أقلام وأراء

السّبت 25 فبراير 2023 10:34 صباحًا - بتوقيت القدس

كيف تحول الشعب كله الى عرين أسود

بقلم : حمدي فراج


لا أحد يعرف كيف تتولد الظواهر والى اين تذهب وتتطور، كان هذا مجمل التاريخ البشري عموما في مجالاته المختلفة والمتعددة، حتى ظهر علماء "آباء" سبروا غورا عميقا في مجالات علومية متعددة ومتجددة بعلماء اباء جدد ، وكمثال على ذلك ، انظر رحلة الطيران من عباس بن فرناس الذي حاول ان يطير قبل ألف سنة ، وبين طيران اليوم. كان الانسان إزاء عجزه عن تفسير أي ظاهره بأن يرجعها لما أسماه – وما يزال – علم الغيب . الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا مؤخرا على سبيل المثال ، ما زالت لدى الكثيرين ضمن علم الغيب ، رغم ان العالم الأمريكي تشارز ريختر قبل حوالي مئة سنة طور مقياسا لمعرفة درجة الزلزال ، وتم اعتماده في كل العالم ، لكن لم يأت بعد من يستطيع معرفة وقت وقوع الزلزال لكي يتم تجنب أضراره .
عرين الأسود، ظاهرة حديثة في النضال الفلسطيني المستعصي ضد الاحتلال الإسرائيلي، انبلجت بعد فشل الجهود الشعبية والرسمية الفلسطينية في دحر هذا الاحتلال عبر مئة سنة من العذاب والاضهاد والقمع ؛ ثورات واضرابات واعتصامات منذ عشرينيات القرن الماضي، ثم كفاح مسلح و فصائل وحركات وأحزاب ، ثم انتفاضة حجارة ، ثم انعطافة سلام استمرت ثلاثين سنة من الخداع ، وما زالت مستمرة، ثم انتفاضة مسلحة، ثم انتفاضة سكاكين، (ثلاث انتفاضات في اقل من ثلاثين سنة) دون ان يتم تحرير متر فلسطيني واحد من الأرض التي احتلتها إسرائيل قبل ست وخمسين سنة، فجاءت "عرين الأسود" من عدد محدود من الشبان اليافعين في منطقة محددة بمدينة نابلس ، فتفتق العقل الصهيوني الأمني الاستخباري الإرهابي بضرورة القضاء عليها في مهدها، ورغم ان إسرائيل أصبحت خبيرة فيما تسميه "الإرهاب" او "القضاء على الإرهاب"، الا انها لم تحسن قراءة الظاهرة ، ولا من اين انبلجت ، ولا الظروف التي أدت لظهورها ، ولا الى اين يمكن ان تذهب وتتطور ، بل وجدت اكثر غباء في من نصحها ان يتم تفكيكها بالحسنى و شراء سلاحها وتوظيف عناصرها في الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، هكذا تم التعامل من قبل مع كتائب شهداء الأقصى قبل حوالي عشرين سنة .
فشلت جهود القضاء على العرين ، سواء بالطريقة التقليدية المتمثلة في اغتيالهم و اعتقالهم ، او بالطريقة الدبلوماسية المتمثلة في شراء ذممهم عبر المال والوظائف والامتيازات. لم يدرك "الخبراء" الإسرائيليون ومن معهم في المحيطين الإقليمي والدولي كنه ومضمون أبناء الحركة المقاومة الجديدة ، حتى جاءت المجزرة الأخيرة في نابلس قبل أيام ، فأصبحت الحركة بمثابة عرينا لكل الشعب الفلسطيني وفصائله واحزابه ، وهذا ما جسدته دعوتهم الخروج الى الشوارع بعد منتصف الليل ، فخرجت الجماهير في مدن الضفة الغربية، وكذلك في قطاع غزة ، أكثر مما يخرجون في أي واجب مقدس آخر .

دلالات

شارك برأيك

كيف تحول الشعب كله الى عرين أسود

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 74)

القدس حالة الطقس