فلسطين
الأربعاء 01 يناير 2025 8:55 صباحًا - بتوقيت القدس
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-مهند ياسين
انتصار الوزير: "فتح" لن تتخلى عن ثوابتها ومبادئها لانتزاع الحقوق الفلسطينية ومتمسكة بالوحدة الوطنية بالرغم من التحديات
د. أحمد جميل عزم: "فتح" بحاجة لبرنامج مقاومة فاعل وخطاب ينسجم مع الظروف الراهنة ويعيدها إلى دورها التاريخي في قيادة النضال
د. دلال عريقات: "فتح" مطالبة بإعادة صياغة خطابها السياسي والدبلوماسي ليتواءم مع تطلعات الشعب الفلسطيني نحو التحرر والسيادة
أشرف العجرمي: يجب أن تعيد "فتح" مأسسة أطرها التنظيمية وانتخاب قياداتها من القاعدة الشعبية إذا أرادت أن تبقى رائدة الكفاح الوطني
أحمد غنيم: التحدي الأكبر أمام "فتح" بلورة مشروع وطني يقوم على وحدة الشعب والنظام السياسي وتطوير استراتيجيات مقاومة مرنة وفعالة
أكد قادة وخبراء وأكاديميون بارزون، في أحاديث خاصة لـ"ے"، بمناسبة الذكرى الـ٦٠ لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن الحركة تواجه تحديات مصيرية تتطلب رؤية جديدة تعيد صياغة دورها القيادي في المشروع الوطني، مشددين على تمسك الحركة بثوابتها الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام هما المفتاح لمواجهة الأزمات الراهنة، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة في غزة والضفة، فيما دعوا إلى إصلاح داخلي شامل في حركة فتح يشمل مأسسة أطر الحركة، وتجديد القيادات عبر حراك ديمقراطي يعيد ربطها بجماهيرها.
وفي السياق ذاته، أكدوا أهمية الابتكار في أدوات الكفاح السياسي والدبلوماسي واستعادة الثقة الشعبية عبر تعزيز الشفافية والكفاءة في القيادة، مشيرين إلى أن حركة فتح أمام فرصة تاريخية لاستعادة دورها الريادي، في حين اعتبروا أن الحركة تواجه محاولات ممنهجة لإضعافها كحركة تحرر، لكنهم أعربوا عن ثقته بقدرة "فتح" على النهوض مجدداً. كما استعرضوا في هذا التقرير مراحل تطور فتح، مشيرين إلى أنها بحاجة إلى خطاب مقاومة شامل يجمع بين الدبلوماسية والعمل الشعبي، مؤكدين أن العودة إلى الجذور النضالية يمكن أن تعيد الزخم للمشروع الوطني في مواجهة التحولات الدولية والإقليمية المتسارعة، وأجمعوا على أن "فتح"، بالرغم من التحديات، تملك من التاريخ والقوة الشعبية ما يُمكّنها من قيادة النضال الفلسطيني نحو التحرر والاستقلال.
التحديات أمام الشعب الفلسطيني
أكدت انتصار الوزير، رئيسة الاتحاد العام للمرأة، في حديثها لـ"ے" أن حركة "فتح" لا تزال متمسكة بثوابتها الوطنية وملتزمة بالنضال لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، وقالت: "حركة فتح تناضل من أجل حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه، وحقه في تقرير مصيره على أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشارت الوزير إلى أن حركة "فتح" تدرك تماماً خطورة الانقسام الفلسطيني وتأثيره على تطور القضية الفلسطينية، لكنها مصرّة على إنهاء الخلافات الداخلية والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، وقالت: "لا يمكن لأحد أن يتخيل أن "فتح" ستتخلى عن ثوابتها، أو أن الانقسام سيعيق تطورها واستمرارها في النضال لتحقيق حقوقها"، مشددة على ضرورة الاتفاق على نوعية المقاومة التي تخدم أهداف الشعب الفلسطيني، ومشيرةً إلى أن الوحدة الوطنية هي المدخل الحقيقي لإنهاء الأزمات.
