Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 04 يناير 2023 10:34 صباحًا - بتوقيت القدس

والقدس تنتظر على أبواب المقامات العليا ....

بقلم: يونس العموري
حيث أن القدس قد أضحت مستباحة بالشكل العلني ومخططات حكومة تل أبيب صارت الواقعية الواقعة وأورشليم عاصمة دولة إسرائيل، والبيت العتيق مقسوم مقسم والزمان زمانهم والمكان قد يصبح قبلة صلواتهم، والاستباحة هنا لها علاقة بالحيثيات اليومية التراكمية للفعل الاحتلالي بكافة أنحاء المدينة ومطاردة كل ما من شأنه مقدسي أو يمت بصلة لعروبة وفلسطينية القدس ببشرها وحجرها والموت يتربص بأزقتها والموت هنا هو موت الإحساس بنبضها وبمعاناتها وبمحاولة الاستشعار بواقعها الراهن...


القدس لا شك أنها تعيش واحدة من أحلك ظروفها حيث اشتداد الغزوة الاستعمارية على مختلف المستويات والصعد، والتساؤل المقدسي يكبر ويتأرجح معلقا على أعتاب الوهم ما بين الحقيقة والسراب، والاستفسار يصبح بلا معنى في ظل اللا إجابة، حيث الإهمال المتعمد والمباشر بمدينة الله على الأرض.


والشعار مجوف من معناه والقدس تراجعت من الاهتمام في أجندة أرباب المقامات العليا بعواصم العرب والعجم ، والفرح يغادرها والحزن يسكن أزقتها، ومواطنوها يجوبون بثنايا مكاتب أصحاب اليافطات لأصحاب المعالي والعطوفة، باحثين عن فتات الموائد العامرة بالكلام الفاقد للمعنى والدلالة، ورجالات القدس يتراكضون بكافة الاتجاهات ويطلقون استغاثة اللحظات الأخيرة واللطيمات الكربلائية تغزو أرض الحزانى، وقادة المدينة حائرون عاجزون مطاردون، مكفوفة أياديهم ويظل العجز هو الشعار الأبرز للمرحلة الراهنة في ظل لحظة الاستغاثة والهدم والقتل والتسريب والتخريب.


ويأتينا القرار باللحظة الراهنة من القمة العليا لقادة لغة الضاد بأن يُعقد مؤتمرا للقدس في قاهرة المعز للتباحث بأوضاع القبلة الأولى ومهد الرسالات السماوية، وعاصمة العواصم الاسيرة في ظل تغول الدولة العبرية على البشر والحجر، وتجرؤ بن غفير ورفاقه القادمون لمنصة الحكم والتحكم بمسار الفعل العدواني والاقتحامات المشروعة للبيت العتيق وقبلة الله الأولى،،، وحتى لا ازعجكم بمضامين الكلام فالأقصى سيكون على موعد بجولات جديدة حيث تمديد ساعات الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى، والسماح بكامل الصلوات والطقوس التوراتية في المسجد وساحاته ، وفتح باب الاقتحامات أيام الجمعة والسبت، والتي تغلق فيها شرطة الاحتلال باب الاقتحامات حالياً . ورفع أي منع على إدخال "الأدوات المقدسة" إلى المسجد الأقصى (وهذه تشمل شال الصلاة واللفائف والقبعة ولفائف التوراة وتابوت العهد والأبواق بأنواعها والقرابين النباتية والحيوانية). وتحديد موقع لكنيس داخل المسجد الأقصى. وإنهاء مرافقة الشرطة للمجموعات المقتحمة، وتركها تتجول كما تشاء.


وحيث اننا ودعنا العام 2022 فالأرقام باتت هي التي تتحدث وتعطي الدلالات وحقيقة التوجهات وواقع القدس الراهن أيها العرب العاربة المستعربة وبصرف النظر عن جديتكم بتلبية انعقاد مؤتمر القمة حول القدس أيها السادة الأرقام قد قالت ان العام ٢٠٢٢ شهد الأتي:
• 19 قمرا ارتقوا الى عنان السماء .
• ٢٤٨٦ اصيبوا
• ٦٠٠٨٩ مستوطنا اقتحموا الأقصى
• ٣٥٠٤ حالات اعتقال
• ٨٧١ حالة إبعاد
• ٣٠٦ حالات هدم وتجريف
• ٢٢٠ قرار اخطار هدم
• ١٣١ انتهاكا بحق الصحفيين
• ٧٠ مشروعا استيطانيا جديدا
فيا قادة عاصمة السراب الفلسطينية ويا سادة العواصم العربية او تلك العجمية ، سأزعجكم بالقليل عن وقائع القدس الراهنة بعيدا عن ضخ المعلومات او حقيقة الانتهاكات فهي أضحت المعلومة والمعروفة للكل ويظل الشعار النظري بأن القدس عاصمة الدولة العتيدة، والقدس غائبة عن القرار، ذاك القرار بكل ما يتصل بحيثيات البيت العتيق وسيدة المدائن، والفشل بات العنوان الأبرز المخطوطة عنوانه على أسوارها الرابضة على أطراف المدينة، فشل في منظومة المفاهيم وفشل في منظومة القرارات الصادرة عن الباب العالي وفشل في التمكين لمرابطة فقراء الأزقة والحواري للعيش والحد الأدنى الممكن. والهياكل الخاوية المسماة بالأطر الوطنية والاجتماعية والمؤسساتية أعلنت عن إفلاسها وغادرت أمكنتها.


وجماهير الفعل باتت الكافرة بالدعوة للفعل وللعمل، والمواجهة أضحت انتحارا منظما وجريمة مشككا بجدواها وإمكانياتها ، والبسطاء يعلنون عن عجزهم والبكاء نواحا سمتهم الأساسية المرتسمة ملامحه على محياهم.


