أقلام وأراء
الأحد 22 يناير 2023 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس
حراك مئات الآلاف في شوارع تل أبيب واللامبالاة والصمت في الشارع الفلسطيني!
بقلم: المحامي زياد أبو زياد
شهدت تل أبيب مساء أمس واحدة من أضخم المظاهرات في تاريخها بعد أن كانت قد شهدت في الأسبوع الماضي مظاهرة أصغر من مظاهرة الأمس تجاوز عدد المشاركين فيها الثمانين ألفا بينما جاء عدد المشاركين في مظاهرة الأمس أكثر من ذلك بكثير.
وقد جاءت المظاهرتان في سياق الحراك الشعبي الذي يقوم به مئات الآلاف من الإسرائيليين احتجاجا على الخطة التي ينوي ياريف ليفين وزير العدل الجديد وبالتنسيق والدعم من رئيس الوزراء نتنياهو تنفيذها للحد من صلاحيات المحكمة العليا بصفتها محكمة دستورية، وإعطاء الحكومة الأكثرية في لجنة اختيار القضاة والحد من صلاحيات المستشار القانوني للحكومة الذي لا يخضع حاليا وحسب النظام الحالي الى سلطة الحكومة، واخضاعه لها مما يشكل، حسب معارضي هذه الخطة، مساسا ً خطيرا ً بسيادة حكم القانون وجوهر الديمقراطية التي قامت عليها دولة إسرائيل.
والملفت للنظر أن حدة التوتر قد زادت بعد أن قررت المحكمة العليا، التي ترأسها القاضية استير حايوت، بأكثرية عشرة قضاة مقابل واحد بأن أرييه درعي زعيم حركة شاس لا يجوز أن يشغل أي منصب وزاري لتورطه بقضايا فساد في الماضي ولأنه محكوم بالسجن مع وقف التنفيذ، وتلا ذلك كتاب من جالي يهراب ميارا المستشارة القانونية للحكومة يطلب من نتنياهو الامتثال لقرار المحكمة وتنفيذه فورا ًبتنحية درعي عن تولي أي منصب وزاري.
والملاحظ أن من بين الدوافع الرئيسية التي تكمن وراء خطة التغييرات في النظام القانوني القائم، تهيئة الأجواء لإغلاق الملفات الجنائية الثلاث المرفوعة أمام المحاكم ضد رئيس الوزراء نتنياهو مما يجعل إسرائيل تقف اليوم على مفرق طرق فهي إما أن تتخلى عن نظامها القانوني والأسس الديمقراطية التي ظل قادتها يتغنون بها منذ قيامها وتتحول الى دولة شرق أوسطية بكل المعايير، وإما أن تنجح معارضة خطة التغيير سواء بوقف تنفيذ هذه الخطة أو اجراء تعديلات جوهرية عليها تخفف من أضراها.
لا يزال الحراك ضد المساس بنزاهة القضاء وبالديمقراطية وسيادة حكم القانون بإسرائيل في أوله، ولكني أعترف بأنني أتابع ما يجري في إسرائيل وأنا أشعر بالحزن اذا ما قارنت مئات الآلاف التي تخوض الحراك الشعبي في إسرائيل دفاعا ً عن العدالة والديمقراطية بالصمت المطبق على الساحة الفلسطينية إزاء الغاء السلطة التشريعية ورفض اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية والعبث العشوائي الذي تتعرض له السلطة القضائية.
لقد مضى على الانقسام أكثر من خمسة عشر عاما ً نعيش خلالها بدون برلمان وبدون ديمقراطية ونشهد عملية تشريع تتم من خلال أفراد غير منتخبين ولا تخضع للأصول والإجراءات التي نص عليها القانون والتي تحدد كيفية اقتراح ومناقشة وإقرار القوانين في البرلمان، ومع ذلك لا نرى أي حراك شعبي ضد الانقسام أو مطالبة بعدم التدخل في النظام القضائي أو بإجراء انتخابات.
هذا الصمت والرضوخ واللامبالاة التي يشهدها الشارع الفلسطيني لا تقتصر على الصمت والسكوت على الانقسام وانتفاء الديمقراطية وانتهاك استقلال القضاء، وانما يمتد ليشمل مختلف أوجه الحياة بحيث يتم التعامل مع ما يجري وكأنه قدر أو نمط حياة يجب التعايش معه وأقصد بالتحديد أعمال القتل اليومي التي يتعرض لها أبناء شعبنا وأعمال القمع التي يمارسها الاحتلال ضدهم وأعمال النهب والسلب والسطو المسلح التي تقوم بها عصابات المستوطنين ضدهم.
لا يجوز أن تكون مئات الآلاف التي تتظاهر في شوارع تل أبيب وميادينها أكثر وعياً منا وأكثر حرصاً على حقها في الديمقراطية والعيش في ظل نظام قانوني يسوده حكم القانون واستقلال القضاء. ولا يجوز أن تكون أكثر احتراماً منا لحياة أبنائها وممتلكاتهم وحرياتهم.
نحن بحاجة الى الوقوف مع أنفسنا والتساؤل عما أوصلنا الى هذه الدرجة من اللامبالاة.
ونحن بحاجة الى صدمة كهربائية تخرجنا من حالة الذهول التي دخلنا فيها وتوقظ فينا حواسنا واحترامنا لأنفسنا ولحياة أبنائنا وكرامتهم ولحقنا في الحرية، حرية التنقل والتملك والتعبير ولحقنا في الحياة الكريمة الآمنة.
نحن بحاجة لأن نشعر بأننا على قيد حياة نستحقها وأننا لسنا في عداد الأموات الأحياء.
دلالات
عمر موسى جبران ديوان قبل ما يقرب من 2 سنة
تأثر إسرائيل فيما يحصل في مناطق السلطه الفلسطينيه من خروج عن القانون هو الملفت للنظر وهو الذي يبشر بقرب نهاية إسرائيل أما شعبنا الفلسطيني فحاله كذلك منذ الإنقسام ولا مبشرات خير على حالنا
عدنان الأيوبي قبل ما يقرب من 2 سنة
كما عودتنا، مسئولية وتوخي الدقة ومعرفة الطرف الآخر. شكرا.
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
حراك مئات الآلاف في شوارع تل أبيب واللامبالاة والصمت في الشارع الفلسطيني!