Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 30 ديسمبر 2024 8:22 صباحًا - بتوقيت القدس

مفاوضات الصفقة.. المحتجزون يُلدغون من جُحر نتنياهو عشر مرات!

القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم

سوسن سرور: نتنياهو غير معني بالتوصل إلى أي اتفاق مع حماس إلا بعد القضاء عليها والخروج بصورة النصر المطلق

علي الأعور: نتنياهو يعاني من ضغوط وأزمة قانونية دستورية ويحاول تجنب اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكك ائتلافه الحكومي

إسماعيل مسلماني: نتنياهو يخشى أن يؤدي إتمام صفقة التبادل حالياً إلى فتح أبواب السجن أمامه وسقوط حكومته

سليمان أبو ستة: المعارضة الإسرائيلية تفتقد إلى قائد.. والمظاهرات لا تزال عاجزة عن ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو 

عصمت منصور: نتنياهو يسعى إلى صفقة لا تهز ائتلافه ولا تُعرّض حكومته للخطر ولا تقلل من شعبيته لدى جمهور اليمين

 

نفيُ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأنباء التي جرى تناقلها عن صفقة تبادل محدودة للأسرى ليس مفاجئاً، ويجب أن لا يكون مفاجئاً لأحد، فهذا الأمر تكرر مراتٍ ومرات، طيلة أشهر الحرب الأربعة عشر، وبالسيناريو ذاته حرفياً، بحيث يبدأ بتسريباتٍ تتلوها تسريبات، دون أن يخرج أيٌّ من المعنيين بالأمر، وتحديداً الجهات الوسيطة، لنفي أو تأكيد ما يشاع، وحين تقترب الأمور من خواتيمها المنشودة لأبناء القطاع ممن اكتووا بنيران الصواريخ والجوع والتشرد، يخرج نتنياهو نافياً أن تكون هناك أي موافقة من جانبه على صفقةٍ لتبادل الأسرى تمهد لوقف حرب الإبادة.


يبدو نتنياهو مثل لاعب السيرك البارع الذي يسير على حبال السياسة، أو يُمسك بخيوط اللعبة، بحيث يواصل المحرقة في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه يُقنع الأطراف الدولية، خاصة الطرف الأمريكي، بأنه منشغل في عملية سياسية، ويقنع الشارع الإسرائيلي وذوي المحتجزين في غزة، بأنه حريص على إنهاء معاناة أبنائهم، من دون أن يخسر شعبيته وجمهوره في أوساط اليمين المتطرف شريكه القوي في الائتلاف الحاكم.


ليست المرة الأولى التي يتنصل فيها نتيناهو من وجود اتفاقٍ وشيكٍ لتبادل الأسرى، فقبل أكثر من عام خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعلن عن مبادرة توافق عليها إسرائيل لإنهاء الحرب، وسرعان ما تحولت إلى مبادرة أممية، لكن نتنياهو سارع إلى نفي أي علمٍ له، أو موافقته على المبادرة، لتتواصل جولات التفاوض في القاهرة والدوحة، وتوشك أن تؤتي ثمارها ليسارع نتنياهو إلى نفي أي اتفاقات، لأنه غير معني بوقف الحرب، وكل ما يريده هو كسب الوقت لتنفيذ جرائمه وارتكاب المجازر ومحو القطاع تحت غطاء هذه المفاوضات.


كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" رأوا أن نتنياهو غير معني بالتوصل إلى أي اتفاق مع حماس إلا بعد القضاء عليها والخروج بصورة النصر المطلق، مشيرين إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً من الداخل ومن الولايات المتحدة، ويواجه قضايا جنائية، ويحاول تجنب اتخاذ قراراتٍ قد تؤدي إلى تفكك ائتلافه الحكومي، خاصة أن الشارع الإسرائيلي لم يصل، بعد، إلى مرحلةٍ يُشكل فيها تهديداً على ائتلاف نتنياهو اليميني.

 

تسريبات إعلامية وسياسية لإضفاء أجواء من التفاؤل

 

وقالت سوسن سرور  وهي مراقبة وناقدة للمشهد السياسي في إسرائيل "لقد شهدت المنطقة في الأسبوع الأخير تحولًا دراماتيكيًا تصاعديًا، كان له الأثر السريع في انهيار أحجار الدومينو الوهمية التي كانت تُهندَس في كل من قطر ومصر، فيما كان يُشاع عن قرب التوصل لصفقة لتبادل الأسرى".