في ظل واقع القدس الراهن التي صار النضال في سبيلها إعلاميا بامتياز ومن خلال الندوات والمؤتمرات وصياغة أعتى أشكال الصراخ الكلامي ورفع الشعارات والتي كما أسلفنا أصبحت فارغة المضامين ومجوفة المعاني نلحظ أن ثمة خطى متسارعة جدا من قبل سلطات الاحتلال لحسم ما يسمى بيهودية القدس وتجسيدها كعاصمة أبدية وفعلية لكيان الاحتلال. 


وفي هذا السياق تأتي كافة المخططات على مختلف أشكالها وتنوع آلياتها التنفيذية وعلى مختلف الجبهات الاقتصادية والاجتماعية والمواطنة والسكان واللعب على سياسة الأقلية والأكثرية والتأثير بالديموغرافية المقدسية والتلاعب بأسس الجيوغرافية السياسية وابتلاع الأراضي لصالح التمدد والتغول الاستيطاني وابتداع وسائل الحرمان الجديدة من الإقامة في كنف القدس من خلال خلق قوانين الولاء والانتماء للدولة العبرية…


والكثير مما نسمع ونشاهد، وبناة الدولة الفلسطينية يصرخون كل لحظة بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولا أدري عن أي قدس يدور الحديث الآن … فالقدس لم تعد عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة وفقا للمخططات الإسرائيلية الراهنة وهي تتجه بخطى حثيثة لتصبح وبلا منازع (أورشليم عاصمة الدولة الإسرائيلية اليهودية) والوقائع على الأرض تشير بهذا الاتجاه وبوصلة الحقائق المقدسية اليوم تؤشر بذلك… ومعركة الأقصى بتصوري هي المعركة الأخيرة لتحقيق المُراد الأخير لحكام تل أبيب.


وصراخ الشعارات يملأ الدنيا ضجيجا والضجيج هذا ليس له علاقة بترسيخ وتعميق المفهوم الشعاراتي الوطني… والكل يلاحظ حجم العمل في أراضي السلطة الفلسطينية لتعزيز مفهوم الدولة، وحيث ذلك اعتقد أن المفهوم هنا لا بدّ من إعادة النظر فيه من خلال قلب المفهوم في ظل انقلاب المعايير والتمرد على لغة الشعارات الفاقدة للمضامين الفعلية وحتى تستوي الأمور في نصابها الصحيح لابد من ثورة على كل ما يطرح الآن وبالظرف الحالي من قبل دعاة الضجيج، والثورة هذه لا بدّ أن ترسم لذاتها مفاهيم جديدة وشعارات تحقق غاياتها والغاية هنا هي القدس أولا وثانيا وعاشرا، وحتى نكون الصادقين مع الذات ومع المقدسيين ومع جموع الشعب كل الشعب فدولة القدس هي التي لا بدّ من التأسيس لها، وفعل التأسيس يتطلب مواجهة مع كل ما من شأنه أن يغير ويشوه القدس ويحيلها بالتالي إلى (أورشليم) وهذا يعني إعلان دولة القدس أولا، والعمل على إعلان دولة القدس بمعنى أن الفعل الوطني وكافة الجهود الشعبية والجماهيرية لا بدّ أن تصب في القدس، وأن تنطلق من القدس وأن يتم تعزيز صمود القدس وبناء مؤسسات القدس وترسيخ الوجود العربي الفلسطيني في القدس وضخ كل الأموال والميزانيات للقدس، ولا بدّ أن يكون محور العمل الفلسطيني وبكافة المناحي والاتجاهات أساسه القدس أولا، وهذا يعني أيضا أن البناء يجب أن يكون باتجاه القدس، وبناء مؤسسات الدولة في القدس، وفرض سياسة الأمر الواقع الفلسطيني في القدس، وأن هددوا بتفعيل ما يسمى بقانون الغائبين، فيجب أن نفعل وقائعنا بالنظر نحو القدس ككل لا الشرقية منها فقط، وأن قالوا إن قوانينهم تقول ما تقول فلابد من إصدار وتفعيل قوانيننا نحن أيضا، واستصدار هذه القوانين لابد من أن تجد لذاتها طريقا سليما وصحيحا فقانون العاصمة، وأحياء أمانة القدس الكبرى، والدعوة للعصيان، وعدم الرضوخ للقوانين، وليكن بكل حي مخيم للاعتصام ولتكن المواجهات الكبرى مع أدوات الاحتلال التنفيذية، سيدة الموقف ولتعد المؤسسات الفلسطينية إلى أماكنها في القدس، ولترتفع يافطات المؤسسات في القدس، ولنعيد افتتاح بيت الشرق من جديد، وليكن لنا بيوت شرقية وغربية وبأسماء متعددة الاتجاهات والمعاني… فليكن الشعار الأبرز يا سادة بناة مؤسسات الدولة ومخططاتها وخططها دولة القدس أولا..


ولعل الواقع الفلسطيني الراهن حيث الإدانات وبيانات الشجب والاستنكار الممهورة بتوقيع من الحكومة الفلسطينية والصراخ من على المنابر الإعلامية للناطقين المتمنطقين باسم الشعب الفلسطيني الشقيق المتضامن لفظيا مع شعب القدس الشقيق إنما ليؤكد حقيقة أن ما يجري في القدس وكأننا دولة أخرى.. رام الله تحتفي بأيامها كما هي دبي وعمان والقاهرة، والاستهجان والتأثر يبدو على الوجه صباحا وهم يرقبون اقتحامات الأقصى.

دلالات

شارك برأيك

والقدس تنتظر على أبواب المقامات العليا ....

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)