أقلام وأراء
الإثنين 06 مارس 2023 9:50 صباحًا - بتوقيت القدس
نتنياهو المرتبك
بقلم:فتحي أحمد
منذ قيام دولة الكيان حتى اليوم والساحة السياسية الإسرائيلية تمخض عنها الكثير من الحركات والأحزاب، فأول الظهور كان تجّمع حركة المعراخ (العمل) والليكود، وقلة من الحركات الدينية، والتي لم تثّبت وجودها على الساحة كحركات لها مدّها الجماهيري، ولم يصل نضوجها الفكري إلى حدٍّ تستطيع قيادة الحكومة، وقد ترنحت أفكارهم بين عودة المسيح حتى يدخلوا فلسطين وبين تجاوز هذه المرحلة، وبقوا كذلك حتى انفصلت التيارات الدينية إلى فسطاطين منهم من دخل الكنيست وكفّر الآخرون الصهيونية؛ لأنها خالفت تعاليم الرب.
كانت أغلب الحقب الزمنية تتشكل فيها الحكومات من الأحزاب اليسارية والعلمانية اليمينية كحزب الليكود، فثمة تنافس قوي كان بين الحركتين، فتارة يفوز حزب العمل وأخرى الليكود، فنصيب الليكود من تشكيل حكومات إسرائيل كان ذا حظوظٍ أكبر، لهذا بدأت معالم السياسة الداخلية والخارجية في دولة الاحتلال تبدو واضحة مع بعض اللُبس خصوصًا في نظرتها لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف، بمعنى أدق كانت حكومات إسرائيل المتعاقبة تلعب على عامل الزمن، أو كلما عهدوا عهدًا نبذه فريق منهم، فهذه السمة التي كانت بارزة في سياسة تلك الحكومات منذ تأسيس منظمة التحرير التي وافقت على دولة فلسطينية على حدود الخامس من حزيران حتى قبل تشكيل حكومة اليمين الديني.
أحزاب متعددة والهدف واحد:
خاض ما يقارب (33) قائمة انتخابية انتخابات الكنيست الثامنة عشرة في عام 2009، وبعضها مؤلف من أكثر من حزب واحد، ونجحت (12) قائمة فقط في الوصول منها إلى الكنيست، وفي عام 2006 خاضت 31 قائمة الانتخابات وصل منها 12 قائمة فقط، وهذا يدل على مدى عدم التوافق، والانقسام الموجود داخل المجتمع الإسرائيلي، ويتمثل ذلك الانقسام بين اليهود الشرقيين والغربيين كما تمثل الانقسامات الأيدولوجية والسياسية فيما يتعلق بالحل السلمي والدولة الفلسطينية الذي احتل مرتبة متقدمة في قضايا الحل الدائم، فالخلاف الصهيوني والصهيوني الديني زادت وتيرةً هذه الأيام، وقد جاء بعد فوز اليمين المتطرف واستلامه زمام الحكم في إسرائيل، لكن في النهاية لا يوجد اختلاف جوهري فيما يخص تسوية القضية الفلسطينية والدولة الفلسطينية على حدود ما احتُل بعد النكسة، فهنالك أساليب مختلفة تختلف من حزب لآخر. الوسط واليسار ضد دولة فلسطينية كاملة السيادة دولة منزوعة السلاح تقطع أوصالها المستوطنات والطرق الالتفافية والحواجز والنقاط العسكرية المتقدمة، من جهة ثانية يرفض الليكود اليميني والمتطرفون الدينيون دولة فلسطينية حتى لو كانت على الورق.
أزمة إسرائيل الداخلية
تواجه حكومة نتنياهو اليومَ أزمة داخلية قد تعصف بها في أي لحظة فالمظاهرات التي تشهدها تل أبيب اليوم هي بمثابة دق جرس الإنذار، فيما يتعلق ببطش غلاة وزراء ائتلاف نتنياهو وسباقهم مع الزمن، فهم أمام برنامج يحاولون من خلاله قدر الإمكان تحقيق شيء ملموس على صعيد ضم الضفة الغربية، ويعدّ هذا من ضمن جدول أعمال الحكومة الحالية بالإضافة للاستمرار في بناء المستوطنات في المناطق المصنفة (C)، ومحاولة السيطرة على مناطق (B)، فضلاً عن محاولتها ترحيل أكبر قدر ممكن من السكان الفلسطينيين القاطنين في الخان الأحمر، والشيخ جراح، ومسافر يطا، وبدأت أصوات كبار الزعماء في إسرائيل تخرج وتنادي بأعلى صوتها رافضة نهج الحكومة المشكلة حديثًا، هذا وقال رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إنّ "إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، في مرحلة صعبة، وأزمة داخلية عميقة وخطيرة تهددنا جميعاً". وأردف يقول "الأزمة الداخلية العميقة والخطيرة تهددنا جميعًا، وتهدد المنعة الداخلية والتضامن الإسرائيلي وهي خطيرة جداً جداً". ومن جهة ثانية رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت حذّر من "الوصول إلى حرب أهلية في إسرائيل"، ودعا إلى التفاوض بشأن قانون التعديلات القضائية، كما أكّد زعيم المعارضة، العضو في "كنيست" الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد أنّ "إسرائيل على حافة الهاوية وفي لحظة حسم"، وأنّها "سائرة نحو الخراب" إذا ما تمّ إقرار قانون التعديلات القضائية.