وأشارت إلى أن الأجواء والتسريبات الإعلامية والسياسية كانت تهدف إلى إضفاء أجواء من التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة تبادل للأسرى.


وأكدت سرور أن الهدف الإسرائيلي الواضح كان بعث رسالة للإدارة الأمريكية الحالية التي تفانت في الدفاع عن الحكومة الإسرائيلية طيلة أيام الحرب، وللرئيس المنتخب "الصديق" ترمب بالنية الإسرائيلية الصادقة لإبرام الصفقة، وإن من يعرقل تنفيذها هي حماس لا غيرها، وهي رواية سارعت الإدارة الأمريكية لتبنيها، كما شهدنا من قبل، وبشكل متتابع طيلة السنة الماضية.


ونوهت إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يكن، وليس معنيًا بالتوصل إلى أي اتفاق مع حماس، إلا بعد القضاء عليها نهائيًا، والخروج بصورة النصر المطلق المزعوم الذي يلهث وراءه منذ نكسة السابع من تشرين الأول 2023، السبت الأسود، اليوم الذي قلبت فيه مفاهيم الأمن والأمان والقوة العسكرية والمناعة الاقتصادية والاجتماعية، التي لطالما اعتدّت ولوحت إسرائيل بها.

 

تصريحات نتنياهو الصريحة برفض صفقة مع حماس

 

وأضافت سرور: "إنه ولتأكيد موقفه هذا، أجرى نتنياهو مقابلة قبل أيام مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية  والتي صرّح فيها أنه لن يوافق على صفقة تنهي الحرب مع حماس وإنه لن يوقف الحرب في وقت المفاوضات.


 واعتبرت سرور هذه التصريحات  بأنها ليست بجديدة لكنها كانت صادمة بتوقيتها وعلانيتها، حتى جاء من يرسخ هذا التوجه ويعمقه، وهذه المرة في أوج المفاوضات الأخيرة، حيث أعلن وزير الجيش يسرائيل كاتس من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، أن الجيش الإسرائيلي لن يخرج من غزة وسيبقى فيها، ما أثار ردود فعل مستهجنة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ولدى أهالي المحتجزين بشكل خاص.


ورأت أنه مسلسل مبرمج ومتفاهم عليه بين الشخصين، وهو ما كان نتنياهو يبحث عنه منذ أكثر من عام، توافق بينه وبين وزير الجيش بعد أن أطاح بالوزير جالانت، الذي كثيرًا ما كان يخالفه في مسألة وقف الحرب وإطلاق سراح المتحجزين.


وقالت: "إن ثالوث الحرب بإعلان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي قبل أيام يتناغم مع الاستعداد لتوسيع الحرب في قطاع غزة، وتعزيز القوات بفرقة إضافية. وكل ذلك من أجل ترسيخ المقولة: "ما لا يأتي بالقوة، يأتي بالمزيد من القوة"، ويبعد التوصل لصفقة ما.


وأكدت سرور أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة، ولا يريد الخروج من غزة، ويريدها منطقة عازلة للحفاظ على أمن مستوطنات الغلاف المجاورة، إنه يبحث عن النصر الموهوم الذي سيعيد له ماء الوجه، ولأجل ذلك يختلق الأعذار في كل مرة لمنع إتمام الصفقة.


وأضافت: بالرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى خفض عدد المقاعد التي يحصل عليها حزب الليكود من 25 مقعداً إلى 23  لكنها تبقيه في المقدمة عن بقية الأحزاب المعارضة.

 

 نتنياهو لن يرضخ لتهديدات اليمن

 

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية الأخيرة على إسرائيل في الأسبوع الأخير ومدى تأثيرها على المفاوضات، أوضحت سرور أن نتنياهو هو الوحيد الآمر الناهي في دولة إسرائيل، فيما يتعلق بالحروب الأخيرة على الأقل، وما تحقق من تحولات دراماتيكية في المنطقة، والتي أسماها نتنياهو بالإنجازات سواء على غزة أو لبنان أو سوريا، فتحت شهيته على مصراعيها، ولن يرضخ لتهديدات اليمن.


وتابعت: "إن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو ما يسعى إليه اليمن حيث يعلن دائماً أنه يشترط وقف عملياته العسكرية  بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، ونتنياهو لن يمنحهم هذا النصر.


