Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 22 يونيو 2024 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس

بين عيد وشهيد

تلخيص

ارتقى مئات الشهداء أيام عيد الأضحى، فمر العيد وانقضى ولم تنته الحرب في غزة، بل ‏تواصلت طيلة الأيام وتواصل القصف بين لحظة ولحظة وبين تكبيرة وأخرى، واستمرت الحرب ‏بوحشيتها ودمويتها المعهودة طيلة التسعة أشهر، واستعر نتنياهو وحكومة الحرب برسم الخطط ‏والتهديد بتوسيع العمليات العسكرية خاصة بعد استقالة غانتس التي فضحت نوايا نتنياهو الذاتية، ‏وكشفت عن سعيه لمواصلة المقتلة والمذبحة، ولو لم تحقق أيّ من الأهداف المعلنة، بل إن ‏هذه الحكومة التي تجتر الدماء ماضية في عملياتها في مدن الضفة وقراها، وفي القدس التي ‏تتعرض لموجات تهويد غير مسبوقة، وعمليات استيلاء ومصادرة لبيوت وأملاك المقدسيين. ‏
شعبنا الذي أقام شعائر العيد وسط المقتلة، وفي خيام النزوح وإلى جوار المقابر الجماعية، ‏وبين أنين الجرحى وعويل الثكالى والمتعبين، الفاقدين لكل مقدراتهم الحياتية والمعيشية، الذين ‏يعيشون ويلات ما يحدث وما يجري منتظرين وقفًا للحرب، لكي يأخذوا قسطًا من الراحة ويرمموا ‏دواخلهم، ويعيدوا دفن موتاهم، ويبكوا على كل الفقد الذي ألم بهم، قبل أن يعودوا للحياة ويعيدوا ‏بناء كل ما خربته آلة الحرب ودمرته، من طرقات ومستشفيات ومدارس وجامعات وبيوت ومحال، ‏وهم يدركون أن لا شيء يعيد لهم ما كان.‏


لا شيء حتى الآن يلوح في الأفق يعول عليه، في ظل غياب الحل السياسي، وانعدام وجود ‏أية مبادرة دولية جادة وقادرة على وقف جنون الاحتلال، وفي ظل مساعي نتنياهو وائتلافه ‏الحكومي لمواصلة حرب الإبادة، وأمام مشاهد الخراب والدمار، وازدياد معاناة الناس فإن حالة ‏اللاأفق تبقى تراوح مكانها، وتدور في دوائر الحرب التي آن لها أن تتوقف، لأن الذي يحدث ‏تعدى وصف جريمة الحرب، وتعدى بدمويته مشاهد الإبادة التي قرأنا عنها في كتب التاريخ، فما ‏يحدث في غزة لا يمكن أن تصفه العبارات وعجزت عين الكاميرا عن رصده من كل الزوايا.


 فما نشاهده ما هو إلا جزء يسير مما يحدث على الأرض، فحجم البشاعة أكبر من كل وصف. ‏


إن دموية هذه المقتلة المستمرة من دون توقف، كشفت زيف مواثيق العدالة الدولية الغائبة، ‏وكشفت هشاشة النظام العالمي وضعفه في مواقفه وقدرته على التصدي لكل ما يفعله الاحتلال، ‏كما كشفت مواقف الإدارة الأمريكية الشريكة في الحرب، والتي لولاها لما استمرت هذه المقتلة حتى ‏اليوم.‏


لقد حرمت هذه المقتلة أهل غزة من الحج هذا العام، لكنهم أصروا على إقامة شعائر العيد فوق ‏ركام بيوتهم المدمرة ووسط خيام النزوح، وفي العراء حيث باتوا يتجمعون، وهم يشكون إلى الله ‏واقعهم الصعب، وحصارهم المطبق من كل الجهات، وصمت العالم على حالهم، فلم تخرج قوافل ‏الحجيج من غزة هذا العام، ولم يؤدوا مناسك الحج الأكبر، بيد أنهم واصلوا تأدية الجهاد الأكبر ‏على أرض غزة.‏


مرَّ العيد على أهل غزة كما لم يمر من قبل، في ظل واقع صعب، وأوضاع في غاية القسوة، وتزداد ‏صعوبة كل يوم، وتزداد عذابات الناس التي لم تعد محتملة، ‏وسط الخراب الكبير والدمار الشامل، وكل هذا الموت الهاجم عليهم. فإلى متى سيبقى الحال في ‏غزة من دون تدخل أممَّي جاد وقادر على وقف جنون الاحتلال وحكومته؟ وإلى متى سيبقى ‏الخذلان سيد الموقف!‏
...........
لقد حرمت هذه المقتلة أهل غزة من الحج هذا العام، لكنهم أصروا على إقامة شعائر العيد فوق ‏ركام بيوتهم المدمرة ووسط خيام النزوح، وفي العراء حيث باتوا يتجمعون، وهم يشكون إلى الله ‏واقعهم الصعب.

دلالات

شارك برأيك

بين عيد وشهيد

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)