وفي سياق الحديث عن الوضع الراهن، لفتت الوزير إلى حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، قائلة: "شعبنا يتعرض لحرب إبادة جماعية وتدمير منهجي للبنية التحتية، فضلاً عن منع وكالة "الأونروا" من القيام بمهامها"، مؤكدة أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل بسبب صلابة الموقف الفتحاوي وتضافر جهود أبناء الحركة داخل الوطن وخارجه.
وعن التحولات الدولية والإقليمية، خاصة مع الدعم الأمريكي للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، أوضحت الوزير أن الأولوية الآن هي الحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني والتمسك بالوحدة الوطنية، بقولها: "يجب أن تستمر فتح في نضالها السياسي والدبلوماسي، مع الالتزام بالمقاومة التي تتماشى مع المواثيق والمعاهدات الدولية"، ومؤكدة أن هذا النهج هو السبيل لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.
"فتح" والثقة الشعبية
وبالرغم من التحديات الكبيرة، أكدت الوزير أن حركة "فتح" لا تزال تحظى بثقة شعبها داخل الوطن وخارجه، بالقول: "رغم الاتهامات الظالمة والسهام القاتلة التي توجه إلى فتح، فإنها صامدة ومتمسكة بمبادئها وأهدافها ولن تتخلى عنها"، مشددة على أن صمود الحركة ينبع من التزامها بالمبادئ الوطنية واستعدادها لمواجهة التحديات بثبات.
بهذا الثبات على المبادئ والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، ترى الوزير أن حركة فتح قادرة على تجاوز التحديات واستعادة مكانتها كقائدة للمشروع الوطني الفلسطيني.
من الفكرة إلى النضال.. مرحلة ما قبل الانطلاقة (١٩٥٨-١٩٦٥)
وتحدث د. أحمد جميل عزم، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة قطر، لـ"ے"، عن المرحلة الأولى في تاريخ حركة فتح، التي وصفها بأنها "مرحلة الفكرة"، مشيراً إلى أنها امتدت من عام ١٩٥٨ إلى ١٩٦٥.
وركّزت هذه المرحلة، كما أوضح عزم، على بلورة تصور شامل لتأسيس تنظيم فلسطيني حركي يعطي الأولوية المطلقة للقضية الفلسطينية والتحرير، وقال: "كانت الفكرة الأساسية قائمة على إقامة تنظيم فلسطيني حركي بمعنى مزدوج: فلسطيني لأنه يضع الشأن الفلسطيني في الصدارة، وحركي لأنه ليس حزبياً أو أيديولوجياً ولا يتبنى برامج عقائدية أو أممية".
وأضاف عزم: إن المؤسسين كانوا يركزون على بناء كيان فلسطيني مستقل، بل إن بعضهم كان يفكر في إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة كخطوة أولى لتحرير باقي فلسطين. وأشار إلى أن حركة فتح كانت مميزة في كونها مفتوحة لجميع التيارات، سواء الإسلامية أو الشيوعية أو القومية، شريطة الاتفاق على أن التناقض الرئيسي هو الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه البساطة في الفكرة عمّقت من وعيها لمتطلبات التحرير، وسمحت بتوجيه كل الجهود نحو تحقيق الهدف المركزي، وهو تحرير فلسطين من الاحتلال.
تحولات مفصلية في مسيرة "فتح"
وأشار عزم إلى أن المرحلة الثانية من مسيرة حركة فتح امتدت تقريباً من عام ١٩٦٥ وبلغت ذروتها بين عامي ١٩٦٧ ١٩٧٤، وهي مرحلة الكفاح المسلح التي منحت فيها فتح هذا النهج قدسية مطلقة.
وأوضح عزم أن "الكفاح المسلح أصبح عمود الحركة الفقري، لدرجة أنه كان من الصعب الحديث عن أشكال أخرى للمقاومة، حيث بدا العمل السياسي مرفوضاً من البعض في تلك الفترة".
وانتهت هذه المرحلة مع اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني عام ١٩٧٤، وهي خطوة تاريخية أكدت الدور المركزي للحركة.
تلا ذلك انتقال الحركة إلى مرحلة جديدة بين عامي ١٩٧٤ ١٩٩٤، حيث ارتكزت على شعارات مثل خطاب ياسر عرفات في الأمم المتحدة: "غصن الزيتون في يد والبندقية في يد"، وشعار "البندقية تزرع والسياسة تحصد".
