أقلام وأراء
الخميس 14 أبريل 2022 12:17 مساءً - بتوقيت القدس
خالد مشعل في العربية
بقلم: معن البياري
بدأت المقابلة التلفزيونية في قناة العربية مع رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إقليم خارج فلسطين، خالد مشعل، بتباسط المذيع المحاوِر من دبي، الطاهر بركة، مع ضيفِه من الدوحة، لمّا خاطبه بكُنيته “أبو الوليد”، مشيرا إلى أفضليتها لدى مشعل على أي ألقابٍ له أو مناصب أو مواقع. وسارت المقابلة بإيقاعٍ حسَن، على مستوى الأسئلة المتّصلة بقضايا مطروحة، وكذلك في إجاباتٍ اتّصفت بروحيةٍ وفاقيةٍ انفتاحية، مع تأكيدها على ثوابت معلومةٍ تتبنّاها حركة حماس. .. وعلى أهمية كثيرٍ مما بسَطه مشعل في غير شأن، فإن الخبر في جوهره ليس هنا، وإنما في إجراء القناة السعودية هذه المقابلة، الأسبوع الحالي، بالنظر إلى مواقفها المعلومة التي انحازت إليها، وجهرت بها، في الموضوع الفلسطيني، وفي مسألة الثورات العربية، وفي الإسلام السياسي، ما انعكس في خياراتٍ مناهضةٍ لحركة حماس، منذ نحو ثماني سنوات. وذلك كله أحيانا بتأثيرات مواقف سعوديةٍ رسمية، وغالبا بتأثيراتٍ من دولة مقرّ القناة، الإمارات. ولذلك، تبدو استضافة مشعل على شاشة “العربية” مثيرةً ولافتةً، فجاء طبيعيا ما أحدثتْه من ردود فعلٍ متسائلةٍ غالبا، ومستهجنةٍ أحيانا، بل ومرتابةٍ أيضا. وهناك من حمّلوا بثّ المقابلة ما قد لا تحتمل، أو ربما تحتمل، فلا معلومات موثوقة توضح السبب الذي جعل صاحب القرار يبادر إلى أن تستضيف “العربية” (من دبي) خالد مشعل.
سيكون طيبا أن تنعطف قناة العربية إلى مراجعة انحيازاتها، وأن ترمّم الأعطاب الوفيرة التي سبّبتها لنفسها، عندما مارست ما كان صاحب هذه الكلمات قد سمّاه انتحارا، ولم تكترث بألف باء مهنة الصحافة وبديهياتها، وابتعدت عن التوازن وعن مقادير واجبة من الموضوعية. ومعلومٌ أن من الميسور تحقيق هذا كله، وغيره من متطلّبات جودة المحتوى، والاحتفاظ، في الوقت نفسه، بالوجهة السياسية للمحطّة التلفزيونية أو الوسيلة الإعلامية، وإنْ كل شيءٍ نسبيٌّ في المبتدأ والمنتهى. ولذلك، يصير باعثا للاستهجان أن نغتبط باستضافة فضائيةٍ عربية، كانت في طوْر سابقٍ مرشّحة لأن تُنافس غيرها، قياديا في “حماس”، فيما أمرٌ كهذا من مألوف الممارسة الإعلامية المحضة، سيما وأن “العربية” تستضيف خصوما للحركة.
ليس مؤكّدا، ولا ظاهرا، أن ظهور أبو الوليد على هذه الشاشة مؤشّرٌ على مراجعةٍ من الملحّ أن تبادر إليها قناة العربية. ما سيجعل استضافة القيادي في الحركة الفلسطينية الإسلامية التي طالما رماها مُستضافون على الشاشة نفسها بالإرهاب وبالتضحية بالشعب الفلسطيني، تخضع إلى تأويلاتٍ وتفسيرات، من قبيل ما إذا كان صانع القرار السعودي ينوي استئناف ما انقطع من تواصلٍ طيّبٍ ومديد ومعلنٍ مع “حماس”، وهذا هو خالد مشعل يقول، من على شاشة “العربية” وليس من غيرها، إن الحركة “تتمنّى” استعادة “العلاقة التاريخية” مع المملكة، ويطلب، في الوقت نفسه، الإفراج عن عناصر من “حماس” من سجونها. ولم يكن أبو الوليد يجامل العربية السعودية، عندما قال إن “حماس” عندما تشكر إيران على ما قدّمته لها من دعم وسلاح، لا تتوافق معها في أجندتها الإقليمية والدولية. ولم يبدُ من صاحبنا أنه يقول ما يتناقض مع قناعات “حماس” بشأن حرصها على العلاقات مع أي دولةٍ عربية، وإنْ ذهبت هذه الدولة إلى التطبيع مع إسرائيل.
تُرى، هل أراد العقل السياسي، في الرياض، إرسال رسالةٍ ما إلى الإمارات، عندما يجيز نصف ساعة تلفزيونية مع خالد مشعل على شاشة “العربية”، في غضون خلافاتٍ لم تعد خافيةً مع أبوظبي في غير مسألة؟ أجاب كثيرون من أصحاب الرأي والكلمة، في “السوشيال ميديا”، على السؤال بأن الأمر كذلك، غير أنه ليس في الوُسع أن يحسِم واحدُنا الأمر على هذه الوجهة، وإنْ في الوقت نفسه لا يجوز تغييبه. وهذه صحيفة فايننشال تايمز تكتب إن تدهورا يحدُث الآن في العلاقات بين السعودية والإمارات، وإن الأخيرة “تستعرض عضلاتها” على المملكة. والملحوظ أن إطلالة مشعل، التلفزيونية اللافتة، جاءت في غضون غضبٍ سعوديٍّ صريحٍ من أبوظبي في خصوص محادثاتٍ بشأن إنتاج النفط في مظلة “أوبك +”، ومع وقف السعودية سفر مواطنيها، إلا بإذن مسبق، إلى الإمارات، بدعوى كوفيد 19، وفي أثناء تغريدات المغرّدَين الإماراتيَيْن إياهما عن “زمن المصالح المادية” وعن “الأمر الذي فيه إنّ”. ولقائلٍ أن يقول إن الذهاب إلى هذه التأويلات (أو التحمينات؟) في أمر مقابلة “العربية” صيدٌ في الماء العكر. ولكن من قال إن على أهل الصحافة ألا يزاولوا الصيد في ماءٍ عكرٍ قدّام عيونِهم؟ عن “العربي الجديد”
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
خالد مشعل في العربية