بقلم: دلال صائب عريقات

نحتفي في الثامن من هذا الشهر بيوم المرأة العالمي، وكما تحتفل بلاد الشرق بيوم الأم في الواحد والعشرين، ثم يوم الأرض في الثلاثين من هذا الشهر، فكل عام وكل نساء العالم والشعوب الصامدة بصحة وعطاءٍ متجدد.
لتمكين الثامن من آذار, اعتمدت الأمم المتحدة قرار 1325, الذي حث جميع الأطراف على اتخاذ التدابير اللازمة في الأمور المتعلقة بمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار على المستوى العالمي. وفي فلسطين تبنت وزارة شؤون المرأة في 26 اكتوبر من كل عام "اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية" في إطار خطة الحكومة الفلسطينية للعمل على تمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها. كما ينص القانون الأساسي وأجندات السياسات الوطنية لدولة فلسطين بوضوح على أن رؤية فلسطين هي تعزيز المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة في المؤسسات الرسمية وتضمين تجارب النساء في المناقشات الرسمية في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي. كما انضمت فلسطين لاتفاقية سيداو التي قاومها المجتمع الفلسطيني, جاءت الاتفاقية لضمان مساواة الرجل والمرأة في حرية التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، ولتخدم حقوق المرأة حول العالم. نستطيع أن نُجمل بخصوص هذه الاتفاقية ان المرسوم الرئاسي الفلسطيني للانضمام للاتفاقية نص على ان لا يتعارض مع القانون الأساسي الفلسطيني وهذه الجملة وحدها كفيلة باحترام المعتقدات والشرائع. لمن يريد التأكد بنفسه مما ورد في اتفاقية سيداو من حقوق وحريات ونصوص، يرجى الاطلاع على احكام الاتفاقية وتفسيرات وتعليقات اللجنة وتوصيات اللجنة الواردة لدولة فلسطين في العام ٢٠١٨ وجمعيها متاحة للعامة على موقع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أو زيارة الرابط التالي بالعربية...
https://www.unicef.org/arabic/crc/files/cedaw_arabic.pdf
مشاركة المرأة في السياسة وفي مواقع صنع القرار العليا في فلسطين متواضعة للغاية، حيث أن السقف الزجاجي منخفض نسبيًا! لا تزال مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار محدودة مقارنة بمشاركة الرجل، حيث أظهرت بيانات عام 2022 أن النساء يشكلن نسبًا متواضعة جدًا في الحياة العامة؛ على سبيل المثال، وفقًا لمكتب الإحصاء الفلسطيني، تمثل النساء 13٪ في المجلس الوزاري الفلسطيني، وهناك ثلاث وزيرات فقط. ومن بين السفراء ورؤساء البعثات الذين يمثلون فلسطين في دول أخرى، هناك 11 امرأة من أصل 100 ، أي 11٪ في السلك الدبلوماسي، بينما هناك محافظة فلسطينية واحدة من أصل 16 محافظ.
حققت المرأة الفلسطينيّة تقدماً وبرزت بكفاءة عالية في الجوانب الطبية والتعليمية والقانونية والفنية والعلمية والهندسية وتميزت في قطاع الأعمال والريادة والتكنولوجيا، وبالرغم من دورها في دعم وتمكين الصمود على هذه الأرض، إلا أنها لم تنجح بالمشاركة في صنع القرار بالمستوى المطلوب.
معظم الرجال في المناصب الرفيعة لا يتوقفون عن تذكير الجماهير باهتمامهم واحترامهم وتقديرهم للمرأة، فهي الابنة وهي الزوجة وهي الأم التي أنجبت الرِّجَال!
بينما تنظر النساء الفلسطينيات إلى هذه التصريحات على أنها خطاب حضاري غير حقيقي ولا جاد.
هذا الشهر يقدم فرصة للمراجعة والتقييم، لنسأل أنفسنا وشركاءنا ماذا فعلنا تجاه المرأة؟ اين المرأة من المشاركة السياسية وصنع القرار ؟ ضروري إعادة النظر في القرارات والتشريعات وتطبيقها بهدف حماية/ تمثيل/ ودمج نصف المجتمع بشكل صحيح.
أتمنى من نساء فلسطين أن لا يعولن فقط على رفع نسبة مشاركتهن المعروفة بالكوتا وأن يعملن على تربية جيل جديد يُؤْمِن أن مكان أُمَّه وأخته وزوجته لا يقتصر على المنزل. أتمنى من نساء فلسطين أن يعملن بجدٍ وإرادة للارتقاء بمعارفهن ومهاراتهن وشخصياتهن التي تمكنهن من الوصول إلى الصدارة على كل المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية.

دلال عريقات: كاتبة واكاديمية