الإبادة الجماعية والحصار ودفع الناس لمزيد من النزوح والهجرة، ولم يتحرك المجتمع الدولي والعربي لإنقاذ حياة الناس. 


فهل اعتاد الناس في غزة الصيام؟

هل أدمنت أمعائهم الفراغ والخواء؟

وإلى متى تتحمل أجسادهم معاناة الجوع والحرب؟ 


طيلة أشهر الحرب مات البعض جوعًا وعطشًا، وصاموا لساعات وأيام طويلة، وكل الأشهر التي مضت كان الجوع يأخذ مكانه في أمعائهم بفعل الحصار الجائر، أما اليوم فهم أكثر الناس يؤدون فريضة الصوم، بلا سحور وبلا فطور وبلا عائلات، فقد قضت الحرب على عائلات بكاملها، لم يبق منها سوى شخص أو اثنين، وبعد أن كانت العائلة تجتمع على مائدة الإفطار، أصبحت تحت التراب، وبات من بقى على قيد الحياة يتجرع طعم الفقد وطعم الفراق وطعم الوحدة والجوع الذي أطبق عليه.


بينما يصوم الناس في الشهر الفضيل نحو ثلاث عشرة ساعة تقريبًا، يفطر بعدها الصائم على ما لذ وطاب من أكل وطعام وحلويات وقهوة وعصائر، يصوم الناس في غزة منذ أشهر، 24 ساعة ويفطرون على وجبة طعام واحدة فقيرة وصغيرة لا تكفي ولا تشبع لكنها تمنع الموت جوعًا، ثم يعودوا للصيام مرغمين مضطرين على احتمال الجوع، وسط هذا الحصار وحرب الإبادة التي يعيشونها، لكنهم صابرين صامدين على كل الويلات، ويصومون رمضان فريضة، ويقيمون العبادات والصلوات، ويبتهلون إلى الله بأن تتوقف هذه المذبحة، وأن يتوقف الموت، ويرفع الحصار الظالم، ويبتعد شبح الجوع الكافر عنهم.

دلالات

شارك برأيك

الصيام فريضة والجوع كافر

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)