حديث القدس
كنا نسمع كلام تطرف شديد من نتانياهو بصورة دائمة طيلة حياته السياسية سواء أكان بالمعارضة او في قيادة السلطة، ثم جاء بتسليئيل سموتريتش وهو وزير ايضا ، ليزيد الطين بلة والامور وضوحا.

قال نتانياهو لا بديل عن سيطرة اسرائيل على الضفة في اي سيناريو سياسي مستقبلي ، وادعى ان السلطة الفلسطينية لا تقوم بالدور الامني المطلوب وهكذا تصبح هذه القضية من مسؤولية اسرائيل وحدها ، وعلى هذا الاساس فإن نتانياهو يؤكد انه لا بديل عن سيطرة اسرائيل على الواقع الامني الميداني بالضفة وذلك لأن السلطة الفلسطينية - حسب رأيه - لا تقوم بدورها الامني، وتساءل الى متى سيدوم هذا الحال ومن الذي عليه ان يتحمل هذه المسؤولية غيرنا ؟

وجاءت اقوال نتانياهو هذه خلال جولة له في مقر وحدة قيادة عسكرية هي دبدوبان بمشاركة كبار القادة والمسؤولين العسكريين حيث جرى نقاش شارك فيه الجميع حول ماذا يجب عمله.

اما من يسمى بوزير الامن والمالية، اي بتسلئيل سموتريتش فقد كشف عن خططه لفرض سيطرة على المشروع الاستيطاني في الضفة وذلك بعد اجتماع عقده قادة المستوطنين بالضفة وابلغهم فيه عن خطة لاقامة «ادار للاستيطان» ومن وظائفها العمل علي شرعنة كل ما يسمى بالبؤر العشوائية وتشكيل دائرة لذلك وموافقة نتانياهو عليها، مما يعني انتهاء ما يسمى بالمستوطنات العشوائية، وتصبح كلها تحت سيطرة الحكومة وجزءا منها ولها حقوق تستحقها وستعطى لها بالتأكيد، ويأمل هذا المغرق بالتطرف سموتريتش هو المسيطر على المشروع الاستيطاني الموحد وأي مستوطنة في المستقبل.

في الوقت نفسه فإن الاستيطان ومصادرة الارض وتهجير المواطنين هي اعمال تكاد تكون يومية وما يحدث هذه الايام في مخيم عقبة جبر هو اقوى دليل.

خلاصة الموضوع انهم يحاولون جعل المستوطنات جزءا من اسرائيل وفي الوقت نفسه يعملون على تهجير المواطنين الفلسطينيين وتشريدهم من بيوتهم .

هذا البرنامج الاستيطاني يتطلب عملا لا موقف مجرد حكي او تصريحات من الجانب الفلسطيني، ان على القيادة الفلسطينية ان تصحو لهذا المخطط وغيره وان تبلغ خطورته الي كل المجتمع الدولي وان تعمل جهدها الداخلي لكي تقاومه وتمنع ما يمكنها منعه من هذه المخططات ، حتى يبقى لحلم الدولة متسع وحتى يبقى لما يسمى بالحل السلمي امكانية..!!