Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 26 مايو 2024 10:06 صباحًا - بتوقيت القدس

زيارة نتنياهو والمُقترح الأمريكي الجديد والتهديدات بحق العدالة الدولية

تلخيص

زيارة بنيامين نتنياهو المحتملة إلى الكونغرس الأمريكي، التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، تثير العديد من التداعيات على عدة مستويات، بما في ذلك على السياسات الداخلية الأمريكية، والموقف الإسرائيلي الداخلي والعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية.

ففي غضون ساعات من إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب استصدار أوامر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، سارع المشرعون الأمريكيون إلى إيجاد طرق لمهاجمة المحكمة الجنائية الدولية كما فعلوا سابقا مع محكمة العدل الدولية التي تنظر بالقضية ضد دولة الأحتلال.

فأعلن مايك جونسون نفسه رئيس مجلس النواب الامريكي سعيه لإصدار تشريع لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية. ومن جانبه أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في شهادته أمام اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ عن استعداده للعمل مع كامل أعضاء الكونغرس على أساس ثنائية الحزبين لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وهي تهديدات تهدف إلى محاولات نزع الشرعية عن المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية وتقويض سلطاتهما، في انتهاك واضح وغير أخلاقي لمبادئ العدالة والديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا من جهة، ولفرض التهمة الجاهزة بمعاداة السامية على تلك المؤسسات كما على غيرها.

إن زيارة نتنياهو المرتقبة هذه، التي تأتي بعد زيارته السابقة الكونغرس عام ٢٠١٥ التي أثارت جدلاً حينها، وفي وقت حساس تشهد فيه حرب الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية تصعيداً كبيراً وخطيراً ضد شعبنا الفلسطيني، خاصة بتنفيذ جرائم الحرب في غزة ومخيمات الضفة وتهديدات الاحتلال بتقويض أشكال الحياة، مما يعزز من أهمية وفهم أبعاد وتأثيرات هذه الزيارة المحتملة، التي من المرجح تنفيذها في وقت قريب.

ورغم عدم تحديد تفاصيل وتاريخ الدعوة بعد، إلا أن إدارة بايدن تعمل اليوم على تهيئة الأجواء بتطوير المقترح الأمريكي مع "مجموعة الاتصال" من حلفائها ووكلائها في الشرق الأوسط بهدف الاتفاق حول سياسة موحدة لإدارة قطاع غزة بعد ما يسمى "اليوم التالي"، حسب ما قاله مسؤول في إدارة بايدن. وهو ما قد يعني تكرار مسألة ومآساة العراق بعد احتلاله، بتعيين حاكم أمريكي في غزة "برايمر الثاني" تتفق عليه مجموعة الاتصال، بعد ممارسة كل أشكال الضغط السياسي، وبإجراءات على الأرض بحق مقاومة شعبنا وقيادته السياسية، التي تهدف إلى التكامل مع عدوان الإبادة في غزة.
يجري هذا في محاولة للالتفاف على التاريخ والمعنى والجوهر التمثيلي لمنظمة التحرير ومسار الشرعية الدولية والحقوق الوطنية لشعبنا في حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة الديمقراطية، ذات السيادة على قاعدة وحدة الأرض والشعب والقضية الواحدة.

ومن جهة أُخرى للزيارة، فعلى الصعيد الأمريكي الداخلي، يُتوقع أن تُعزز زيارة نتنياهو هذه الانقسامات الحزبية الموجودة بالفعل. الجمهوريون، الذين يميلون لدعم إسرائيل بشكل غير مشروط، سيرون في الزيارة تأكيداً لسياساتهم ويستخدمونها لتعزيز موقفهم ضد إدارة بايدن التي تواجه انتقادات من داخل الحزب الديمقراطي نفسه، الذي يتعرض لانقسام أفقي بشأن العلاقة مع إسرائيل بين الداعمين لها، في مواجهة الجناح التقدمي بالحزب الذي يدعو لاتخاذ موقف أكثر انتقادا تجاه إسرائيل وتحديد العلاقات معها. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات والاحتجاجات في الشارع الأمريكي، خصوصاً من قبل المجموعات المؤيدة للفلسطينيين، التي ترى في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل تعقيدا للمساعي المطلوبة للوقف الفوري لعدوان دولة الأحتلال وتحقيق السلام، وإلى زيادة حجم المظاهرات الشعبية بالشارع واحتجاجات الحركة الطلابية المتصاعدة بالجامعات.