ولفتت إلى أن نتنياهو لن يوقف الحرب على غزة، ولن يتوصل لأية صفقات، لا جزئية ولا كاملة إلا بعد المزيد والمزيد من القتل والبطش وإزهاق حياة الأبرياء بحثاً عن صورة النصر المطلق المزعوم والموهوم به.


 ووصفت المعارضة في إسرائيل بالهشة والضعيفة وأن تصريحات زعيمها يئير لبيد ورئيس الديمقراطيين يئير جولان بشأن وجوب إبرام الصفقة من أجل إنقاذ المحتجزين المتبقين في غزة وعددهم مئة، ستبقى كلمات على الأثير إذا لم تعاود المعارضة النزول إلى الشوارع بقوة، كما كانت في النصف الأول من العام المنصرم، وكذلك فإن مظاهرات ذوي المحتجزين التي تخرج يومياً طلبًا لصفقة تبادل، لم تصل بعد إلى التأثير الملموس على نتنياهو.


من جهة أخرى، قالت سرور إن رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الأسبق، عاموس يدلين يدعو إلى وقف الحرب لصالح صفقة، حيث يقول حتى لمن لا يملك قلباً، يجب أن يكون لديه عقل- والعقل يقول أن عمل الجيش الإسرائيلي سيكون أكثر كثافة وفعالية عندما لا يكون هناك اسرى. لكن يبدو أن جنون العظمة الذي تقمصه نتنياهو يبعد القلب والعقل لدى هذا الشخص المأزوم.


وخلصت سرور إلى أن لا صفقة مصغرة، ولا صفقة مرحلية، ولا صفقة كاملة لإنهاء الحرب في الوقت القريب.

 

إبقاء المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى سرية

 

من جانبه، قال علي الأعور، المختص في حل النزاعات الإقليمية والدولية: إن نتنياهو ما زال يعاني من أزمة قانونية وأخرى دستورية، إلى جانب تعرضه لضغوط داخلية كبيرة وضغوط من الإدارة الأمريكية الجديدة، وتحديدًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. لكن نتنياهو يحاول تجنب اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف الحكومي الذي يقوده.


وأضاف الأعور: على الرغم من إعلان عائلات الأسرى أن نتنياهو هو المسؤول الأول عن حياة الأسرى المختطفين، إلا أنه يصر على إبقاء المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى سرية، بهدف الحفاظ على الائتلاف الحكومي مع شركائه بن غفير وسموترتش. نتنياهو يسعى لتحقيق صفقة تبادل أسرى جزئية كهدية سياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل تنصيبه في البيت الأبيض. وفي الوقت نفسه، يحاول نتنياهو إظهار نفسه كمن يوازن بين الضغوط الداخلية والمتغيرات الإقليمية والدولية."


وأكد الأعور أن: نتنياهو يحاول استغلال هذه الصفقة لتخفيف الضغط الداخلي الناتج عن المظاهرات التي تقودها عائلات المختطفين، والتي تحظى بدعم المعارضة الإسرائيلية. كما يسعى إلى الحفاظ على تماسك الائتلاف الحكومي وتجنب تفككه، خاصة أن أي انهيار قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة."


وعن تطلعات نتنياهو السياسية، قال الأعور: عين نتنياهو الآن على تحقيق تطبيع كامل مع السعودية كإنجاز سياسي كبير يُحسب له. يعتقد نتنياهو أن التطبيع مع السعودية مقابل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب سيعتبر انتصارًا مؤكدًا له أمام المجتمع الإسرائيلي. فهو يرى أن العمليات العسكرية قد حققت أهدافها، بما في ذلك القضاء على جزء كبير من قدرات حماس العسكرية، وأن الوقت الآن مناسب للبحث عن إنجاز دبلوماسي."


وختم الأعور حديثه قائلًا: مجموعة التطورات السياسية والإقليمية تلعب دورًا كبيرًا في الضغط على نتنياهو، لكنه يركز على تحقيق مكاسب دبلوماسية، أبرزها التطبيع مع السعودية، ليعود إلى تل أبيب متوجًا بإنجاز سياسي غير مسبوق في تاريخ رؤساء الحكومات الإسرائيلية.

