أقلام وأراء

السّبت 28 يناير 2023 10:43 صباحًا - بتوقيت القدس

أقمار جنين والحِراك الفلسطيني

بقلم : بكر أبوبكر


دعت حركة "فتح"، جماهير شعبنا الفلسطيني، لتصعيد المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الإرهابية، ردا على عمليات الهدم المتواصلة للمنازل التي يتعرض لها أبناء شعبنا، وآخرها عملية هدم منزل الشهيد عدي التميمي في مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، وقرية الديوك التحتا غرب أريحا، وقالت الحركة، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، 25/1/2023م، إن سياسات الهدم، والعقاب الجماعي لذوي الشهداء، تعبّران عن صميم الفاشية التي تمثلها منظومة الاحتلال، مؤكدة أن هدم المنازل في الأراضي الفلسطينية وكافة عمليات القتل والقمع والتهويد والعنصرية والاعتقال تندرج ضمن مخططات الاستيلاء على الضفة وتصفية الدولة تحت الاحتلال، وتفعيل سياسة التهجير"الترانسفير"، التي تسعى إلى تطبيقها، لتهجير أبناء شعبنا، وإلغاء الوجود الطبيعي والأزلي والتاريخي لهم.
وفي ذات الإطار الوطني دعا أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي "المنحل" بالأنابة الى العمل على تطوير نظامنا السياسي واستنهاض قضيتنا الوطنية.
والى ذلك قرر المجلس الثوري لحركة "فتح" في جلسته التشاورية برئاسة ماجد الفتياني وحضور أعضاء من اللجنة المركزية متابعة الجهود الحركية والميدانية.
وكما كان الحال من المجلس الاستشاري للحركة برئاسة الفريق نصر يوسف وابو علي مسعود وفهمي الزعارير الذي وضع 15 بندًا أساسيًا على جدول أعماله يقرأ الوضع الصهيوني والوطني والعربي والعالمي ويبحث في سبل الخروج بتوجهات وتوصيات للقيادة.
حيث أن الواقع يقرر بوضوح أن حركة "فتح" تقود الحراك العالمي المكثف والدقيق، وتقود الحراك الميداني الصعب بالتعاون مع كل فصائل العمل الوطني ومكونات المجتمع الفلسطيني في كل مكان من فلسطين، مهما اختلفنا بحجم او مدى تأثير أي من الحراكين أو أيهما الاولى الا أنهما يسيران متوازيين.
وحسب المجلس الثوري لحركة "فتح"، فإن "هنالك استشراس للعدوان الاسرائيلي وكأننا نعيش حربا حقيقية، فالليلة الماضية كان المستوطنون بحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي يقتحمون قرية عورتا في نابلس وكذلك في سبسطيا وغيرها من المناطق لاستفزاز المواطنين الفلسطينيين ولإشعال هذه الحرب والفتنة التي يريدون ان ينفذوها، والحرب الدينية". ويضيف"لذلك خلال اجتماع يوم أمس الاول، تم الحديث عن استراتيجية مقاومة لهذا الاحتلال الاسرائيلي ولكل مكونات فصائل العمل الوطني والشعب الفلسطينين وكذلك ايضا تم الحديث حول ضرورة الاستجابة الكاملة والفورية لمبادرة الرئيس الجزائري لانهاء هذا الانقسام، ودعوة "حماس" ايضا للارتقاء الى هذا المستوى لنصل معا نحو انهاء الانقسام لان ذلك سيشكل قوة حقيقية لنا كشعب فلسطيني في مواجهة "اسرائيل" وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني."
وفي توجهات المجلس الاستشاري لحركة "فتح" فلقد تم تشكيل عدد من اللجان تسارع لتحديد الخطوات اللازمة للخروج من المأزق الفلسطيني مع التركيز على العنوان الداخلي والعربي لأن من خلالهما فقط تكون منهجية الصد والتعاون والمجابهة للاستغوال الصهيوني والاستشراس.
ومن جانب آخر فلقد نظم معهد فلسطين لابحاث الأمن القومي مؤتمره السنوي بنسخته الخامسة بعنوان "فلسطين 2023 الى أين؟"، لثلاثة ايام، مستضيفًا عددا من القادة السياسيين والخبراء والمختصين والاكاديميين، لمناقشة قضايا متعددة، في المحاور التالية:
-محور التحولات والتغيرات الجيواستراتيجية في البيئة الخارجية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
-محور واقع ومؤشرات الوضع الفلسطيني الداخلي واستراتيجيات المواجهة.
كما سبق وفعل مركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" بإدارة هاني المصري أواخر العائم الفائت بعنوان: "التحوّلات المحلية والإقليمية والدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية" وخرج بمجموعة من التوصيات والتوجهات القيمة.
كل ذلك العرض والتحليل منّا كان قبل ساعات من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة جنين البشعة، مجزرة "الخميس الأسود" 26/1/2022 التي راح ضحيتها 9 أقمار، ثم أصبحوا من كل فلسطين "11" قمرًا وهو الفعل الإسرائيلي الكاشف للعورات العنصرية الاحتلالية التي لم تكن أصلًا بحاجة لكشف بقدر ما هي بحاجة للتصدي لتكون الخطوات التصعيدية النضالية من القيادة الفلسطينية بانتظار تحقيق التعاضد الداخلي المسبق للاحترام الدولي والعربي لمعنى الأنوار المتدفقة من الدم المسال.
وخلاصة القول هنا أنك تجد توافقًا فلسطينيا شبه كامل على التشخيص والتحليل بل وعلى الخطوات الواجب اتخاذها بين مختلف المراكز والجهات!؟
ولكنك تجد افتراقًا واسعًا بالمقابل بمن يبدأ باتخاذ الخطوات أو كيفية تشكيلها لتصبح وكما قررت مختلف الاطر ومراكز الدراسات أن الإرادة السياسية تمثل حقيقة العائق للخطوات الفعالة.
إن التوافق الحقيقي قائم بين الأطراف الفاعلة بالشارع الفلسطيني من جهة، وواضح في طبيعة الهجمة الصهيونية الموحدة والمركزة ضد الأرض والشعب، وواضح في طبيعة التحليلات السياسية من مختلف مراكز الدراسات الفلسطينية والأطر التنظيمية للفصائل ما يجب أن ينبهنا ويقرع فينا ناقوس الخطر، فأقمار جنين وأقمار فلسطين يدقون الناقوس، ما يجبرنا على إعادة النظر مرة ومرات في عملية أساسية لابد منها وهي عملية تبريد الأجواء بين مختلف الأطراف الفلسطينية لما لذلك من تأهيل وتسوية مسبقة للأرض التي عليها قد تتحول التحليلات الى توافق جمعي وطني يلقي بالمصالح الحزبية في أول مكب نفايات مقابل الخطر الوجودي المحدق بالقضية والبلاد والشعب الفلسطيني.

دلالات

شارك برأيك

أقمار جنين والحِراك الفلسطيني

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 221)

القدس حالة الطقس