وخلال هذه الفترة، سعت فتح إلى تحقيق توازن بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي، في محاولة لدمج الكفاح على الأرض مع الجهود الدبلوماسية.
أما الفترة الممتدة من ١٩٩٤ وحتى عام ٢٠٢٤، فقد عُرفت بمرحلة المزاوجة بين السلطة الوطنية وحركة التحرر. وبيّن عزم أن "هذه المرحلة شهدت ازدواجية في الأدوار، حيث رأينا استعداداً للعودة إلى حمل السلاح كما حدث في انتفاضة النفق عام ١٩٩٦، وفي انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، مع تأسيس كتائب شهداء الأقصى.
وفي الوقت ذاته، تعمّقت محاولات المزج بين العمل الدبلوماسي القانوني وبناء الدولة، وبين المقاومة الشعبية السلمية، خاصة في عهد الرئيس محمود عباس".
لكن منذ عام ٢٠٢١، بدأت إرهاصات مرحلة جديدة تعكس أزمة حقيقية داخل الحركة. وأشار عزم إلى "تراجع عقد المؤتمر الحركي، وتعطيل الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني، إلى جانب غياب انعقاد جلسات المجلس المركزي إلا لملء الفراغات". ثم جاءت عملية طوفان الأقصى عام ٢٠٢٣ لتكشف عن خطاب قيادي يوحي بتحول الحركة من مرحلة المزاوجة بين التحرر والسلطة إلى مرحلة تُعرف بـ"السلطة فقط".
وأوضح عزم أن هذا التحول بات جلياً في التصريحات التي تؤكد أن "سلاح السلطة هو السلاح الوحيد المقبول، وأن فعالية التنظيم يجب أن تنسجم مع توجهات السلطة وأجهزتها الأمنية"، مضيفاً أن "المقاومة الشعبية تعاني من حصار كبير، ما يعزز الانطباع بأننا دخلنا مرحلة جديدة تُركز فقط على السلطة دون التحرر".
إعادة التثوير
ويرى عزم أن استعادة زخم حركة فتح يتطلب العودة إلى نهج "التثوير الشامل"، الذي ميز الفترة من عام ١٩٧٢ وحتى ١٩٨٧. وأوضح أن هذه المرحلة شهدت إعادة بناء العمل الفلسطيني من خلال تأسيس الجامعات كحاضنات ثورية، وإنشاء المؤسسات الإعلامية، ومراكز الأبحاث، وإصدار الصحف، إلى جانب تشكيل الفرق المسرحية والجمعيات الخيرية، وخوض انتخابات البلديات، وقال: "كان الهدف تحويل برامج هذه المؤسسات إلى أدوات فعالة في المواجهة مع الاحتلال".
وفي ما يتعلق باستراتيجيات النضال الحالية، شدد عزم على أن حركة فتح بحاجة إلى تبني برنامج مقاومة حقيقي وفاعل، لا يتوقف عند حدود حفظ الأمن والاستقرار، لأن "الأمن والاستقرار غير ممكنين في ظل وجود المستوطنين والاحتلال".
وأضاف: "إذا كانت الحركة قد حسمت أن الكفاح المسلح ليس الوسيلة المناسبة الآن، فعليها أن تقدم خطاب مقاومة حقيقياً قادراً على الإجابة عن كيفية مواجهة المستوطنين والاحتلال، مع تكامل ذلك مع العمل القانوني والدبلوماسي".
وختم عزم حديثه لـ"ے" بتأكيد أهمية صياغة رؤية جديدة للمقاومة تتجاوز الكفاح المسلح، بالقول: "المطلوب اليوم خطاب مقاومة ينسجم مع الظروف الراهنة، ويعيد "فتح" إلى دورها التاريخي في قيادة النضال الفلسطيني".