كما يمكن أن يلعب خطاب نتنياهو دوراً في التأثير على الحملات الانتخابية القادمة للحزبين، حيث قد يستخدمه السياسيون من كلا الحزبين لتعزيز مواقفهم بين الناخبين. الجمهوريون قد يستغلون الحدث لتعزيز صورتهم كمدافعين عن حليف استراتيجي وثيق، بينما قد يستخدمه الديمقراطيون التقدميون لتسليط الضوء على الحاجة إلى سياسة خارجية أمريكية أكثر توازناً وأكثر انتقاداً لإسرائيل، الأمر الذي سيؤثر على فرص السيئ بايدن لصالح الأكثر سوءاً ترامب.

أما على الساحة الحزبية السياسية الإسرائيلية، فقد تعزز هذه الزيارة موقف نتنياهو السياسي الذي يحتاجه الآن في مواجهة المعارضة الداخلية له والأزمة الحزبية المتفاقمة، فالنجاح في الحصول على دعم أمريكي قوي سيُستخدم لتأكيد شرعية قيادته وتعزيز موقفه كزعيم يحافظ على علاقات قوية مع أهم حليف لإسرائيل.

من جهة أخرى، قد يؤدي هذا إلى زيادة حدة الانقسامات السياسية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلية، حيث يمكن أن ترى المعارضة في هذه الزيارة محاولة لتحويل الانتباه عن القضايا الداخلية المثيرة للجدل، مثل التحقيقات الجارية ضد نتنياهو والإصلاحات القضائية المقترحة والخلافات القائمة بين المستويات الأمنية والسياسية اليوم وتبادل الاتهامات الجارية بينهم.

وعلى الصعيد الإقليمي، من المرجح أن تؤدي زيارة نتنياهو إلى تعميق الشكوك والتوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها من الدول العربية، خاصة تلك الدول التي قامت بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، مثل الإمارات والبحرين، التي قد تجد نفسها تحت ضغط داخلي من جماعات معارضة التطبيع من جهة، وإلى توتر مع بعض الدول العربية التي تعارض العدوان الإسرائيلي على غزة من جهة أخرى. لكن بالتأكيد فإن هذه الزيارة يمكن أن تزيد من تعقيد الموقف وتثير استياء الشعوب العربية التي تدعم حقوق شعبنا الفلسطيني.

في الوقت ذاته، يمكن أن يُنظر إلى الزيارة على أنها خطوة لتعزيز التحالف الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي ضد تهديدات مشتركة في المنطقة ، وبالمقدمة منها التهديد الوجودي إلى جانب التهديدات الإيرانية التي لا يكفون الحديث عنها، وإلى تجسيد التماهي العقائدي حول الرؤية الصهيونية وتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى، مما قد يدفع بعض الدول العربية لتعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة وإسرائيل أو إعادة تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة بناءً على مصالحها الاستراتيجية واصطفافاتها الدولية.

أخيراً، أعتقد أن هذه الزيارة تهدف إلى التأثير على الجهود الدولية لمساءلة إسرائيل عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة والتجويع والتهجير في فلسطين وصولا لفلتانها من العقاب، حيث إن الموقف المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل في رفض الشرعية القضائية الدولية، كما هي الحال مع المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، قد يعزز من صعوبة تحقيق المساءلة الدولية ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.

باختصار، زيارة نتنياهو المحتملة إلى الكونغرس الأمريكي تعكس التماهي السياسي ومنهج الفكر الاستعماري العنصري الكبير بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فكلا الرؤيتين تنطلق أساساً من تقاطعات الفكر السياسي الذي قام على أساس التطهير العرقي والتهجير والممارسات العنصرية لإحلال استيطاني لجماعات مكان شعوب أصلانية أخرى بالمكانين، أمريكا وفلسطين رغم تباعدهما الجغرافي.
----------------------

زيارة نتنياهو المحتملة إلى الكونغرس الأمريكي تعكس التماهي السياسي ومنهج الفكر الاستعماري العنصري الكبير بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فكلا الرؤيتين تنطلق أساساً من تقاطعات الفكر السياسي الذي قام على أساس التطهير العرقي والتهجير والممارسات العنصرية لإحلال استيطاني لجماعات مكان شعوب أصلانية

دلالات

شارك برأيك

زيارة نتنياهو والمُقترح الأمريكي الجديد والتهديدات بحق العدالة الدولية

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)