أقلام وأراء
السّبت 23 نوفمبر 2024 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
تدخل الحرب على غزة عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية من فلسطين المحتلة، حيث يشهد الصراع مع حركة حزب الله اللبنانية تصعيداً لافتاً. ومع اشتداد المواجهات في كلتا الجبهتين، يبقى الوضع في لبنان مختلفًا عن غزة؛ فلبنان كدولة ذات سيادة يتمتع بقدرة نسبية على توفير الرعاية الغذائية والصحية للنازحين عن مناطق النزاع، بينما يواجه سكان غزة، وخاصة شمالها، حصارًا خانقًا وأوضاعًا إنسانية قاسية، إذ يُمارَس عليهم أقصى أنواع الضغوط من خلال القتل والاعتقال، في وقت يقف فيه المجتمع الدولي عاجزاً أمام هذا التصعيد الذي يُبرَّر بمكافحة الإرهاب.
في سياق هذه الضغوط، تتبنى إسرائيل خطة الجنرالات التي تهدف لإخلاء شمال غزة من سكانه الأصليين، حيث منحتهم مهلة للرحيل، معتبرةً من يبقى في هذه المناطق بعد المهلة "عدواً مقاتلاً" وهدفًا مشروعًا للاستهداف في حال عدم الاستسلام. وتترافق هذه الخطوة مع فرض حصار يهدف إلى تجويع السكان وحرمانهم من المياه والإمدادات الطبية، فيما يُنقل السكان النازحون إلى مناطق يُفترض أنها "آمنة"، مع توفير خدمات أساسية، حسب ادعاءات جيش الاحتلال. ومع ذلك، يبدي الفلسطينيون شكوكاً في مصداقية وفاعلية هذه المناطق، نظرًا لما شهدته من استهدافات عسكرية سابقة.
ويتجاهل الجيش الإسرائيلي في هذه الإجراءات اتفاقية جنيف، التي تؤكد أن إعطاء إنذار للمدنيين للفرار لا يسقط عنهم صفة الحماية بموجب القانون الدولي.
وفي إطار استشهاد يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، والذي كان له دور محوري في إدارة سياسات الحركة. هذا الحدث أثار اهتمامًا واسعًا بشأن تداعياته على ديناميكية الصراع وقدرات حماس. قد يؤدي استشهاد السنوار إلى ارتباك مؤقت داخل حماس وإضعاف مؤقت لهيكلها العسكري، إلا أن الحركة سرعان ما أعادت ترتيب صفوفها، واستأنفت عملياتها العسكرية في المناطق التي أعلنت إسرائيل تطهيرها.
ورغم أن استشهاد السنوار قد يطرح تساؤلات حول إمكانية إنهاء الصراع، فإن المؤشرات الحالية لا تدعم هذا الاحتمال على المدى القريب. إذ غالبًا ما يؤدي مقتل القادة إلى ردود فعل قوية من الفصائل الفلسطينية، وقد تستهدف حماس وفصائل المقاومة الأخرى بشنّ هجمات انتقامية، مما يزيد الوضع تعقيداً ويجعل فرص التهدئة أكثر بُعدًا.
ورغم التصعيد المتوقع، قد تسعى بعض الأطراف الإقليمية والدولية إلى لعب دور في التوسط لوقف إطلاق النار، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لوقف المعاناة الإنسانية في غزة. وتظل دول مثل مصر وقطر في موقع فاعل في هذا السياق، حيث لعبتا سابقًا أدوارًا رئيسية في إدارة النزاعات بين إسرائيل وحماس.
يبقى سكان غزة في مواجهة تحديات كبيرة نتيجة التصعيد العسكري والحصار الممتد. ومع استشهاد يحيى السنوار، تبرز تساؤلات حول مستقبل الصراع وإمكانية تحقيق تهدئة، في ظل تحليلات متباينة بين احتمالات التصعيد المتزايد أو بروز جهود دبلوماسية لتثبيت وقف إطلاق النار. يتطلب الوضع تحركًا دوليًا جادًا لحماية المدنيين ورفع المعاناة عنهم، ومنحهم فرصة للسلام والاستقرار ضمن رؤية تضمن دولة فلسطينية ذات سيادة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
وتستمر الحرب على غزة!
حديث القدس
هل ستسود العدالة في فلسطين حقاً؟!
جمال زقوت
"العداء للسَاميّة "واحتكار "صورة الضحيّة" نحن العرب ساميّون بامتياز فلماذا نُتّهم بالعداء للسامية؟
المتوكل طه
لجنة إسناد أم تشكيل جديد يعمّق الانقسام؟
هاني المصري
يا رب أوقف شتاءك على غزة
بهاء رحال
احتدام الصراع الدولي
حمادة فراعنة
الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة
حديث القدس
أي شرق نريد؟
إياد البرغوثي
مجرما حرب
بهاء رحال
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟
راسم عبيدات
بانتظار الجهد العربي والإسلامي
أحمد رفيق عوض
خطوة على طريق الانتصار
حمادة فراعنة
التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات
د. سارة محمد الشماس
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الأكثر تعليقاً
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
أي شرق نريد؟
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الأكثر قراءة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
أي شرق نريد؟
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 116)
شارك برأيك
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية