أقلام وأراء
الإثنين 13 فبراير 2023 9:54 صباحًا - بتوقيت القدس
المشروع النهضوي والوحدة العربية
بقلم:د. علي محمد فخرو
قلنا في مقالين سابقين إن هناك منطلقات يحتاج شباب وشابات الأمة إلى أن يعوها حتى يصبح شعار الوحدة العربية واضحاً ومعقولاً، وفيه قابلية التحقق، بعيداً عن الطوباوية التي تدّعي القوى المعادية للوحدة بأنها هي الصفة التي تميز هذا الشعار.
تحدثنا عن أهمية الفهم الصحيح، ووعي الهوية العروبية القومية التاريخية الثقافية المشتركة الجامعة كمنطلق أول. ثم بيّنا ضرورة الفهم الواقعي لمبدأي التدرج والمرونة في النضال من أجل تحقق الوحدة العربية، كمشروع ممتد في الزمان والمكان.
اليوم، نود إبراز الأهمية القصوى لمنطلق أن يكون شعار الوحدة العربية جزءاً من مشروع عربي نهضوي، يخدم الوحدة العربية وتخدمه هي الأخرى. من هنا طرح مركز دراسات الوحدة العربية منذ عدة سنين مشروعاً فكرياً قومياً، واستراتيجية عمل للنضال من أجله؛ وذلك تحت مسمى «المشروع النهضوي العربي».
يطرح ذلك المشروع ستة شعارات؛ هي: الوحدة العربية، الاستقلال الوطني والقومي، التنمية المستدامة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية والتجدد الثقافي والحضاري.
من خلال هذا الترابط والتناغم الوثيق بين تلك المكونات الستة، أُبعد المشروع القومي العروبي عن الطوباوية النظرية، ليكون معبراً ومرتبطاً بواقع وحاجات المجتمعات العربية كلها، بدرجات متفاوتة بالطبع، وكمطالب نضالية يومية، سيؤدي تحققها إلى خروج الأمة العربية من حالة تخلفها التاريخي الحالي إلى آفاق التقدم والإبداع الحضاري الإنساني المادي والمعنوي.
إننا، إذن، أمام مشروع سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي هائل، يحتاج إلى كتلة تاريخية من قوى رسمية وقوى مجتمعية مدنية. غياب الحكومات سيضعفه، وغياب قوى المجتمعات المدنية سيعيقه. هنا يأتي على الأخص دور الشابات والشباب العرب في أن يكونوا رأس حربة هذا المشروع من خلال انخراطهم في أحزاب سياسية، وتنظيمات مهنية ونقابية ومدنية أخرى، واستعمالاتهم النضالية الفاعلة لكل وسائل التواصل الاجتماعي، واندماجهم في الحركات التقدمية النضالية العالمية؛ وذلك من أجل بناء تيار وحراك نضالي سياسي سلمي ديمقراطي، يدفع الحكومات للانخراط في تحقق هذا المشروع النهضوي.
هكذا مشاريع تاريخية كبرى لا تحقق من خلال جهود فردية متناثرة هنا وهناك، إنها بحاجة إلى قوى نضالية منظمة ومتماسكة، وهذا هو مربط الفرس في الوضع العربي الحالي؛ إذ إن غياب تلك القوى، أو نجاح الحكومات في تهميش وشراء وتزييف الكثير من القوى إن وجدت، أو حرف بعض القوى نحو العنف الديني التكفيري وخزعبلات قادته، هي التي جعلت من المجتمعات العربية جهات متفرجة ولا مبالية، ومن الشباب والشابات جموعاً غير تغييرية وغير فاعلة.
موضوع القوى الحاملة لذلك المشروع النهضوي والنضال من أجله هو الذي يجب أن يكون شغل شباب وشابات الأمة الشاغل.
إن أول خطوة في ذلك الاتجاه الفكري والنضالي القومي هي الرفض التام لمقولات القوى الاستعمارية وبعض المرتّدين من المثقفين العرب من أن كل تلك الشعارات هي أوهام، وأن الواقعية تفرض على شابات وشباب الأمة أن يبقوا كرعايا انتهازيين يستجدون، كما يستجدي العبد من سيده، المكرمات والعطايا والتفضل من هذه الجهة المسيطرة أو تلك. نعم، كرعايا تابعين مستجدين وليس كمواطنين أحرار متساوين فاعلين في بناء نهضة حضارية تليق بتاريخ هذه الأمة ومستقبلها. بالاتفاق مع "الخليج"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 90)
شارك برأيك
المشروع النهضوي والوحدة العربية