أقلام وأراء

الأربعاء 15 مارس 2023 10:10 صباحًا - بتوقيت القدس

صفعة سياسية مزدوجة

بقلم:حمادة فراعنة
صفعة سياسية مزدوجة وجهتها العربية السعودية للمستعمرة وسياساتها وتطلعاتها.
الصفعة الأولى فشل الجهود الأميركية الضاغطة نحو تطبيع العلاقات السعودية مع المستعمرة، والصفعة الثانية عودة العلاقات السعودية الإيرانية، فالفشل والإحباط هو عنوان فعل الرياض نحو رهانات المستعمرة التي كانت تتوهم أن الأبواب باتت مفتوحة لها نحو العالمين العربي والإسلامي، وأن المشكلة تكمن في عامل الوقت فقط وليس بالمواقف أو الشروط المطلوب تحقيقها من قبل المستعمرة، حتى يستقيم حضورها، مع أنه غير شرعي، غير قانوني، غير أخلاقي، لسببين جوهريين: أولهما أنها احتلت أرض فلسطين وأقامت مستعمرة على كامل أرضها، ومارست كل أنواع القهر والتسلط والتطهير ضد الشعب الفلسطيني وصادرت حقوقه ومست كرامته ولا تزال، وتتطاول على حرمات المقدسات الإسلامية والمسيحية، ترفض كافة قرارات الأمم المتحدة، مع أن الأمم المتحدة هي التي منحتها الشرعية وقبلت عضويتها، بدون أن تلتزم المستعمرة بأي من قراراتها وخاصة قرار التقسيم 181 وقرار حق اللاجئين بالعودة 194، وهي لم تسمح لهذا الوقت عودة اللاجئين إلى بيوتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها، وأبقت قضية اللاجئين مفتوحة، في مخيماتهم ومعاناتهم وتشردهم.
ثانيهما أنها تحتل أراضي سوريا ولبنان، وقامت بضم الجولان السوري إلى خارطة توسعاتها الاحتلالية الاستعمارية، إضافة إلى تطاولها على العديد من البلدان العربية وتستبيح سيادتها بشكل مختلف.
العربية السعودية بادرت لصياغة مبادرة السلام العربية التي تم إقرارها من قمة بيروت العربية ، وهي لا زالت متمسكة وملتزمة بهذه المبادرة إلى هذا الوقت وهي تشترط أولاً الإنسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية المحتلة، ومن ثم تكون الخطوة أو الخطوات اللاحقة.
الخلل الجوهري في عوامل الاعتراف والتطبيع مع المستعمرة، أن الذين تورطوا في هذا التوجه والقرار، لم يسألوا عن حدود المستعمرة حتى يعترفوا بها، أي حدود للمستعمرة؟؟ هل هي حدود قرار التقسيم الصادر يوم 29/11/1947، 54 بالمائة من مساحة فلسطين؟؟ أم حدود الاحتلال والتوسع والنكبة عام 1948 حيث تمكنت من احتلال 78 بالمائة من مساحة فلسطين؟؟ أم حدود الاحتلال والتوسع الثاني عام 1967، كامل خارطة فلسطين؟؟ أم حدود الجدار الذي فرضه شارون بإعادة احتلال المدن التي سبق وانحسر عنها الاحتلال في عهد حكومة رابين على خلفية اتفاق أوسلو؟؟
لا يوجد حدود للمستعمرة الإسرائيلية، ولا يوجد دستور لها حتى لا تحدد حدود سيادتها السياسية القانونية وبقيت مفتوحة إلى الآن وفق قدرات جيش المستعمرة وإمكانياته.
صفعة سياسية تمكنت من فعلها العربية السعودية إلى المستعمرة الإسرائيلية، مترافقة مع ما يجري داخل المستعمرة نفسها من تناقضات وصراعات سياسية تجتاح مجتمعها على خلفية الانقلاب القانوني القضائي والتحول العميق الكامن داخل مساماتها، وهو مبشر بمستجدات قد تكون عاصفة إذا واصلت الاحتجاجات وإنحياز الشرائع المختلفة لهذه الاحتجاجات.

دلالات

شارك برأيك

صفعة سياسية مزدوجة

المزيد في أقلام وأراء

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 214)

القدس حالة الطقس