Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 02 يناير 2025 9:00 صباحًا - بتوقيت القدس

2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية

قبل الدخول في عام 2024، كان الزلزال الكبير، زلزلال السابع من أكتوبر 2023. فالحدث بحجمه وضخامته، وعدم القدرة على توقعه لا إسرائيلياً ولا فلسطينياً، ولا حتى على صعيد المنطقة والإقليم والعالم، فهذا الحدث ترك تأثيراته وارتداداته على المنطقة والإقليم والعالم، وكذلك الزلزال الآخر الذي أصاب المنطقة والإقليم والعالم، هو التغيرات الجيوسياسية التي حدثت في سوريا برحيل النظام السوري السابق وسقوطه برعاية عسكرية وأمنية تركية وشراكة أمريكية – إسرائيلية، وأدوات تنفيذية من مجاميع إرهابية وتكفيرية من 37 جماعة مسلحة، أبرزها، ما يعرف بهيئة تحرير الشام التي رعتها تركيا، وشكلت رأس حربتها التنفيذية في فرض انتدابها على سوريا، وكذلك قطر كانت الراعي المالي والإعلامي لهذا الزلزال، وقبل هذا الزلزال، كانت سوريا، محط استقطاب وتواجد للقوى العظمى والإقليمية، أمريكا وروسيا وإيران وإسرائيل وتركيا، ناهيك عن المجاميع الإرهابية والتكفيرية وقوى المقاومة. الزلزال السوري الكبير، خلق معادلات إقليمية ودولية جديدة، ستظهر ارتدادتها في العام 2025.


 ولعل من أبرز المفاجآت التي حملها العام 2024، هو انتقال المحور من الجانب النظري والإعلامي والشعاري إلى الجانب العملي في الميدان، حيث انطلقت جبهات الإسناد لغزة من لبنان واليمن والعراق، وكان المفاجىء الأكبر هو اليمن، بما أظهره من شدة وقوة بأس وقدرات عسكرية في إطار امتلاكه وتطويره للصواريخ البالستية والفرط صوتية ومسيراته الانقضاضية، التي لأول مرة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، تستهدف بها المدمرات والبوارج الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وتهرب من البحر الأحمر، بعد اعطاب العديد منها بفعل صواريخ اليمن ومسيراته. اليمن اثبت أنه اللاعب الرئيسي في البحر الأحمر، فلم يسمح لأية سفينة مهمها كانت جنسيتها وهويتها تحمل بضائع لإسرائيل بالمرور من البحر الأحمر، وفرض حصاراً اقتصادياً بحرياً على إسرائيل، وشل بشكل كامل ميناء إيلات " أم الرشراش"، ولم تتوقف صواريخه ومسيراته عن استهداف أهداف عسكرية وحيوية في عمق إسرائيل وفي جنوبها وشمالها، وكان الشعار المرفوع دوماً، لن تتوقف جبهة الإسناد لغزة إلا بوقف العدوان عليها.


اليمن بات مصدر قلق كبير للمؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل، فكل منظوماتها الجوية الدفاعية ومعها المنظومات الدفاعية الأمريكية، باتت تفشل في اعتراض الصواريخ الفرط صوتية اليمنية، في تحد واضح لمنظومة الأمن الإسرائيلي وإصابتها في مقتل، وإنهاك للجبهة الداخلية الإسرائيلية التي لا تحتمل حرب استنزاف طويلة، بحيث بات أكثر من مليون مستوطن يهرعون بشكل شبه يومي للملاجىء على وقع صواريخ اليمن ومسيراته، وكذلك حركة الملاحة الجوية في مطار اللد تتوقف.


اليمن قد يتعرض لعدوان واسع أمريكي- بريطاني- أطلسي وإسرائيلي، وربما ذلك قد يشعل حرباً إقليمية، حرباً تهدد التجارة العالمية وخطوط إمداد الطاقة، وسيكون لها ارتدادات عميقة على انهيار البورصات العالمية والأسهم، والارتفاع الجنوني في أسعار النفط والغاز، والذي ستعاني منه أوروبا الغربية على وجه التحديد، كون المورد الرئيسي لغازها روسيا يمنع عنها ذلك.


وبالقدر الذي حمل فيه عام 2024 زلازل كبرى، أيضاً كانت هناك مفاجأت كبرى، حيث نجحت إسرائيل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، والرئيس اللاحق يحيى السنوار الذي ارتقى في قطاع غزة، والخسارة الأضخم كانت على صعيد حزب الله في لبنان، حيث نجحت إسرائيل من بعد الحزمة الثلاثية القاتلة، بتفجير أجهزة " البيجر" و"الآيكوم"، وما أعقبها من اغتيال لكبار قادة الحزب العسكريين والأمنيين، وصولاً إلى اغتيال الأمين العام رمز المحور وقائده، وصاحب "الكاريزما" الشخصية والجماهيرية السيد حسن نصر الله ونائبه هاشم صفي الدين.