إذًا الوضع في إسرائيل بعد هذه التصريحات ضبابي، ومدى صمود حكومة نتنياهو الحالية غير واضح وقد سمعنا ما صرّح به رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عن حزب العمل إيهود بارك، عندما طالب المواطنين العرب داخل دولة الاحتلال بضرورة الانضمام للمظاهرات التي تجري في تل أبيب ومناطق أخرى داخل الكيان، وهذا يعني مدى المأزق الذي تعيشه إسرائيل في الوقت الراهن، فهي أمام تحد كبير على الصعيد الداخلي، ناتج عن ثورة تعديل بنود القانون بما يتناسب وطموح نتنياهو والمتطرفين المستوطنين، فتمرير قانون عدم محاسبة رئيس الدولة وهو على رأس عمله يعدّ خرقا واضحا للديمقراطية، وإعادة الدولة لعصر الظلمات وقوانين قراقوش.
نتنياهو وزن على خراب عشه:
الواضح إن إسرائيل مضت قدمًا نحو خرابها، مصداقًا لقول رب العزة (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين)، فإيران من جهة وهي تشكل لهم مصدر خوف وقلق ناتج عن سباقها المحموم نحو القنبلة النووية، والشعب الفلسطيني الذي يأبى الخنوع والاستسلام وهو مستمر في مسيرته النضالية رغم التضييق عليه واستباحة دمائه، بجانب المظاهرات في داخل المجتمع الصهيوني المنددة بالتطرف الديني، كل هذه العناصر كفيلة لإرهاق دولة الاحتلال وعدم قدرتها على السيطرة على الأرض.
فالملفات المتكدسة على طاولة رئيس الحكومة بات عاجزًا عن حلّها، رئيس حكومة بائس ضعيف مرتبك لا يستطيع تحقيق شيء، مصير حكومته ومشروعه إلى زوال، وما شاهدناه عندما عجز أن يحمي زوجته وهي في صالون التجميل من جموع المتظاهرين الغاضبين ضد سياسته المتطرفة، لولا تدخل الأمن والمخابرات والجيش، هذا حال رئيس دولة فضل الكرسي خوفًا من الملاحقة القانونية، وقد وضع يده في يد المستوطنين وكأنه يقول عليّ وعلى أعدائي لكن طريقه ليست سهلا في ظل إجماع عالمي على مقاطعة حكومته.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية
حديث القدس
2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية
راسم عبيدات
غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة
بهاء رحال
رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"
ريما محمد زنادة
وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية
فتحي كليب
مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ
عام التحديات
حديث القدس
ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟
د. فوزي علي السمهوري
توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية
سماح جبر
معركة غير متكافئة
حمادة فراعنة
الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة
إسماعيل المسلماني
تمر الأعوام وتبقى الآلام
حديث القدس
انكشاف المستعمرة وعريها
حمادة فراعنة
2024 عام الكارثة والبطولة.. 2025 عام الحسم
هاني المصري
نحن في حالة ضياع وتيه... والبداية من مخيم جنين
راسم عبيدات
حسام أبو صفية.. الطبيب يتحدى الإبادة
جمال زقوت
صناعة القائد في وسائل الإعلام.. بين التلميع والتضليل
د. أسامة ارميلات
تصعيد مرعب للجرائم الإسرائيلية الفظيعة
حديث القدس
لسان الحال والأحوال.. علقم يا وطن
إياد أبو روك
صباحُ الخَيْر يا غزَّة
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
بهدوء.. أسئلة وأجوبة!
إسرائيل ترفض تزويد السلطة الفلسطينية بالسلاح لدعم عملية جنين
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
النداء الأخير من المحرقة...صرخة أنس تقرع جدران الخزان
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
"حارس أملاك الغائبين".. الحرامي يسطو على أراضي السكان الأصليين
الأكثر قراءة
نيويورك تايمز: وراء تفكيك حزب الله عقود من الاستخبارات الإسرائيلية
هآرتس: اختفاء غزيين كانوا معتقلين لدى الجيش الإسرائيلي
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
مفاوضات الصفقة.. المحتجزون يُلدغون من جُحر نتنياهو عشر مرات!
القسام تقتل 5 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في مخيم جباليا
إعلام عبري: تأكيد إصابة نتنياهو بسرطان البروستاتا
2025 عام التحولات وسقوط الأقنعة والسرديات.. تحديات خطيرة تُحدّق بالقضية الفلسطينية
أسعار العملات
الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.79
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 335)
شارك برأيك
نتنياهو المرتبك