Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 25 فبراير 2023 10:32 صباحًا - بتوقيت القدس

المذابح، والأيدي الممدُودة

بقلم : بكر أبوبكر

لم يكن يوم الاربعاء الماضي، عاديًا أبدًا، إذ كانت الفاجعة كبيرة بحجم الشهادة والرائحة الزكية، وبحجم المذبحة البشعة، وحجم الدم الذي سال في أزقة نابلس القديمة أنهارًا.
فأن يرتقي 11 بطلًا مضرجًا بدمه بمجزرة في وضح النهار أمام القوة العسكرية الاسرائيلية الداهمة وغير المتكافئة-مرة أخرى- فكأنك أمام معادلة غير قابلة للتفكيك!
معادلة واحد الى مائة ألف تمامًا!
معادلة عُزّل أمام رياحٍ مدجّجة بزلازل وبراكين!
من الطرف المناضل فإن ما حصل يمثل قمة التضحية والمواجهة، عدا عن الثبات والإصرار الذي لا يفتُ من عضده حجم القوة المعتدية.
إن ألم الفقد لا يعادله إلا ألم الوقوف متفرجًا!؟
فالميت قد سقط فداء لواجبه أمام الله، ودفاعه عن الوطن والأرض ضد المحتل الغازي، وهو عند ربه حيّ يرزق كما وعده خالقه سبحانه وتعالى.
أما الألم والوجع فهو لمن شاهد ونظر أو سمع أو رأى الأحداث أو عاصرها أو قرأ عنها، وكان يتفتت من الحريق الداخلي الموجع.
فهل يظن ساسة دولة الاحتلال المولعين بالقتل! ثم مزيد من القتل بدلًا من الحل! هل يظنون أن معالجة الواقع الفلسطيني ستنجح بمزيد من القوة الداهمة لعساكرهم وللمستوطنين المتعطشين للقتل؟ وهل يظنون سلامًا وأمنًا سيقوم بمزيد من استجلاب ردود الفعل المقصودة منهم لانتفاضة ساحقة، والمزيد من القتل؟!
ما حصل في مذبحة نابلس يوم 22/2/2023م (وسبقها مذبحة نابلس في شهر 10 عام 2022م) حيث ودعنا 11 قمرًا منيرًا هو ذاته ما حدث (ويتكرر) في مجزرة جنين يوم 26/1/2023، حيث ودعنا من الأقمار حينها 9 شهداء، ثم كان ما كان ممن لحقهم في جنين، وأماكن أخرى في فلسطين بين مذبحة أريحا و7 أقمار (6/2/2023)، وشهداء الخليل وبيت لحم وطوباس وطولكرم ورام الله وكامل الأنحاء.
شَهيدٌ يرتقي ليسلم الراية لمن يتلوه في غضب شديد وحريق ألم داخلي لن يطفئه المزيد من القوة والبطش والإرهاب الاحتلالي.
قال أرباب دولة الكيان قديما وما صدقوا "أن الكبار يموتون والصغار ينسون"! فمات الكبارُ رحمهم الله، وتصادف اليوم التالي لمجزرة نابلس وفاة القائد "أبوعلاء" قريع فلم يكن ومن سبقه من الشهداء الكبار إلا وقودًا لاستمرار المسيرة، فموت الكبار إلهامٌ للصغار الذين جعلوا فلسطين عصيّة على النسيان.
ما بين شَهيدٍ وشَهيدٍ، وما بين أسير وأسير، وخلف كل مناضل ومناضل وثائر وثائر بالميدان والقلم والرواية والإعلام والفكر والسياسية، تقف الفصائل الفلسطينية إما عاجزة أو فاقدة لمعنى وجودها، أو متفرجة! أو مرتاحة لتشتتها وتشرذمها!؟
الفصائلُ التي تَسِمُ نفسها بأنها امتلكت الثورة والمقاومة "حصريا"! وما صدقت، اليوم مطلوب منها التخلي عن البيانات التي شبعنا منها، والتخلي عن الكلمات الباهتة المدبجة، ومدّ اليد .
والتنظيم الذي يكافح ويقاوم أبناؤه بإرادته أو رغمًا عنها-بكل الميادين- لأنهم رؤوا النضال فكرة، تحتاج لشعلة دائمة، وليست صورًا باهتة، مطلوب منه التعالي على جراح الانقلاب والانقسام ومدّ اليد.
ليس على الفصائل والشرائح منها النقابات والاتحادات أجمعين ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، وقادة الرأي أن تقف مغلولة الأيدي أو فاقدة للنطق أمام المذابح وحملات الاعتقال الشرسة، وسرقة الأرض والتهويد الذي سيُسقِط الأهداف ويضيّع القضية تحت أرجل المختلفين المتصارعين!
هل من المقبول أن تظل ردود الفعل الفلسطينية من الشمال والجنوب واقفة عند حدود التنديد والترحم على الشهداء! أو مخاطبة العالم الميت وكأنه سيسمع؟
لطالما كانت الدعوة الأصيلة –وبضرورة أشد منذ استلام حكومة الإرهاب اليمينية في دولة الاحتلال - أن تمتد كل الأيدي لتتجاوز الجدارالنفسي، والسلك الشائك السياسي، والفصل الجغرافي، وصراع السلطة والنفوذ البئيس، لتتصافح لمرة واحدة وأخيرة، فتكون فلسطين موحدة.
بغير الأيدي الممدودة، والعقول المفتوحة، والأكف المتصافحة، والوحدوية البرامجية والنضالية لن يعيرنا العالم أي التفاتة، وكيف يفعل ولماذا يفعل؟ وكلٌّ بهذا العالم مستريحٌ بكرسيه الوثيرة.
لن ننسى، فالنكبة منذ العام 1948 كبيرة، ولن يتنازل الصغار، وستظل الأقمار ترتفعُ في سماء فلسطين داعية للسلام، وساعية للحرية وهادفة لتحرير الأرض والانسان، والعقل حتى تصبح المساحة كلها مضيئة ليلًا ونهارًا، وحينها سيعلم المحتلون أي منقلب ينقلبون.

دلالات

شارك برأيك

المذابح، والأيدي الممدُودة

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)