منعطف حاسم
تواجه حركة "فتح" اليوم منعطفاً حاسماً في مسيرتها السياسية، إذ تجد نفسها أمام تحديات تستوجب العودة إلى جذورها كحركة تحرر وطني. هذه العودة، بحسب الدكتورة دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وبناء الدولة، "تتطلب قيادة جماعية تمتاز بالمرونة والقدرة على التعامل مع الظروف السياسية المتغيرة"، مشددة على أهمية إعادة صياغة الدور القيادي للحركة بما يركز على تعزيز الوحدة الوطنية كأولوية قصوى، إلى جانب تفعيل دور الشباب، وإعادة بناء المؤسسات التنظيمية على أسس أكثر شفافية وديمقراطية.
خطاب سياسي متجدد وأدوات مبتكرة
وترى عريقات أن "فتح" مطالبة بإعادة صياغة خطابها السياسي والدبلوماسي ليتواءم مع تطلعات الشعب الفلسطيني نحو التحرر والسيادة. وتقول: "الابتكار في أدوات الكفاح السياسي والدبلوماسي أصبح ضرورياً لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر".
كما دعت عريقات الحركة إلى اعتماد المعرفة والكفاءة كمعيار أساسي في اختيار القيادات وإدارة المناصب بعيداً عن الولاءات الشخصية.
سد فجوة الثقة واستعادة الريادة
أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، وفقاً لعريقات، "ضرورة ملحّة للقيادة الفلسطينية، خاصة حركة فتح، في العمل على سد فجوة الثقة المتنامية مع الجماهير".
كما ترى أن تعزيز الوحدة الوطنية هو السبيل لاستعادة هذه الثقة، مشددة على أن تحقيق ذلك يستلزم إنهاء الانقسام الداخلي عبر شراكة حقيقية مبنية على رؤية وطنية موحدة.
وأضافت عريقات أن هذه الرؤية يجب أن تُترجم عملياً لتأكيد أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، داعية إلى "إطلاق حوار داخلي شامل يضم مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني، مع التركيز على إشراك الشباب من غزة والضفة الغربية والقدس، وتعزيز الشفافية في عملية صنع القرار".
تمكين الشباب والمرأة
ولم تغفل عريقات أهمية تمكين الشباب والمرأة في مراكز صنع القرار، مؤكدة أن تبني سياسات تلامس احتياجات الشعب الفلسطيني يعكس التزام القيادة بخدمة الشعب، ويعيد بناء الثقة المفقودة، مما يمهد الطريق نحو تحقيق دولة فلسطينية مستقلة، والحفاظ على حق تقرير المصير.
فرصة تاريخية لاستعادة الدور القيادي
وتصف عريقات المرحلة الراهنة بأنها "فرصة تاريخية أمام حركة "فتح" لاستعادة دورها القيادي، ليس فقط على مستوى الحركة، بل في قيادة جميع الفصائل الفلسطينية". لكنها تحذر من الاعتماد على الشعارات والرموز فقط، مؤكدة أن "الخطوات العملية والسياسات الملموسة هي السبيل لترجمة الرؤية الوطنية والإرادة الشعبية إلى واقع".
وأكدت عريقات في نهاية حديثها لـ"ے" أن حركة "فتح" أمام اختبار حقيقي، فإما أن تُعيد صياغة نفسها كحركة تحرر وطني تقود الشعب الفلسطيني نحو التحرر والسيادة، أو تواجه خطر تراجع دورها في ظل التحولات السياسية المتسارعة.
وأضافت: حركة "فتح" بما تمتلكه من تاريخ نضالي عريق وقاعدة شعبية واسعة، لا تزال قادرة على استعادة مكانتها الحقيقية في وجدان الشعب الفلسطيني ووعيه الوطني.
إصلاح شامل أو خسارة الدور الريادي
وأكد وزير الأسرى الأسبق د.أشرف العجرمي، في حديثه لـ"ے"، أن حركة "فتح" ما زالت تمثل مشروعاً وطنياً فلسطينياً لم يكتمل بعد، مشدداً على أن الحركة تمر بتحديات مصيرية تتطلب منها إجراء تغييرات جذرية إذا أرادت استعادة مكانتها القيادية في الشارع الفلسطيني.
وقال: "حركة "فتح" دفعت ثمناً باهظاً بسبب عدم الفصل بين دورها كحركة تحرر وطني وبين السلطة الوطنية الفلسطينية. هذا الخلط جعلها تتحمل أوزار السلطة، بكل ما فيها من سوء إدارة وانقسامات وأخطاء متراكمة".
