أقلام وأراء

الأحد 20 أكتوبر 2024 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

قصف يحمل رسالة سياسية

أن تصل الطائرة الإلكترونية المسيرة من لبنان إلى قيسارية على البحر المتوسط التي تبعد 70 كيلو متراً عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، وأن تستهدف منزل نتنياهو الشخصي، فهذا تطور معنوي ورسالة في غاية الأهمية، حتى ولو لم تحقق إصابات، فالمعروف أن نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة وهو يقيم في المنزل الرسمي لرئيس الوزراء في القدس الغربية، ولكن استهداف منزله الشخصي في قيسارية وإصابته، يدلل على معارف حزب الله، وقدرته على الوصول، وتوفر أدوات التقنية العسكرية لديه وصولاً نحو الهدف.

 

لقد فشلت أجهزة المستعمرة ودفاعاتها الجوية من "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد سبق تسجيل هذا الفشل حين تم قصف قاعدة بنيامينا الإسرائيلية شمال فلسطين، ما دفع الولايات المتحدة لتقديم منظومة الدفاع الجوي المتطورة " Thaad" للقيام بمهمة حماية الأجواء الإسرائيلية بعد أن تعرضت منشآتها للتدمير والإصابات المباشرة، من قبل الصواريخ والمسيرات اللبنانية.


الولايات المتحدة تقدمت خطوات عملية نحو الشراكة مع قوات المستعمرة، ولم تكتف بتقديم المساعدات العسكرية والمالية والتكنولوجية، بل نقلت جزءاً من قواتها للمساهمة في حماية الأجواء الإسرائيلية، وباتت شريكاً مباشراً في المواجهة بين قوات المستعمرة، وقوى المقاومة العربية بفصائلها المتعددة.


الولايات المتحدة وإيران، كانتا حريصتين طوال العام الماضي على ضبط إيقاع المعارك حتى لا تتطور نحو حرب إقليمية، وأن يبقى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الأساس وهو العنوان وله الأولوية، ولكن نتنياهو واصل تماديه، لتوسيع حلبة الصراع حتى لا يقتصر على المواجهة داخل فلسطين، ونجح في ذلك، وصولاً إلى هدفه المعلن أن الصراع إسرائيلي إيراني، بأدوات عربية تابعة: حماس الجهاد الإسلامي، وحزب الله، وحركة أنصار الله، وفصائل الحشد الشعبي العراقي.


ما فجرته عملية 7 أكتوبر، لها تداعيات هامة، في نهوض التوجه القومي العربي وتعزيزه، وترابط مصالح العرب مع بعضهم البعض، في خندق واحد، خندق المواجهة ضد: العدو الوطني والقومي والديني والإنساني الواحد: المستعمرة الإسرائيلية.


قصف منزل نتنياهو في قيسارية، واستهدافه شخصياً، دلالة الإدراك والتوجه، ورد سياسي ومعنوي على اغتيال أبرز قيادات المقاومة: الشيخ حسن نصر الله ويحيى السنوار، وإن لم تتمكن القدرات اللبنانية والفلسطينية، من الوصول إلى أي من قيادات ومراكز صنع القرار الإسرائيلي، انعكاساً لموازين القوى، وفجوة القدرات بين الطرفين، لصالح المستعمرة عبر الدعم الأميركي الملموس، ومع ذلك يبقى صمود المقاومة المعتمدة على حاضنتها الشعبية أولاً، وعدالة القضية التي تعمل من أجلها ثانياً، ودوافعها النبيلة نحو العمل، وصولاً إلى الكرامة والعودة والحرية لشعب فلسطين ثالثاً، وإن إمكانات المستعمرة مهما بدت متفوقة، ولكنها تقوم على الظلم والاحتلال والاستعمار، وسيكون مآلها الفشل والهزيمة كما حصل لكل تجارب التفوق الأميركي في فيتنام، والسوفيتي في أفغانستان، والفرنسي في الجزائر، وهزيمة النظام العنصري في جنوب إفريقيا.


المستعمرة تحمل مواصفات وتفوق الذين تمت هزيمتهم وشعب فلسطين بإمكاناته المتواضغة سيحقق الانتصار مهما بعدت المسافة، ومهما عظمت التضحيات، تلك هي خلاصة تجارب الشعوب التي انتصرت على محتليها.

 

دلالات

شارك برأيك

قصف يحمل رسالة سياسية

المزيد في أقلام وأراء

رسائل صمود وكبرياء

حديث القدس

الحرب والمحتجزون والهجرة

اجتماع دول البريكس القادم.. الواقع والتحديات

جباه عالية.. جباليا

بهاء رحال

عار الصمت

محاسن الخطيب.. زهرة تُقصف!

رؤى لمواجهة آثار العنف المحلي

تشويه صورة الشهيد: حرب الوعي الإسرائيلية

بين جباليا و"دريسدن" !

ابراهيم ملحم

الـمُسَيّرة التي قضت مضاجع نتنياهو!

حديث القدس

السنوار وهنية ومذكرات الاعتقال في المحكمة الجنائية الدولية

د. دلال صائب عريقات

ضم شمال قطاع غزة والمسؤولية الأمريكية

سري القدوة

الدعم الألماني المطلق لإسرائيل.. عقدة ذنب أم استمرار في الذنب؟

د. عمار الدويك

إطالة أمد حرب الإبادة.. هذا ما يسعى إليه نتنياهو

بهاء رحال

حصاد الأمل: الذكاء الإصطناعي وموسم قطف الزيتون

"النظارات الرقمية: هل تشكل قفزة تكنولوجية أم تهديدًا لخصوصيتك؟"

الصدمة والبطولة: كيف تنسج المعاناة أساطير الشعوب المضطهدة

سماح جبر

نتنياهو.. الذرائع المفتوحة على البحر!

ابراهيم ملحم

رحيل السنوار

حديث القدس

صورة مختلفة للاقتصاد الأردني

جواد العناني

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 431)