أقلام وأراء
الأربعاء 03 يوليو 2024 9:49 صباحًا - بتوقيت القدس
الإطاحة بأبرز أربعة وجوه شرّ في العالم
تلخيص
لا تقتصر مفردة "الإطاحة" على الانقلاب العسكري من النوع الذي أفشلته الجماهير الوفية ضد الرئيس التقدمي لويس آرسي قبل بضعة أيام في بوليفيا، ولا على الإخفاق في الانتخابات التي يواجهه ماكرون وحزبه في فرنسا، وريشي سوناك في بريطانيا، أو حتى في المناظرة الفضيحة التي سقط فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن شر سقطة، جعلت حزبه الديمقراطي برمته في حالة من الإرباك، وضرب الأخماس بالأسداس.
بنيامين نتنياهو بدوره، يتعرض إلى نوع ثالث أو رابع من "الإطاحة"، إطاحة من النوع الأكثر فظاعة وبشاعة، تستمر على مدار تسعة أشهر، وتدخل شهرها العاشر خلال أيام، متصلة بمظاهرات شوارعية لتسعة و ثلاثين أسبوعاً سبقت طوفان الأقصى، إطاحة لا يملك فيها إزاء كل ما يواجهه إلا أن يختار ما بين السيء والاسوأ، "أحلاهما مر".
بين أن يوقف الحرب على غزة، وبين أن يذهب إلى السجن. بين أن يشن حربا أخرى على لبنان، وبين أن يستمر في تحمل "اعتداءات" حزب الله اليومية على شمال البلاد الذي أصبح خاوياً. بين أن يطلق سراح أسراه، وبين أن يتركهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم بين أيدي "الإرهابيين القتلة" عشرة أشهر مرشحة للمزيد. بين أن يبادلهم بالآلاف من أسرى المؤبدات "الملطخة" أيديهم بدم اليهود، وبين أن يقصفهم ويقتلهم بيده، كما فعل مع العشرات منهم، فتتلطخ يداه بدمهم كوصمة عار تاريخية في جبينه. بين أن يسلم غزة لفتحستان أو حماسستان. بين أن يجند الحريديم فيتهاوى ائتلافه، وبين أن يعارض قرار مستشارة القضاء فيزداد الشرخ في صفوف بقية الجند. بين أن يبقي على بن غفير وسموترتش فيزداد الابتزاز والتطرف والعنصرية والاستيطان والدين المريض والسلاح الشخصي، وبين أن تسقط حكومته وتستأنف مقاضاتها بالتهم الأربعة المشينة القديمة. بين أن يشكل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر بموافقة المعارضة، وبين أن تقوم المحكمة العليا بتشكيلها، وفي الحالتين "سيناله من الحب جانب". بين استمرار أكاذيبه المنكشفة في القضاء على حماس – وصفها الناطق باسم جيشه بأنها ذر للرماد في عيون الإسرائيليين– وبين رؤية السنوار يعتلي المنصة، ويلقي خطاب النصر في ربع مليون شخص من أنصاره وملياري شخص في العالم، عبر عشرات الفضائيات المختلفة وبمعظم لغات الكون على الهواء مباشرة.
إن هذا النوع من "الإطاحة" هو الأخطر والأبلغ والذي من شأنه أن يطال الدولة والشعب وتحدث فيه انشقاقات وشروخ أفقية وعمودية يصعب رتقها خلال مدة قصيرة. إنها أصعب بكثير من إعادة بناء غزة المدمرة تدميراً شبه كامل، وأصعب بكثير من إعادة زراعة البطيخ والبندورة والفراولة والورد التي أتت على مزارعها الحرب الإبادية.
الإطاحات الأربعة بأكثر وجوه الشر والقبح في العالم، بايدن، وماكرون، وسوناك، ونتنياهو ينذر بحكم تاريخي صارم؛ البدء بإسدال الستارة السوداء على حقبة قاتمة جلّلت العالم بالحرب والموت والدمار والخراب والمرض والجوع والفقر والظلم، مستندة بالطبع على وعي جماهيري جمعي في الكثير من أقطار هذا العالم، والقسم الخاص بنا كعرب ومسلمين ليس في مأمن على الاطلاق، فالإطاحة بالسيد تطيح بالعبيد تلقائيا.
.....
إن هذا النوع من "الإطاحة" هو الأخطر والأبلغ والذي من شأنه أن يطال الدولة والشعب وتحدث فيه انشقاقات وشروخ أفقية وعمودية يصعب رتقها خلال مدة قصيرة. إنها أصعب بكثير من إعادة بناء غزة المدمرة تدميراً شبه كامل، وأصعب بكثير من إعادة زراعة البطيخ والبندورة والفراولة والورد التي أتت على مزارعها الحرب الإبادية.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
الإطاحة بأبرز أربعة وجوه شرّ في العالم