Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 06 أكتوبر 2024 8:41 صباحًا - بتوقيت القدس

مآلات الحرب



 

عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في الآونة الأخيرة تحمل شرارة الحرب الإقليمية، خاصة بعد عملية الاغتيال الأخيرة للسيد حسن نصر الله، الأمر الذي يمكن اعتباره علامة فارقة في تخطي الخطوط الحمراء قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمتها، في ظل عمليات الحشد الدولي، بزعامة الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وحلف الناتو، وبينما عشنا ليلة جاء فيها الرد الإيراني الذي حمل مئات الصواريخ التي عبرت الأجواء ووصلت وضربت بعض الأهداف، وبغض النظر عما قد أصابته وما أحدثته، إلا أنه يعني بالنسبة لإسرائيل بقيادتها اليمينية الحالية المتطرفة، كسرًا لكل قواعد الاشتباك، وتنكيسًا فاضحًا لصورتها المنكسة منذ السابع من أكتوبر، وبين أكتوبر ٢٠٢٣ وأكتوبر ٢٠٢٤ مسافة عام من الحرب على غزة، وهي المستمرة حتى اليوم بكل بشاعة ودموية، وبكل إجرام أودي بحياة مئات آلاف من الشهداء والجرحى، وأكثر من مليوني إنسان يسكنون الخيام ومراكز الإيواء في العراء، بعد أن حل الخراب على كل مرافق الحياة في غزة، ولم يسلم بيت ولا مستشفى ولا مركز صحي. وبرغم كل ما حدث ويحدث فلم تستطع إسرائيل حتى اليوم من تحقيق النصر الذي تشاؤه وتبحث عنه منذ عام، وقد جاء القصف الإيراني ليزيد من انتكاسة الصورة في ظل محاولة جبرها في عيون اليمين المتطرف، وعلى هذا النحو يكون أكتوبر شهر اللعنة وشهر الخزوة التي لحقت بكيان، راهن على مدار عقود أنه القاهر الذي لا يقهر، والمنتصر الذي لا يهزم، وشرطي المنطقة الذي على الجميع طاعته، ولهذا نجده يبحث في كل الجبهات عن نشوة نصر ترمم صورته المهشمة، مستندًا على الدعم الأمريكي والقوة الأمريكية التي تساعده على كل المستويات وبكل الإمكانيات وتقدم له الخبرات والطاقات والوسائل العسكرية والمالية وتهيئ له أرضية الانتصار، فيركض ويلهث ويعود خائبًا باحثًا عن لحظة وهم يقدم بها نفسه من جديد.

بالنظر إلى كل ما يحدث في المنطقة، ومع بدء الكيان بعمليات اجتياح بري في جنوب لبنان، وتواصل الحرب في غزة وعمليات القصف على اليمن، وقد صار لزامًا عليه الرد على الضربة التي وجهتها له إيران، وقد بدأ مشاوراته مع أمريكا التي يرغب بإقحامها بعمليات القصف المباشر، ليكون الرد بحجم ومدى أكبر وأوسع. والسؤال هنا هو حول شكل ونوع الضربة التي يمكن للاحتلال القيام بها، فهل تكون بنفس المستوى؟ أم أنها ستضرب منشآت حساسة ذات أهمية كبرى؛ وما هو القرار الذي يمكن أن تتخذه بشأن عملياتها البرية في جنوب لبنان بعد أن بدأت خسائرها تخرج للعلن، ويعلن عن نصيب الجنود من الكمائن التي أعدها حزب الله. الأمر كله بيد أمريكا ومستقبل المنطقة برمته تقرره أمريكا، فإما اتساع رقعة الحرب التي قد تتدحرج إلى حرب إقليمية، وإما أن تتوقف.

الأحداث تتسارع على نحو غير مسبوق والتهديدات كبيرة، وكلما اتسعت رقعة الحرب امتدت النيران والتهمت كل ما في طريقها، وحصدت المزيد من الأرواح، وجلبت الخراب والبؤس، وإذا ما استمرت فلا أحد يمكنه وقتها ضبط إيقاعها حسبما شاء، حتى أولئك الذين يسعون من خلالها لخلق شرق أوسط جديد بقوة العربدة، سيجدون أنفسهم يعيشون نفس الخراب. 

دلالات

شارك برأيك

مآلات الحرب

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)