أقلام وأراء
السّبت 22 يونيو 2024 9:39 صباحًا - بتوقيت القدس
في طور التكوين .. إسرائيل جديدة وفلسطين جديدة
تلخيص
من بين حقائق التاريخ العنيدة في منطقتنا، بداية ظهور "إسرائيل الجديدة" بعد جولة حرب ابادية على غزة استمرت تسعة أشهر، من دون أن تستطيع "إسرائيل القديمة" تحقيق أي من أهدافها المعلنة أو السرية. حتى لو افترضنا أنها ستحقق أهدافها في القضاء المبرم المطلق على حماس، وتحرير رهائنها أمواتا أو أحياء، فإن هذا بحد ذاته لن يعد نصرا. ربما سيفرحون يوما أو يومين، شهرا أو شهرين، لكن ليس أكثر من ذلك. سيقولون: كلفنا ذلك ثمناً باهظاً من قتلى الجيش وجرحاه، واستغرق الأمر وقتا طويلا و ثقيلا، وحتى القضاء على حماس والقسام، عشرين ألف مقاتل أو حتى خمسين ألفا، ومثلهم من المدنيين أو حتى ضعفهم، فإن هذا لن يشكل نصرا بالنسبة لإسرائيل التي سحقت جيوش ثلاثة دول وازنة في ستة أيام، لأن حماس ستعيد تشكيل نفسها من جديد، وقد يكون بأشكال جديدة، ومركز ثقلها سينتقل إلى الضفة والقدس والداخل، وفي مخيمات لبنان والأردن واليمن والعراق وربما سوريا، وستحصل على المزيد من الدعم متعدد الأوجه، بما في ذلك التسليح والتدريب والتصنيع الإيراني، وإذا كان لدى حماس إمكانية تنفيذ طوفان أقصى واحد، فسيصبح لديها أكثر من إمكانية وأكثر من طوفان، لأنها ببساطة ليست منقطعة الجذور ولا الفروع، فهل بهذا تكون إسرائيل قد انتصرت ؟؟؟
إن الانتصار بمعناه الحقيقي الشمولي هو السيطرة على الأرض، وهذا ما لا تقوله إسرائيل، باستثناء بعض أحزاب اليمين المتطرف الفاشي، والذي لا يحظى بأي دعم دولي، بل يراه الكثير من الإسرائيليين أنفسهم إنه خطر على سمعة إسرائيل، بل وعلى وجودها. السيطرة على الأرض لكي يتحقق النصر الحقيقي، لا تقتصر على أرض غزة، بل يجب أن تمتد إلى الضفة الغربية، وبعدها إلى جنوب لبنان ثم إلى العراق وسوريا واليمن، فهذا هو محور المقاومة الذي تنتمي إليه حماس، تعد جزءاً أساسيا من مكوناته، بل الجزء القيمي والمعنوي المبدئي والعقائدي الذي يمثل فلسطين ومقدساتها. وهنا لن تظل إيران ساكتة تنتظر إسرائيل لاحتلالها كي يكتمل نصرها.
الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء. لقد سجلت إسرائيل انتصارا نوعيا عندما عقدت اتفاقية سلام مع منظمة التحرير بقيادة فتح، عدوتها آنذاك، والتي استخدمت كل الوسائل وخاضت العديد من المعارك للقضاء عليها، لكن إسرائيل التي قررت اغتيال رابين وتصدير نتنياهو لم تستغل جنوح الفلسطينيين للسلام خلال ثلاثين سنة، بل استغلت "سلاميتهم" للقضاء على ما تبقى من أرضهم وتطلعاتهم وأحلامهم في الحرية من نير احتلالها وبطشها وإذلالها وإقامة دولتهم المستقلة، فجاءتهم حماس، ومن خلفها محور قوي، تتركز قوته في صدقه وأخلاقه ومبادئه.
على "إسرائيل الجديدة"، سواء المنتصرة على حماس، أو المهزومة، ومعها محورها الإجرامي المتوحش التوسعي والمتخلف والمتسلط، أن تدرك أنه بعد الآن ستكون من الصعوبة بمكان أن تكون هناك سلطة فلسطينية غير مقاومة.
الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء.
دلالات
حازم قبل 5 شهر
جميل جدا
محمد أحمد قبل 5 شهر
كيف تنتصر دولة بهذه الصفات على الذات؟
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
في طور التكوين .. إسرائيل جديدة وفلسطين جديدة