ويرى العجرمي أن الحركة تعاني من ترهل تنظيمي كبير، حيث غابت القيادة المركزية القادرة على توجيه الجهود نحو هدف موحد، وأضاف: "اليوم، تنازعت المصالح والمراكز داخل فتح، مما أضعف قدرتها على قيادة الشعب الفلسطيني وفتح المجال أمام حماس لتتبوأ موقعاً مميزاً داخل الإطار الوطني"، مشيراً إلى أن فتح فقدت الكثير من قدرتها على ضبط الشارع الفلسطيني، وأصبحت "مثلها مثل غيرها من الفصائل، تعاني من مشكلات وخلافات داخلية أثرت على أدائها".
اختيار أدوات النضال
وشدد العجرمي على أن الحركة الوطنية تواجه أزمة حقيقية في تحديد أشكال النضال التي تخدم المشروع الوطني، وقال: "منذ نشوء السلطة الفلسطينية، كان على "فتح" أن تعتمد المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية المستندة إلى القانون الدولي وحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن انخراط الحركة في الكفاح المسلح خلال الانتفاضة الثانية قادها إلى فقدان السيطرة على الشارع وأضعف قدرتها على ضبط الأوضاع داخل المناطق الفلسطينية.
ودعا العجرمي الحركة إلى تحديد موقفها بشكل واضح بشأن أساليب النضال التي تتماشى مع الظروف الإقليمية والدولية، بقوله: "اليوم قطاع غزة يدفع ثمناً باهظاً بسبب مغامرات غير محسوبة، وتقديس الوسيلة على حساب الهدف الوطني".
وأكد العجرمي أن العودة إلى قيادة الساحة الفلسطينية تتطلب من "فتح" إصلاح وضعها الداخلي. وقال: "الحركة بحاجة إلى حراك ديمقراطي وانتخابات داخلية تفرز قيادات جديدة من أسفل إلى أعلى، وتُدخل كوادر شابة قادرة على قيادة المرحلة بطاقاتها وكفاءاتها". وأضاف أن "التغيير الجدي في القيادة يجب أن يعيد ربط الحركة بالجماهير ويقلص الفجوة القائمة حالياً بين الجمهور والقيادة".
ضرورة مأسسة الحركة
وأوضح العجرمي أن إعادة بناء مؤسسات فتح التنظيمية هي خطوة حاسمة لاستعادة الثقة الجماهيرية، وقال: "يجب أن تخوض "فتح" غمار معركة داخلية لإعادة مأسسة أطرها التنظيمية وانتخاب قياداتها من القاعدة الشعبية. هذه الخطوات ستعيد الاتصال الوثيق بين الحركة والجماهير، مما يعزز ثقة الجمهور بقدرتها على تمثيله".
وختم العجرمي حديثه بالتأكيد على أن "فتح بحاجة إلى أن تعود إلى كونها تنظيماً جماهيرياً واسع النطاق، يلتحم مع الجمهور ويستجيب لمطالبه. القيادة الحالية، التي لم تعد منتخبة من الجماهير، بحاجة إلى تغيير شامل إذا أرادت الحركة أن تبقى رائدة الكفاح الوطني الفلسطيني".
وحذر العجرمي من أن استمرار الوضع الحالي سيجعل "فتح" تفقد مكانتها كقائدة للنضال الفلسطيني، مؤكداً أن التغيير المطلوب ليس رفاهية، بل ضرورة تفرضها الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. "على فتح أن تختار بدقة أهدافها وأدواتها إذا أرادت أن تبقى في موقع القيادة".
تحديات الداخل والخارج وإرادة النهوض مجدداً
وأكد القيادي في حركة أحمد غنيم، في حديث خاص بـ"ے" أن حركة "فتح" تواجه تحديات جسيمة على المستويين الداخلي والخارجي، لكنها لا تزال تمتلك المقومات التي تؤهلها لاستعادة دورها الريادي في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وقال: "فتح لم تتعرض لحادث سير عابر؛ بل لطحن منهجي مستمر من قوى استعمارية وإقليمية، تهدف إلى تحويلها من حركة تحرر وطني إلى حزب يهتم بشؤون الحكم فقط".
