حديث القدس
في ضوء التصعيد الاحتلالي المتواصل ضد شعبنا وأرضه ومقدساته ومنازله وكل ما له صلة به فوق ارضه في باطنها ، فإن تعزيز صمود المواطنين في مواجهة التغول الاحتلالي بات له الأولوية في المرحلة الراهنة ، لأنه من شأن ذلك تفويت الفرصة ، بل الفرص على الاحتلال لتمرير مشاريعه وسياساته في التطهير العرقي الذي يضعه نصب عينيه ، خاصة مع حكومة نتنياهو الحالية والتي هي من اكثر الحكومات الاسرائيلية عداءً مكشوفا ووضوحا امام العالم قاطبة، بعد ان كانت الحكومات السابقة تنفذ سياساتها واجراءاتها القمعية بشكل وصور غير مفضوحة كما هذه الحكومة العنصرية ، بل والمتمادية في عنصريتها وكراهيتها لشعبنا.

فتعزيز صمود المواطنين فوق ارضهم ومساكنهم ومدنهم وبلداتهم وقراهم ومخيماتهم يشكل خط الدفاع الاول في مواجهة الهجمات الاحتلالية سواء من قبل حكومة التطرف والعنصرية او من قبل قوات الاحتلال المتمادية في اطلاق الرصاص الحي على ابناء شعبنا وكذلك قطعان المستوطنين الذين ترعاهم حكومة الاحتلال وتحميهم وتدافع عنهم قوات الجيش، بل وتشجعهم على ارتكاب جرائمهم بحق البشر والشجر والحجر.

وتعزيز صمود المواطنين يعني توفير متطلبات هذا الصمود من خلال زيادة ميزانيات المدن والبلدات والقرى، وعلى وكالة الغوث ايضا تقديم كل ما يلزم لتعزيز صمود المخيمات لحين تحقيق حق عودة اللاجئين الى ديارهم التي شُرِّدوا منها تحت تهديد السلاح وعمليات القتل والمجازر التي ارتكبتها ونفذتها العصابات الصهيونية في الاراضي الفلسطينية سواء عام 1948 او 1967 ، والتي تتواصل حتى اليوم ، بل انه في هذه الايام يتم تنفيذ جرائم يندى لها جبين الانسانية ، كجريمة الاحراق في بلدة حوارة ، واعتداءات قطعان المستوطنين على البلدات والقرى الفلسطينية القريبة وايضا البعيدة عن المستوطنات المقامة اصلا على اراضي المواطنين في هذه البلدات والقرى والمدن.

كما يستدعي تعزيز صمود المواطنين التحرك ايضا داخليا من خلال الاطلاع على احتياجات المواطنين سواء المالية، او الاقتصادية او الزراعية لتوفير ما يمكن توفيره لهم في مواجهة ما تقوم به سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين من اقتلاع للاشجار وتخريب للزراعة والاستيلاء على الاراضي.

والى جانب ذلك على الجهات المسؤولة القيام بزيارات للمدن والبلدات والقرى والمخيمات المستهدفة بالدرجة الاولى ، لأن الاستهداف الاحتلالي يستهدف الكل الفلسطيني، ولكن هناك استهداف لبعض المدن والقرى والبلدات والمخيمات بصورة مباشرة ، كما حصل في القرى والبلدات المحيطة بمدينة نابلس ، الامر الذي من شأنه ضرورة قيام المسؤولين بزيارة هذه المناطق المستهدفة لتعزيز صمود المواطنين وحثهم على الثبات فوق اراضيهم ومنازلهم، وافشال مخططات الاحتلال في ارغامهم اما طوعا او كرها على الرحيل واستبدالهم بالمستوطنين من مختلف بقاع العالم.

وايضا من واجب الجهات المسؤولة تشجيع اقامة لجان الحراسة في البلدات وتزويدها بكل ما يلزم، لأن تشكيل ودعم هذه اللجان سواء الموجودة سابقا وتفعيلها، او التي سيتم تشكيلها، ستعزز من صمود المواطنين في بلادهم.