أقلام وأراء

الأربعاء 01 فبراير 2023 9:53 صباحًا - بتوقيت القدس

الأسرى في ميزان شرعنا الحنيف

بقلم:د. ماجد صقر
نحن نعيش منذ أمدٍ تحت نير الاحتلال وهذا الأمر يوقع فينا الشهداء والأسرى وسأتحدث مختصرا عن الأسرى في ميزان شرعنا الحنيف لعل ذلك يحفزنا أن نعمل لأسرانا أقل الحقوق الشرعية والاجتماعية، فهم خيرة هذا الشعب الذين قدموا حريتهم من أجل عزة الأمة والتمسك بثوابتها الوطنية التي استشهد لأجل الدفاع عنها الكثير من القادة في هذا الشعب. 


ولقد أصبحت قضيَّة الأسرى من القضايا المؤرِّقة لشعوب العالم الآن وذلك لما يُلاقيه الأسير من البطش والعدوان ممن أَسَرُوه، ولا يخفى على أحد اليوم ما تفعله إسرائيل في سجون الاحتلال وهذا التعامل ناتج من قوانينهم التي وضعوها بأيدهم، والتي لا تحفظ لأحد حقَّه أو تؤمِّنه من العدوان على حرِّيَّاته، وبنظرة إلى الحضارات التي سبقت الإسلام نجد أنها سنَّت قوانين لمعاملة الأسرى ولم تكن هناك حضارة من تلك الحضارات القديمة والحديثة أحسنت تعامل الأسرى كالإسلام. 


ووضع الإسلام تشريعات للأسرى، وفي الوقت الذي كان يُنَكَّل بالأسير في الأمم السابقة فقد وردت نصوص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحثُّ على معاملة الأسرى معاملة حسنة تليق به كإنسان، لقد قرَّر الإسلام بسماحته أنه يجب على المسلمين إطعام الأسير وعدم تجويعه، وأن يكون الطعام مماثلاً في الجودة والكَمِّيَّة لطعام المسلمين، أو أفضل منه إذا كان ذلك ممكنًا، استجابة لأمر الله تعالى في قوله في سورة الإنسان:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بحُسن معاملة الأسرى فقال صلى الله عليه وسلم "اسْتَوْصُوا بِالأَسْارَى خَيْرًا"، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعذيب وامتهان الأسرى، فقد رأى صلى الله عليه وسلم أسرى يهود بني قُرَيْظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، فقال مخاطِبًا المسلمين المكلَّفين بحراستهم: " لاتجمعوا عليهم حرَّ السيفِ والعطشِ فَسُقُوا ..." وامتثل الصحابة رضوان الله عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يحسنون إلى أسراهم، والفضل ما شهد به الأسرى أنفسهم، فيقول أبو عزيز بن عمير وكان في أسرى بدر: "كُنْتُ مَعَ رَهْطٍ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ قَفَلُوا، فَكَانُوا إِذَا قَدَّمُوا طَعَامًا خَصُّونِي بِالْخُبْزِ وَأَكَلُوا التَّمْرَ؛ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُمْ بِنَا، مَا يَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ كِسْرَةٌ إلاَّ نَفَحَنِي بِهَا؛ قَالَ: فَأَسْتَحِي فَأَرُدُّهَا عَلَى أَحَدِهِمَا، فَيَرُدُّهَا عَلَيَّ مَا يَمَسُّهَ".


 واتفق الفقهاء على أن تخليص الأسرى من أيدي المحتل الغاصب (الكيان الصهيوني) واجب على المسلمين جميعهم وبعبارة أخرى: هو فرض كفاية، ذكر ابن بطال: "فكاك الأسير واجب على الكفاية". قال ابن العربي -رحمه الله تعالى-: عن الأسرى والمستضعفين من المسلمين : " إن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة بالبدن، بألا تبقى عين تطرف حتى تخرج إلى استنقاذهم؛ إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم"، وقال ابن حجر الهيثمي -رحمه الله تعالى-: " ولو أسروا مسلماً فالأصح وجوب النهوض إليهم على كل قادر".


ونقل الإمام ابن النحاس في كتابه مشارع الأشواق قولاً للإمام النووي قال فيه: " إذا أسر الأعداء مسلماً أو مسلمين، فالراجح أن المسألة كدخول العدو ديار الإسلام؛ لأن حرمة المسلم أعظم من حرمة الدار؛ فيجب العمل على استخلاص الأسير أو الأسيرين" فإن تم تحرير الأسير عن طريق الأسير نفسه؛ سقط الإثم عن جميع المسلمين، وكذلك إن حصل الفكاك عن طريق بعض المسلمين؛ سقط الإثم عن باقي المسلمين، وإن لم يحصل؛ بقي المسلمون جميعهم مطالبون بهذا الواجب -الديني والوطني والأخلاقي- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المرأة المشركة من سلمة بن الأكوع التي وقع عليها السبي، ثم فادى بها ناساً من المسلمين كانوا أسروا بمكة.

دلالات

شارك برأيك

الأسرى في ميزان شرعنا الحنيف

المزيد في أقلام وأراء

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

"نيتساح يهودا" ... رشوة سخيفة ونكتة سمجة في قصة هزلية

تيسير خالد

مئتا يوم على حرب إبادة غزة

بهاء رحال

يحق لحماس أن تتباهى

حمادة فراعنة

التقرير الأخير حول عمل الاونروا.. دسمه قليل وسُمه كثير

سامي مشعشع

نتنياهو ومحاولات قتل الأسرى الإسرائيليين في غزة

حمزة البشتاوي

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%22

%4

(مجموع المصوتين 162)

القدس حالة الطقس