عام 2024 كشف حجم الانهيار والتخاذل والتبعية العربية والإسلامية، وهشاشة النظام الرسمي العربي. والدول العربية الكبرى بشرياً وعسكرياً والدول العربية الغنية، لم تكن جزءاً من خوض المعارك التي خاضتها وتخوضها المقاومة على أكثر من جبهة، بل من يقود تلك المعارك، هي الشعوب والدول الأكثر فقراً، والتي تعيش تحت حصار اقتصادي ومالي أمريكي خانق.


كما كشفت زلازل عام 2024 بأن الجماهير العربية، من شدة القمع والتنكيل والدمار والقتل و"التوحش" و"التغول" الإسرائيلي والاستعماري، كانت "مضبوعة"، وتعاني من حالة تدمير لمعنوياتها ونفسياتها الجمعية، وبالتالي لم تكن على مستوى التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة وقوى المقاومة، في حين كانت القوى والأحزاب العربية بمختلف تلاوينها ومركباتها السياسية قومية ووطنية وإسلامية، تمثل حالة بائسة  وبدت مشلولة وعاجزة، وغير قادرةعلى أن تشكل حاضنة أو رافعة للجماهير.


عام 2025 هو عام يمني بامتياز، ولكن هناك غزة، حيث مصير صفقة التبادل ووقف إطلاق النار والإنسحاب الإسرائيلي الشامل من القطاع، هل سيتم حسم ذلك أم أن الأمور ستمضي دون صفقة تبادل ووقف إطلاق نار؟ وهناك جبهة لبنان، هدنة تترنح وعدو يواصل خرقها بشكل يومي ومتواصل، ويعلن نيته عدم الالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار، وسعيه لفرض معادلات ردعية جديدة، ومقاومة تقول بعد اليوم 60 : إذا لم تلتزم إسرائيل بآليات القرار 1701)، فالمقاومة ستقول كلمتها. 


وعام 2025 ، هو عام الرئيس الأمريكي ترامب متقلب المزاج، فهل سيواصل الحروب في المنطقة والعالم، هل سيعمل على تنفيذ شعاره وقراره، بأنه سينهي الحروب في العالم ولن يخوض حروباً جديدة، وأنه سيتفرغ لشعاره المرفوع أمريكاً أولاً، أمريكا العظيمة، بدل استنزافها في حروب أمريكا العظمى في المنطقة والإقليم والعالم.


رحل عام 2024، عام الزلازل ،وأتى عام 2025 عام الهزات الإرتدادية، والتي ستكون الأولى منها في لبنان، بين وقف إطلاق نار يترنح، ويريد نتنياهو التحلل منه وفرض معادلات ردع جديدة، وبين استحقاق رئاسي لانتخاب رئيس لبناني جديد في التاسع من كانون الثاني 2025، فتأجيل انتخاب الرئيس يعني شيء، والنجاح بالانتخاب يعني شيئاً آخر، وهوية الرئيس المنتخب تعني أشياء كثيرة، وتعطي إشارات حول اتجاهات العام الجديد

دلالات

شارك برأيك

2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية

المزيد في أقلام وأراء

الشخصيات الافتراضية بالذكاء الاصطناعي: استثمار Meta في مستقبل التفاعل الرقمي

بقلم : صدقي ابوضهير / باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

الذكاء الاصطناعي: الأمل التكنولوجي في مواجهة الاحتلال

بقلم عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة

د. اياد البرغوثي

النقابة لا النيابة!

ابراهيم ملحم

خلق الذرائع لمواصلة الفظائع

حديث القدس

لنمتلك شجاعة الاعتذار حتى نَجِد لأنفسنا مكاناً تحت الشمس

مروان أميل طوباسي

جنين.. دروس الماضي وأمل الحوار

المحامي محمد هادية

مخيم جنين .. نقطة تحول في المشهد الفلسطيني والشرق الأوسط

علاء كنعان

شباب غزة ومنظمة التحرير.. استعادة البوصلة الوطنية في زمن الارتباك

جواد العقاد

الدور التفاعلي لمناهج الدراسات الاجتماعية في المخيمات الشتوية

سارة محمد الشماس

تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية

حديث القدس

غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة

بهاء رحال

رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"

ريما محمد زنادة

وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية

فتحي كليب

مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ

عام التحديات

حديث القدس

ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟

د. فوزي علي السمهوري

توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية

سماح جبر

معركة غير متكافئة

حمادة فراعنة

الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة

إسماعيل المسلماني

أسعار العملات

السّبت 04 يناير 2025 10:26 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.72

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 345)