Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 24 يونيو 2024 9:55 صباحًا - بتوقيت القدس

خيارات نتنياهو

تلخيص

يَلحظ المدقق أن الصهيونية تيار آخذ في الاتساع ضمن المجتمع الإسرائيلي، وأن الصهيونية كرؤية ومشروع سياسي تتهاوى شرعيتها، إذ عجزت عن تقديم إجابات على الأسئلة الكبرى التي أثارها تأسيس الدولة. فالسؤال المطروح هو بعد استقالة غانتس وإيزنكوت ماذا تبقى لرئيس وزراء إسرائيل من أوراق لكي يبقى رئيساً للحكومة لمدة أطول ولكي يصطاد عصفورين بحجر ليحافظ على نفسه ويمنع انهيار أركان الصهيونية؟


بالطبع، نتنياهو لا يعول كثيرا على توليفته من اليمين الصهيوني المتطرف، وهو يعرف حق المعرفة أن هؤلاء يفتقدون كثيرا للرأي الرشيد وأبجديات السياسة الصحيحة، هذا وقد تسبب كل من سموتريتش وبن غفير بمتاعب جمة لنتنياهو عندما فتحا النار على الرئيس الأمريكي جو بايدين، واتهماه بالتقصير في دعم إسرائيل ومساندة الإرهاب، وتبعهم هو كذلك بعدم تسريب الفيديو الأخير الذي أثار غضب البيت الابيض. فرغم كل ما سمعه البيت الأبيض من اتهامات من قبل إئتلاف نتنياهو اليميني وكأن تلك التصريحات لم تؤثر على الدعم الأمريكي لإسرائيل، نتيجة لذلك تساءلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية :أين كان مصير إسرائيل بدون السلاح والذخيرة والقبة الحديدية الحقيقية والدبلوماسية في الأمم المتحدة وأمام المحاكم الدولية؟ .


وبغض النظر عما حققه جيش الاحتلال من تحرير أربعة أسرى قبل حوالي ثلاثة أسابيع، وما حققه من رفع للمعنويات لحكومة نتنياهو إلا أن هذا لم يكن المطلوب، ما دام هناك أسرى في قبضة حركة حماس والفصائل الأخرى. وكلما طال أمد الحرب كانت خسائر إسرائيل كثيرة، خصوصا الدعم الأممي السياسي. إذن هناك اقتراح من زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بشبكة أمان، وهذا الطرح جاء به زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد، لكن نتنياهو الذي لا يثق بأحد كعادته لا يلبي ما جاء به لبيد.


العالم كله مدرك تماما أن القضاء على حماس كحركة صعب. الفكرة تبقى في العقول، وربما تستطيع إسرائيل تدمير بنية حماس العسكرية، وتحتل غزة لوقت غير معلوم، فهذا لا يعني النصر المطلق لإسرائيل. ربما يتحقق باحتواء حماس دبلوماسيا، كما عملت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في احتواء حركة طالبان الأفغانية، فهذه التجربة قد تكون ناجحة لحد بعيد وحاضرة في المخيلة الأمريكية.


لا يمكن لنا إلا أن نخمن أسباب توقع يائير لابيد ما يجري في إسرائيل من فوضى، وقد أعرب عن اعتقاده بأن انتخابات مبكرة ستجري خلال العام الجاري 2024، وتوقع رحيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بموجب هذا التصريح نتوقع أن حكومة نتنياهو الحالية لن تدوم طويلا، وكأن العالم كله يسعى لتطوير الصهيونية وإعادة تنقيحها، وإنقاذها من أنياب نتنياهو وحكومته. جماعة "ما بعد الصهيونية" تتعرض في اسرائيل لهجوم شديد من جانب اليمين الصهيوني المتطرف العلماني والديني معاً، حتى أن ليمور ليفنات، وزيرة التربية في حكومة شارون، قالت أنها ستشن من موقعها، في وزارة التربية، "حرباً صليبية" من أجل إعادة التفكير ب"ما بعد الصهيونية" إلى مكانه الصحيح وليس القضاء عليها كما يسعى إليه اليمين الديني المتطرف. إذن هناك حرب داخل إسرائيل، فرغم الصهيونية الدينية التي ولجت تحت جناح الحركة الصهيونية، إلا أن الصهيونية بحد ذاتها تشكل مصدر قلق لأصحاب الفكر التوراتي التلمودي، فهم يريدون دولة توراتية بحتة خالية من الفكر الصهيوني العلماني وهذا ما يسعون اليه.


في الختام، يبدو أنه من المبكر جداً الحديث عن أية تكهنات مستقبلية حول نهاية الصهيونية ما دامت مطلبا دوليا. وحتى الآن يمكن القول أن الحركة الصهيونية التي ولدت قبل حوالي قرن ونيف من الزمن تطل برأسها، ولا يوجد هناك عقبات جدية تهدد وجودها، ولكن ثمة خوف غربي من ذلك، لهذا جاء قادة العالم بعد 7 أكتوبر مهرولين لإنقاذها. وبعيد وصوله مطار بن غوريون قال الرئيس الأمريكي جو بادين وقتئذ : لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها، لهذا السبب وغيره العالم برمته بكل قوة يحافظ على هذا المشروع ولو كلفهم ذلك الكثير من المال والجهد والدعم اللوجستي والعسكري. خيارات نتنياهو محدودة ولا يوجد غيرها فخيار حل الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة في دائرة رمادية، وتشكيل حكومة جديدة مع المعارضة بعد فسخه للحكومة الحالية أيضا بات صعبا، ولكن العالم الغربي وعلى رأسه أمريكيا حبهم للصهيونية أكثر، فأصبح دلال نتنياهو على وشك النفاذ.


....

ربما تستطيع إسرائيل تدمير بنية حماس العسكرية، وتحتل غزة لوقت غير معلوم، لكن هذا لا يعني النصر المطلق لإسرائيل. ربما يتحقق باحتواء حماس دبلوماسيا، كما عملت عليه الولايات المتحدة في احتوائها لحركة طالبان الأفغانية.


دلالات

شارك برأيك

خيارات نتنياهو

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)