 

نفي نتنياهو لأنباء الصفقة المحدودة

 

بدوره، قال إسماعيل مسلماني، المختص في الشأن الإسرائيلي، إن نفي نتنياهو لأنباء الصفقة المحدودة قد يحمل عدة تفسيرات، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك مفاوضات جارية بالفعل، إلا أن نتنياهو قد يسعى إلى تجنب الضغوط العامة أو السياسية التي قد تنشأ عن الإعلان عن هذه المفاوضات في هذا الوقت الحساس.


وأضاف مسلماني: "تصريح نتنياهو حول صفقة صغيرة يثير تساؤلات، خاصةً أن نتنياهو يبحث عن نصر مطلق يخدم دعايته الانتخابية. في ظل استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أظهرت أن 70% من الجمهور غير راضٍ عن الحكومة. 


وتابع: يبدو أن نتنياهو لا يرغب حاليًا في التوصل إلى أي اتفاق قد يُظهره بموقف ضعف. بدلاً من ذلك، يحاول زرع فكرة تحقيق النصر في وعي الشارع الإسرائيلي".


وأشار إلى أن التصعيد العسكري الأخير، بما في ذلك القصف العنيف وإحراق مستشفى كمال عدوان، يأتي في إطار الضغط على حماس لدفعها إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء.

 

نتنياهو يواصل المماطلة والمراوغة

 

وأوضح أن نتنياهو يخشى أن يؤدي إتمام صفقة تبادل الأسرى في هذه المرحلة إلى فتح أبواب السجن أمامه وسقوط حكومته، لذلك يواصل المماطلة والمراوغة ويضع شروطًا معقدة كما فعل في السابق.


وفيما يتعلق بالمظاهرات داخل إسرائيل، يرى مسلماني أنها تعكس حالة من عدم الرضا والضغط الشعبي على الحكومة لاتخاذ خطوات ملموسة. ومع ذلك، فإن المعارضة الإسرائيلية لا تزال ضعيفة وتفتقر إلى برنامج بديل يمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا لنتنياهو.


وقال مسلماني: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سينفذ نتنياهو وعود ترمب بإنهاء الحرب؟ مضيفاً: لا يمكننا أن نتجاهل تصريحات ترمب السابقة التي طالبت نتنياهو بإحراز تقدم لتحقيق النصر."


وأوضح أن هذا قد يُفسر استمرار القصف والتصعيد العسكري لإرضاء الأطراف اليمينية المتطرفة مثل سموتريتش وبن غفير، مع محاولة الوصول إلى صفقة قبل تولي ترمب مهامه رسميًا. وهنا يبرز التساؤل: هل يسعى ترمب لتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم؟ أم أنها مجرد وسيلة للضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية؟".

 

نتنياهو لا يريد صفقة شاملة بل يسعى لاستمرار الحرب

 

ورأى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع لنفي أنباء الصفقة المحدودة بسبب وجود معارضة كبيرة داخل الكيان الاسرائيلي، خاصة من أهالي الأسرى، الذين يطالبون بصفقة شاملة. 


وأشار إلى أن هذه الصفقة الشاملة قد تؤدي إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى، لكن نتنياهو يرفض ذلك، ويصر على صفقة محدودة تستمر لمدة شهرين، يتم خلالها إطلاق حوالي ثلاثين أسيرًا إسرائيلياً.


وأكد أبو ستة أن نتنياهو لا يريد صفقة شاملة، بل يسعى لاستمرار الحرب.


 وقال: في رأيي، هو الذي عرقل الوصول إلى صفقة نهائية من خلال وضع شروط جديدة، من بينها شرط يتعلق بقائمة أسماء الأسرى الأحياء والأموات، وشرط آخر يتعلق بمطالب إطلاق 11 أسيرة من الجنود.


وأضاف: إن كثيراً من السياسيين الإسرائيليين أكدوا أن نتنياهو يضع شروطًا جديدة في كل مرة لتعطيل المفاوضات. 


وبالنسبة لموضوع الصفقة المحدودة، قال أبو ستة: لا أعتقد أن هناك مفاوضات جارية بهذا الاتجاه. المقاومة كانت تهدف إلى صفقة تنهي الحرب، لكن إصرار الاحتلال على استمرار الحرب دفعها إلى القبول بصفقة مرحلية. 


