في زيارة خاطفة ، وشبه سرية قام بها رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو الى الاردن، طالب الملك عبدالله بعدم المساس بالمسجد الاقصى المبارك وفتح المجال امام افق سياسي.

المسجد الاقصى وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مكان في منتهى الاهمية ليس للعرب ولا للاردن بصورة خاصة فقط، ولكن لكل المسلمين في كل انحاء العالم، والاردن هو صاحب الرعاية للمقدسات في القدس عاصمتنا الموعودة ولهذا فإن اهتمامه بالوضع لا يعبر عن موقف عربي فقط ولكن عن موقف خاص للاردن.

ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء ان نتانياهو تعهد بالحفاظ على الوضع القائم في القدس والحرم القدسي الشريف بصورة خاصة.

في وقت اللقاء بين الملك ونتانياهو ، كان مئات المستوطنين يقتحمون المسجد وجماعات الهيكل المزعوم تطالب بمضاعفة اعداد المقتحمين في الايام القريبة القادمة اثناء الاحتفال بالفصح العبري، وادخال اللوازم الخاصة بالصلوات والطقوس التلمودية خاصة في المنطقة الشرقية من المسجد ، كما ان مسؤولين كبار في مقدمتهم من يسمى بوزير الامن القومي بن غفير ومنظمات متطرفة دعت الى الحضور اليومي لليهود في الحرم وادخال لوازم الصلاة اليهودية والسماح باقتحامه من كل الابواب وفي كل الاوقات.

وهناك غير الاقتحامات والمطالب العنصرية الكثيرة والمغرقة بالتطرف، ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات اسفل المسجد الاقصى وفي محيطه مما يشكل في النهاية تهديدا حقيقيا له، ولا يتوقف الامر عند مجرد الاقتحامات المتكررة.

ان طلب الملك عبدالله عدم المساس بالاقصى يعبر عن موقف كل العرب والمسلمين وكل دعاة العدل في العالم، ولكن المطلوب ان ترافق هذه المطالبة خطوات عملية من كل العرب والمسلمين ، لكي تدرك اسرائيل والمتطرفون فيها بصورة خاصة، خطورة ما يقومون به ، ولا يظل الامر عند حد الخطابات والبيانات والمطالب اللفظية، وللاسف فإننا نرى بينما اسرائيل تقوم بهذه الممارسات، ميلا عربيا نحو التطبيع واقامة علاقات مختلفة مع دولة الاحتلال مما يشجعها على مواصلة مواقفها وتصرفاتها والتي تسيء الى كل الاماكن المقدسة في القدس وغيرها من المدن.