Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 04 أكتوبر 2024 8:53 صباحًا - بتوقيت القدس

‫على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في غزة

منذ 7أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد فلسطين وضعًا مأساويًا مستمرًا، حيث وثق الاتحاد الدولي للصحفيين –الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي في 150 دولة– مقتل 138 صحفياً خلال العام 2023، منهم 127 صحفياً فلسطينياً، لبنان (5) وإسرائيل (4) وسوريا (1) وهي أكبر خسارة في تاريخ الصحافة.


وعلى سبيل المقارنة، فقد أدى النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى مقتل 18 صحفياً خلال 32 شهراً. وأظهرت تحقيقات الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بشكل متعمد العديد من الصحفيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي.


ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا السياق إلى ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية، ولكن دون جدوى.


وإن الحرب على غزة، التي امتدت إلى لبنان، هي نتيجة لسياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتجاهل كل الاتفاقيات الدولية. ورغم حضوره في الأمم المتحدة متحدثًا عن مكافحة الإرهاب، فإن تقارير دولية متعددة – منذ الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان – تؤكد أن الهجمات العشوائية ضد الإرهاب ليست فعّالة، بل تؤدي إلى تكريس التطرف وخلق أجيال مستاءة تتبنى  الكراهية . وكثّف الاتحاد الدولي للصحفيين منذ أكتوبر 2023، من نداءاته للأمم المتحدة لتوقيع وقف إطلاق النار.


لقد كثف الاتحاد الدولي منذ أكتوبر 2023، من نداءاته للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار

بهدف إجلاء المدنيين من قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومتر مربع، أي ما يعادل تقريبا  ثلث المساحة السطحية من باريس،  وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلاً عن توفير حماية للصحفيين العاملين في الميدان لكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل، رغم التحركات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ،بل على العكس من ذلك، أمرت اسرائيل بمواصلة ضرباتها و عملياتها العسكرية بتمويل كبير  من الولايات المتحدة الأمريكية  (68%) وألمانيا (30%).

 

 

التجريد من الإنسانية

هذا، ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية في أعقاب الهجوم المميت الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص،  دعا إلى التحقق الدقيق من الحقائق، في ظل انتشار "الأخبار المزيفة "، مثل المزاعم حول "الأطفال مقطوعي الرؤوس" واشتدت النقاشات داخل غرف التحرير، بين متهم بمناصرة القضية الفلسطينية وآخرين متهمين بالانحياز لإسرائيل، ما أدى إلى فرض رقابة ذاتية على التغطية الإعلامية، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل في العديد من التقارير. وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي في غياب مصادر موثوقة من الخارج، هي الوسيلة الوحيدة للصحفيين في غزة لاطلاع العالم على معاناتهم اليومية، رغم المخاطر ونقص المعدات الأساسية. وعلى الجانب الإسرائيلي، هناك توجه للإعلام لدعم العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، حيث صرحت إحدى الصحفيات الإسرائيليات، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بأنها تعمل على دعم القوات الإسرائيلية "التي تحمي البلاد من الإرهابيين الخسيسين ضد المذابح التي إرتكبوها". رقابة ذاتية أم دعاية؟ ورغم الرقابة والضغوط، ولحسن الحظ لا يزال بعض الصحفيين يؤدون مهامهم بمهنية عالية، وينقلون الحقيقة من غزة، معتمدين على التحقق الدقيق من المصادر الرسمية للطرفين.

 

مراكز التضامن الإعلامي

قام الاتحاد الدولي للصحفيين استجابة للأوضاع المأساوية في غزة، بالتعاون مع نقابة الصحفيين والفلسطينيين بجمع مئات الآلاف من اليورو لدعم الصحفيين الفلسطينيين وتم افتتاح أول مركز تضامن للصحفيين في يوليو 2023، في جنوب قطاع غزة، وبالتحديد في خان يونس.


ورغم محدودية عدد المراكز، إلا أنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير الحماية والدعم للصحفيين العاملين في القطاع.

مع اقتراب الذكرى الأولى للهجوم، من الواضح أن الحرب على غزة قد تجاوزت قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها، كما كانت الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعصبة الأمم في عام 1946. و يقف مجلس الامن التابع الأمم المتحدة  مشلولا وغير قادر على مواجهة حكومة نتنياهو التي تعمل دون خوف من المساءلة وتتمتع بالإفلات من العقاب، فعندما ينقشع غبار الحرب، سيُنظر إلى المجتمع الدولي – إذا بقيت هناك "مجتمعات دولية" بهذا الشكل المنقسم – على أنه أخفق في تحمل مسؤولياته ويجب أن يتخذ خطوات حاسمة الآن قبل أن يصبح الوضع أكثر تدهورًا وإذا قامت العدالة الدولية بواجبها، فلابد أن يُحاسب زعماء إسرائيل وحماس على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسوها ولا يجب أن يُستثنى من المساءلة كل من تواطأ أو دعم هذه الجرائم.


"باستثناء دعم أخواتنا وإخواننا في الاتحاد الدولي للصحفيين، لم نعد نتوقع أي شيء من أي جهة”.


لقد فقدنا الكثير ولم يعد لدينا ما نخسره، حتى حياتنا. إذا كان هناك جحيم، فنحن نعيشه الآن. إنها مذبحة حقيقية، يصعب تصديقها"، على لسان صحفي فلسطيني في غزة في سبتمبر الماضي.

 

* مقال ‫نُشر في العديد من وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك صحيفتا "لومانيتي" الفرنسية و"لو كورييه" السويسرية.

دلالات

شارك برأيك

‫على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في غزة

المزيد في أقلام وأراء

سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني

حديث القدس

ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟

راسم عبيدات

نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم

مصطفى البرغوثي

قبل يوم من الانتخابات الأمريكية

بهاء رحال

تحذير أميركي لإيران

حمادة فراعنة

التعليم كما يراه باولو فريرو وجون ديوي وخليل السكاكيني

فواز عقل

107 سنوات من محاولات تعريف الوطن والشعب والدولة

أحمد رفيق عوض

كيف ننهي الحرب في غزة

غيرشون باسكن

(ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا)

حديث القدس

وزن الكتاب ذهــــباً

رمزي الغزوي

"م.ت.ف".. بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية

مجدي الشوملي

مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور

دلال صائب عريقات ‏

معركة المفاوضات

حمادة فراعنة

هدنة الشمال.. هل ستكون لغزة "نافذة نجاة" ؟

علاء كنعان

قانون المعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة: خطوة نحو التحول الرقمي في فلسطين

بالدمع أكتب!

ابراهيم ملحم

ماذا لو توشّح الذكاء الاصطناعي بالكوفية الفلسطينية؟

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

أسعار العملات

الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 43)