أقلام وأراء

الإثنين 16 يناير 2023 10:42 صباحًا - بتوقيت القدس

عودة سفيرنا إلى طهران

بقلم: حمادة فراعنة
الترحيب الذي حظي به الوفد البرلماني الأردني في بغداد من قبل كافة المكونات والاتجاهات العراقية ، غير مسبوق بالشكل والمضمون، والرغبة الأكيدة في تطوير العلاقة العراقية الأردنية عبر المسربين، ذهاباً وإياباً.


ليس سراً، ولا نحتاج لعرافة تُعلمنا أن مفتاح بغداد تسيطر عليه واشنطن وطهران، العراقيون جميعهم يدركون ذلك، ويتعاملون مع حصيلته، على قناعة أو على مضض، وهم يأملون، يسعون، يتلهفون، من أجل بوابة عربية تساعدهم، تدعمهم، لأنهم كذلك، جزء من العرب، انتماء وواقعاً، ولأن العرب لا يطمعون في بغداد، كما هي اطماع واشنطن وطهران، والعراقيون بحاجة لروافع تخفف عنهم وطأة الضغط والأطماع والتغول الأميركي الإيراني.


الفريق الحاكم لدى بغداد، أصحاب القرار، حلفاء طهران، بعد الخطيئة التي ارتكبها مقتدى الصدر بدفعه إلى استقالة كتلته النيابية، حيث كانت الكتلة الأكبر عدداً نتيجة الانتخابات يوم 10/10/2021، وحليفة من موقع الاقتدار مع الكتلة السنية بقيادة الحلبوسي رئيس مجلس النواب وخميس خنجر رئيس كتلة السيادة ، وحليفة للكتلة الكردية، كانوا ثلاثتهم يشكلون قوة مؤثرة، ولكن استقالة الكتلة الصدرية 74 نائباً، فرضت استبدالهم بكتلة التنسيق الحزبي حليفة طهران، وأدى ذلك إلى فرض التحالف بينهم وبين الكتلتين السنية والكردية.


شيعة العراق على أغلبهم، يتمسكون بقناعاتهم المذهبية، وهذا حقهم وخيارهم، ولكنهم رغم تحالف أحزاب التنسيق الحزبي مع طهران، وأن مرجعيتهم إيرانية سياسياً وأمنياً، ولكنهم عرب بقوة وإنتماء ورغبة وقرار، وإن لم يسعوا لتغيير تحالفاتهم، ولكنهم يتوسلون التوازن بين شيعيتهم وعروبتهم، بين تحالفهم مع طهران، وتحالفهم مع انتمائهم القومي، وهذا ما يأملوه ويسعون إليه، يتوسلوه علناً أو ضمناً.


حكام بغداد، بمكوناتهم الأربعة يراهنون على الأردن:
أولاً الشيعة ينظرون باحترام عميق للهاشميين.
ثانياً السنة يجدون في عمان وخياراتها القومية، ملاذاً ورافعة.
ثالثاً الكرد يجدون في عمان العنوان في احترام المكون الكردي، بدون نفاق وبدون نقصان، لأن تجربة الأكراد في الأردن تستحق المباهاة، تعاملاً وقيمة وشراكة.
رابعاً المكون المسيحي يجدون في الأردنيين نموذجاً للتعايش والشراكة الإسلامية المسيحية.


ولأن الأردن، ما كان سوى الداعم لخيارات العراقيين، بدون التدخل وفرض الوصاية وممارسة التآمر والمماحكة، فالأردن استقبل عائلة الرئيس الراحل صدام حسين بالاحترام الذي يستحقونه، كما يستقبل قادة الشيعة والسنة والكرد، بنفس القيمة الاخوية المعنوية والسياسية والأمنية، بدون حساسية وقلق وتمييز.


لقاءات الوفد البرلماني الأردني رغم تعدديتها، كانت دافئة، إلى الحد حينما تحدث أحد القيادات العراقية عن الأردن، رد رئيس وفدنا البرلماني أحمد الصفدي بقوله: "لم تترك لنا خياراً، نقبل بما تفضلت به، وهو تعبير صادق عن وجهة نظرنا، وما نرغب أن نقوله ونتمناه".


نصيحة عراقية أو همسة قيلت للوفد الأردني، لماذا لا يكون لكم سفيراً في طهران، الخليجيون أعادوا السفراء، ولماذا لا تبادر عمان نحو العاصمة الإيرانية، لمكانة الأردن الإقليمية المعتبرة أولاً ولمساعدة خيارات العراق القومية ثانياً.


ألم تسمع عمان احتجاج طهران على حكومة بغداد حليفتهم بتسمية الخليج على أنه الخليج العربي على دورة الألعاب الخليجية لبلدان الخليج العربي؟؟ فهل يوجد وضوحاً من العراق الرسمي أكثر من هذه التسمية التي جعلت طهران تحتج رسمياً على التسمية العراقية للخليج العربي؟؟.

دلالات

شارك برأيك

عودة سفيرنا إلى طهران

-

سامي القيشاوي قبل أكثر من سنة

انت فلسطيني ام اردني

-

محمد قبل أكثر من سنة

اللهم ارجع العراق الى الاسلام الحق والله لاعروبة ولا شيعة تسعفهم والدليل المجاهد الكبير صلاح الدين الايوبي رحمه الله اللهم ارزقنا مثله ليحرر العرب وفلسطين

المزيد في أقلام وأراء

خسارة جديدة لميلان في الدوري الإيطالي

وكالات

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 79)

القدس حالة الطقس