واضاف: مع ذلك، لا أعتقد أن المقاومة ستتنازل أكثر من ذلك وتقبل بصفقة جزئية محدودة، لأن لا أحد في قطاع غزة يريد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل وقف الحرب، وهو مطلب أساسي لعموم المواطنين الفلسطينيين وفصائل المقاومة.


وأكد ان الحل الوسط الذي تم التوصل إليه هو الذهاب إلى صفقة مرحلية، وافقت عليها المقاومة بوعي منها أن نتنياهو قد لا يلتزم بمرحلة ثانية. لذا، لا فائدة من قبول صفقة محدودة يتم فيها إطلاق عدد قليل من الأسرى مقابل وقف قصير الأمد للحرب، ثم استئنافها من جديد. معتبراً أن هذا الأمر قد يفقد المقاومة بعض أوراقها التفاوضية المهمة دون تحقيق ثمن حقيقي، خاصة أن هذه الصفقة لن تشمل القضايا الجوهرية مثل انسحاب الاحتلال من محور نتساريم ومحور فلادلفيا، أو عودة النازحين إلى بيوتهم المهدمة.


أما بخصوص المظاهرات في إسرائيل، يرى الكاتب أبو ستة أنها لا تزال عاجزة عن ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو. 


وقال: إن المعارضة الاسرائيلية تفتقد إلى قائد قادر على تنظيمها بشكل يكفل الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب. 


وخلص أبو ستة للقول: من الصعب التوصل إلى صفقة حقيقية قبل انتهاء ولاية بايدن، لأن المشكلة الأساسية تكمن في نتنياهو، الذي يرى في استمرار الحرب وسيلة لإنقاذ حكومته والهروب من المحاكمات السياسية وتحمل مسؤولية الإخفاق الكبير الذي حدث في السابع من أكتوبر.

 

نتنياهو غير جاد في موضوع الصفقة

 

من جهته، قال عصمت منصور، الصحفي والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي، إن نفي نتنياهو للصفقة المحدودة يعكس بشكل واضح أنه غير جاد في موضوع الصفقة. 


وأضاف: إن أكثر ما يخشاه نتنياهو في هذا السياق هو تأثير الصفقة على جمهوره، خاصة جمهور اليمين وائتلافه الحكومي، لذلك، يسارع دائمًا إلى نفي أي تقدم، حتى لا يبدو وكأن هناك تحركات إيجابية قد تثير معارضة داخلية، ما يؤدي إلى زعزعة الائتلاف أو إدخاله في نقاشات حول الثمن المطلوب، ما قد يقيده.


وأوضح منصور أن نتنياهو يسعى إلى صفقة لا تهز ائتلافه، ولا تعرض حكومته للخطر، ولا تقلل من شعبيته لدى جمهور اليمين والمتطرفين منهم. هذا هو العامل الحاسم في تعامل نتنياهو مع أي مفاوضات أو صفقة.


أما بخصوص المظاهرات الإسرائيلية، فأشار منصور إلى أنها تحرك الموضوع وتبقيه قيد النقاش، لكنها لا تملك القدرة على الحسم طالما أنها لا تشكل ضغطًا فعليًا على الحكومة أو تهديدًا حقيقيًا لاستقرارها أو إمكانية إسقاطها. للأسف، هذا الواقع يجعل تأثيرها ضعيفًا وغير فعال في قرارات نتنياهو.


وعن مسألة تولي ترمب مهامه، شدد منصور على ضرورة التوقف عندها. وقال: إن ترمب، رغم تهديده للجميع، يركز بشكل أساسي على الوسطاء وحماس في وعوده. 


وأضاف: إن نتنياهو قد يرى في هذه المرحلة فرصة للاقتراب أكثر من موعد وصول ترمب إلى السلطة أو حتى الانتظار لما بعد توليه، على أمل أن يمنحه ذلك أدوات إضافية. 


وقال منصور: هذه الأدوات قد تشمل الضغط الأمريكي على قطر ومصر وحماس، بالإضافة إلى إطلاق يد نتنياهو لتكثيف الضغط الإنساني في غزة واستمرار العمليات العسكرية.

دلالات

شارك برأيك

مفاوضات الصفقة.. المحتجزون يُلدغون من جُحر نتنياهو عشر مرات!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 4 أيام

وسيلدغون مئات المرات لأن حياته خارج السجن والمسائلة والمماطلة اولى له من كل شيء

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 336)