وشدد غنيم على أن حركة فتح تأسست على فكرة وطنية جامعة، تمكنت من حشد كافة أطياف الشعب الفلسطيني تحت مظلة التحرير، قائلاً: "عبقرية الفكرة كانت في بساطتها وعمقها، إذ ركزت على التحرير كأولوية مطلقة، مع تأجيل كل التناقضات الثانوية لما بعد التحرير"، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تشهد ضعفًا داخليًا وتحديات في القيادة، مما أثر على قدرة الحركة في مواجهة الاحتلال وتحقيق أهدافها الوطنية.
وأوضح غنيم أن أحد أكبر التحديات التي تواجه "فتح" هو تحقيق الوحدة الداخلية، بقوله: "لا يمكن لحركة تحرر وطني أن تنجز مشروع الاستقلال قبل أن تحقق الوحدة الداخلية، وحدة القيادة، ووحدة المنهج، وفاعلية الأدوات هي العوامل التي جعلت فتح تقود الثورة الفلسطينية بنجاح سابقًا، ولكنها اليوم تحتاج إلى مراجعات جادة لاستعادة هذه الركائز".
"فتح" أمام مفترق طرق: تحديات دولية وثقة بالنهوض مجدداً
وفي ما يتعلق بالتحولات الدولية والإقليمية، حذر غنيم من خطورة دعم الإدارة الأمريكية المقبلة للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تسعى إلى توسع استيطاني وسياسات تهجير قسرية، وقال: "التحدي الأكبر أمام حركة "فتح" هو بلورة مشروع وطني جامع يقوم على وحدة الشعب والنظام السياسي، إلى جانب تطوير استراتيجيات مقاومة تمتلك القدرة على التحول من شكل إلى آخر بمرونة فاعلة".
وبالرغم من هذه التحديات، عبّر غنيم عن ثقته بقدرة الشعب الفلسطيني وحركة فتح على النهوض مجدداً، مؤكداً أنه "كما نهض الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948، يمكنه النهوض من جديد. داخل "فتح"، هناك كادر ميداني مناضل وجيل جديد يطمح لاستعادة زخم الحركة".
وختم غنيم حديثه بالقول: "فتح، بجيناتها المقاومة، قادرة على استعادة دورها الريادي ومواصلة قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، بالرغم من كل الظلام والتحديات التي نواجهها اليوم".
دلالات
عاصف الفتحاوي قبل يوم واحد
الى ابو حمزة المهاجر . كل اناء بما فيه ينضح. كيف تجرؤ على اتهام فتح وتتطاول على أيقونة الشعب الشعب الفلسطيني الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات. ان أقل ما يمكن أن يقال عنك
ابو حمزة المهاجر قبل 2 أيام
فتح عصابة من الجواسيس والسكارى وقاطعي الطرق والفاسدين وتجار المخدرات بقيادة الكلب الفاطس ياسر عرفات .
كبير يا كبير قبل 3 أيام
فتح هي قلب كارثتنا
الأكثر تعليقاً
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
حجب قناة الجزيرة في فلسطين.. محللون يعتبرونها خطوة متسرعة ويطالبون السلطة بالتراجع عنها
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
ارتفاع قيمة ضريبة المغادرة عبر معبر الكرامة
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
"حارس أملاك الغائبين".. الحرامي يسطو على أراضي السكان الأصليين
نادي الأسير: المخاطر على مصير د.حسام ابو صفية تتضاعف
الأكثر قراءة
نواب في الكنيست يطالبون "كاتس" بتدمير كافة مصادر الماء والغذاء والطاقة في قطاع غزة
"إسرائيل" و"حماس" تدعيان الفوز في القتال العنيف المستمر في شمال غزة
شهادات جديدة لعدد من معتقلي غزة في سجن "النقب"
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
الأمم المتحدة: تدمير إسرائيل المرافق الصحية بغزة "جريمة حرب"
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
2025 عام التحولات وسقوط الأقنعة والسرديات.. تحديات خطيرة تُحدّق بالقضية الفلسطينية
أسعار العملات
الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.79
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 341)
شارك برأيك
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة