Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 07 يونيو 2024 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا يريد المتطرفون الدينيون في إسرائيل؟

تلخيص

في سياق السياسة الوجودية والخوف من الجوار قال ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل " إن جوهر مشكلتنا الأمنية هو وجودنا بالذات وهذا هو المعنى الفظيع لمشكلتنا الأمنية ". وكلام بن جوريون هذا يعني أن هناك ارتباطاً عضوياً لا ينفصم بين الأمن والوجود بالنسبة التي تُعتبر مشكلتها الأمنية مشكلة وجودية من الدرجة الأولى، بمعنى أن إسرائيل ترتبط وجوداً أو عدماً بالأمن. يقول الوزير المتطرف في حكومة نتنياهو يسلئيل سموتريتش أن قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل سوف يشكل خطراً وجوديا على دولة إسرائيل. يتكلم علنا عن خطر وجودي على حد تعبيره ولكن لم يتكلم عن معتقده الديني والذي يعتبر أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من التوراة. ورغم أنه حديث العهد في المعترك السياسي فهو يخاطب العالم بمنظور آخر مختلف وهو الأمن والإرهاب وما حصل لإسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.


الحركة الصهيونية ومنذ نشأتها، ارتأت أن تقيم وطناً قومياً لليهود، على أن يتمتع بالشرعية منذ إقامته، أي بموافقة إقليم الدولة الوليدة ومجموعة الدول العظمى. من هنا فإن المؤسس والزعيم الأول للحركة ثيودور هرتسل، ارتأى أن يحصل على موافقة الدولة العثمانية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، إلا أن الرفض الكبير من سلطانها عبد الحميد الثاني، دفعه للتفكير باتجاهات أخرى، مثل أوغندا وفي أحيان أخرى العريش المصري، عدا عن التجربة الاستيطانية في الأرجنتين. ووفق العقيدة اليهودية، فإن التاريخ العبري بمجمله كان في الضفة الغربية، حسب زعمهم ، فقد قامت دولة "إسرائيل القديمة"، وكذلك دولتا "يهودا" و "إسرائيل" بعد انقسامهما في الضفة الغربية. وتنسب اليهودية لنفسها إرث النبي داود والنبي سليمان عليهما السلام ، وقامت مملكة "إسرائيل" في شمال الضفة الغربية، وكانت عاصمتها آنذاك نابلس " شكيم " ويٌطلق عليها اسم السامرة ( شومرون )، فيما قامت مملكة " يهودا في الجنوب، وكانت عاصمتها القدس، ويطلق عليها اسم "يهودا"، ليصبح اسم الضفة الغربية وفق العقيدة اليهودية "يهودا والسامرة"، الاسم الذي تطلقه "إسرائيل" على الضفة حتى اليوم، رافضة الاعتراف بالتسمية الفلسطينية.


ولهذا يتضح أن موجة الاستيطان التي اجتاحت ولا تزال في تسارع مستمر مناطق الضفة الغربية، حملت بين طياتها تغيرا ملحوظا في التركيبة السكانية للمستوطنين في مجمل مناطق الضفة الغربية والقدس، ولا تعكس طبيعة التركيبة السكانية لمجمل السكان. إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في فلسطين العربية المحتلة، من محاولات التوسع والاستيطان وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المساكن والمستوطنات، لا يمكن أن نطلق عليه بالظاهرة الاستعمارية الجديدة في فكر هذا المحتل، وإنما هو فكر متأصل في جذور تاريخ دولة الاحتلال منذ قيامها.


ووفق هذا الاتجاه فإن مظهر الكراهية للفلسطينيين، والدعوة إلى التخلص منهم كانت متداولة على ألسنة الزعماء الصهاينة، وأصبحت أكثر تداولاً من قبل المتطرفين اليهود، بعد حرق وقتل الطفل محمد أبو خضير في القدس بتاريخ 2014 وحرق عائلة الدوابشة واستشهاد الأب والأم وطفلهما الرضيع وتشوه ابنهما الآخر في قرية دوما الواقعة شمال الضفة الغربية في 2015.


يكفي للتدليل على ذلك أنّ القضية الأكثر جوهريّة في سياسة الجدار العازل، حيث لم يأت بناء جدار الفصل العنصري في القدس بهدف منع ما اسمته اسرائيل "العمليات الإرهابية والتخريبية" بل من أجل استكمال فصل وعزل القدس بشكل مطلق عن واقعها الجغرافي وعن بعدها العربي الفلسطيني، وحشرها في محيط يهودي، ولم تكن فكرة الجدار فكرة جديدة، بل هي فكرة قديمة جداً حتى قبل أن يكون هناك وجود يهودي مهم في فلسطين. ديموغرافيا، عمد الصهيونيون الأوائل إلى تجاهل وجود الشعب الفلسطيني على أرضه العامرة، ورسموا مشهدًا زائفًا لفلسطين باعتبارها صحراء خاوية، تنتظر المعمرين اليهود. ففي خطب، هرتسل، أمام المؤتمرات الصهيونية الستة، كما في كتابه المعنون «دولة اليهود»، لم يرد أي ذكر للسكان الأصليين العرب، سوى مرة يتيمة. الأمر الذي أسس للفرية، التي استعارها الأديب الإنجليزي الصهيوني، إسرائيل زانغويل، عام 1882، من تيار «الصهيونية المسيحية»، واللورد شافتسبرى، ثم أوردها فى مقال نشرته مجلة "نيو ليبرال ريفيو» عام 1901، ومفادها «إن فلسطين أرض بلا شعب ينبغى أن تعطى لشعب بلا أرض".


فضلا عما سبق جاءت أسطورة احتلال فلسطين، وتم ربط البعد الاستعماري الخالص، مع البعد التوراتي، والانقلاب الكبير في عقيدة "المخلص" لهذا نجد أطياف مختلفة من المتطرفين الذين رأوا الدخول إلى فلسطين واحتلالها ليس مربوطا بعودة المسيح، بل يجب أن يسبق ذلك احتلال فلسطين كمقدمة لظهور المسيح المخلص، وهذا ما يعارضه أعضاء "ناطوري كارتا" وغيرهم. موجز القول يريد المتطرفون الإسرائيليون فلسطين من البحر إلى النهر وغير ذلك مرفوض لو أدى ذلك للقتل والاغتيال في صفوف اليهود كما حصل لرئيس إسرائيل الأسبق إسحق رابين.

عمد الصهيونيون الأوائل إلى تجاهل وجود الشعب الفلسطيني على أرضه العامرة، ورسموا مشهدًا زائفًا لفلسطين باعتبارها صحراء خاوية، تنتظر المعمرين اليهود.

دلالات

شارك برأيك

ماذا يريد المتطرفون الدينيون في إسرائيل؟

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)