أقلام وأراء
الجمعة 13 يناير 2023 11:18 صباحًا - بتوقيت القدس
بدأت الحرب ضد الفلسطينيين هل تصمد حكومة نتنياهو؟
بقلم:فتحي أحمد
ما حصل للأسير كريم يونس عندما أقدم الاحتلال على تركه في الهزيع الأخير من الليل في احدى محطات الحافلات في حدود قرية تصبر المهجرة (رعنانا اليوم)، هو بداية حرب على الأسرى، في سجون الاحتلال، وقد توعد بن غفير في حملته الانتخابية بالمضي قدما نحو سن قانون من خلاله يتم تنفيذ حكم الإعدام على أي فلسطيني متهم بقتل إسرائيلي، او محاولة قتل، هذا التطرف في التفكير هو بداية حرب تعلنها حكومة المستوطنين على كل فلسطيني وفي مقدمتهم الأسرى، بجانب الإمعان في مصادرة المزيد من أراضي الضفة الغربية تحت بند الضم، واقتطاع ما يقارب من 139 مليون شيكل من أموال المقاصة، وتعليمات بن غفير لمصلحة السجون بتشديد سبل المعيشة للأسرى، وجعلهم يعيشون في ضنك من العيش، والحبل على الجرار.
على ما يبدو ازدياد استياء الشعب الفلسطيني الذي تضخم في الآونة الأخيرة بعد تشكيل حكومة يمينية في إسرائيل، وخمول العالم الذي باتت لا يضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياته، هذا قد يدفع الشارع الفلسطيني لمزيد من التأزم، في ظل موجة التطرف الإسرائيلي وجملة التهديدات التي يطلقها بن غفير و سموتريتش، التي تهدد كيانه ووجدوده، وفي ظل هذا الصمت الدولي يعيش الشعب الفلسطيني في حالة قلقل كبير، يقول بتسلئيل سموتريتش ليس ثمة شيء اسمه شعب فلسطيني"، "الهيكل الثالث سيبنى (على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد هدمه) سيتم بناؤه خلال سنوات"، ويقول"باروخ غولدشتاين (منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي) ليس ارهابيًا"، و"مستقبل القدس التوسع نحو الأردن حتى دمشق".
هذه خلاصة مواقف كشف عنها بتسلئيل سموتريتش، زعيم المكون الثاني في الائتلاف الحكومي المرتقب خلال لقاء تلفزيوني معمق بعد وصوله الى الكنيست للمرة الأولى عام 2016، أجرته معه القناة الثانية الإسرائيلية التي وصفته بـ “الأقدر والأفضل من الجميع على تمثيل صوت الجيل الشاب، المستوطنين الذين مثله نشأوا وتعلموا في المستوطنات في الضفة الغربية.
وقد اجتمعت الصهيونية الدينية في بوتقة واحدة في سبيل تحقيق ترحيل الشعب الفلسطيني، عن ارضه، وهذا تزامن مع ما يجري في الأردن من احداث تعصف بالدولة العميقة الأردنية، في ظل وجود وضع اقتصادي مترد وشح الدعم العربي، لكن الحراك السياسي في الأردن على مستوى مجلس النواب جاء بعدما شعر الأردنيون بحجم الخطر الذي يهدد اركان المملكة، وما يدور في عقل الأردنيين مما يطرح مشروع قديم جديد وهو الوطن البديل الذي يقض مضاجعهم، خصوصا ونحن نعيش مع وجود حكومة يمينية في إسرائيل تنادي بترحيل الفلسطينيين إلى الأردن .
في المقابل وعلى صعيد الوضع الداخلي في دولة الكيان فرغم تحذير غانتس آن الأوان للتظاهر"، كتب غانتس في تغريدة على تويتر: "نتنياهو يريد استغلال الأغلبية اللحظية وإشعال الصراع والكراهية بين الناس في المجتمع الإسرائيلي"، والمظاهرات التي تجتاح شوارع تل ابيب وبعض المدن الإسرائيلية الأخرى احتجاجا على تركيبة الحكومة الإسرائيلية الوليدة، فهذا يعني إن نصف الشعب الإسرائيلي ضد وجود حكومة بهذا اللون الديني، الذي يقزم كثيرا من حرياتهم، وفي نفس الوقت ثمة نصف اخر من الشعب الإسرائيلي يؤيد عمل هذه الحكومة وبرنامجها السياسي.
اذن نحن امام مشهدين داخل الكيان، مشهد يميني ويميني متطرف لحد الجنون، يتموضع على اقصى خارطة التطرف، وأحزاب يسارية ووسط لا حول لها ولا قوة، فرغم ان باقي الأحزاب غير المتطرفة وحسب نتائج الانتخابات الأخيرة تمثل اقل من النصف، والتطرف الديني والعلماني تجاوز خط الوسط.
أعتقد أن المجتمع الإسرائيلي ربما يكون المجتمع الذي ينطوي على أعلى معدل من الإنكار -إنكار الواقع في اغلبيته، وفي هذا الصدد يقول الصحفي الإسرائيلي في صحيفة هآرتس جدعون ليفي شخصيًا اعتقد ان النهاية قريبة جدا كدولة، فشعوب المنطقة بدأت تستيقظ من سباتها، ونحن نحلم في بناء صداقات بين شعوبنا أخشى شخصيا ان تُقلب الطاولة قريبا في مصر والاردن، ما يعني اننا أصبحنا بلا حماية في مقابل شعوب المنطقة لا يبدو أن إسرائيل لم تتعلم أي درس حتى اللحظة، ولا يبدو أن إسرائيل تدفع أي ثمن.
الإسرائيليون لا يدفعون أي ثمن لظلم الاحتلال هكذا يعتقد الجناح اليميني بكل مكوناته العلمانية والدينية، وبالتالي فإن الاحتلال لن ينتهي أبدا، لن ينتهي للحظة قبل أن يفهم الإسرائيليون العلاقة بين الاحتلال والثمن الذي سيضطرون إلى دفعه، إنهم لن يتخلصوا منه أبدًا من تلقاء أنفسهم سوى في حالة شاهدوا بأعينهم في قادم الأيام من توغل حكومتهم على الصعيد الداخلي، وفرض سياسة امر واقع على أكل الكوشير، للتذكير هي كلمة عبرية، تعني حرفياً "مناسب" أو "صالح"، وفي الفقه اليهودي تعني "الطعام المباح شرعا"، فضلا عن حرمة السبت عند غلاة المتدينين، وعلى الصعيد الخارجي قد يكون هنالك في الأيام المقبلة تحركا دوليا يحد من تعنت حكومة نتنياهو المنتخبة، وهذا يشكل عاملا مع الوضع الداخلي في إسرائيل كإنذار أولي لانتخابات قادمة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
بدأت الحرب ضد الفلسطينيين هل تصمد حكومة نتنياهو؟