أقلام وأراء
الثّلاثاء 23 أبريل 2024 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس
٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة
تلخيص
يدخل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة اليوم يومه ال ٢٠٠ وهو أطول وأكبر عدوان على القطاع منذ احتلاله في العام ١٩٦٧ ..
بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبيا لا بد من طرح العديد من التساؤلات حول مصير قطاع غزة بعد الحرب ، وهل حققت إسرائيل اهدافها التي لطالما كررتها منذ بداية العدوان التي اعتبرتها انها محسومة مسبقا ، لكن المعطيات على ارض الواقع تشير إلى عكس ذلك تماما ، فاسرائيل لم تحقق الهدف الاول المعلن بالقضاء على المقاومة وحركة حماس ومحو وجودها من قطاع غزة ، ولم تنجح بتحرير المحتجزين ..
ان المتتبع لهذه الاهداف التي اشار اليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بداية الحرب وعاد لتكرارها مرات ومرات مع اضافة هدف منع القدرات الصاروخية لحركة حماس وايقاف اطلاق الصواريخ نحو مستوطنات الجنوب ، يدرك جيدا انها اهداف صورية تتداولها اسرائيل امام الرأي العام العالمي لتلميع صورتها على اعتبار انها تسعى للقضاء على حماس التي تعتبرها ارهابية ، اضافة لاستعادة رهائنها ، لتضرب على وترين ، أولهما ذكي ودبلوماسي لتجد المساندة من العديد من الأنظمة والحكومات التي تعتبر كل ما هو فلسطيني بمثابة ارهاب ، وانساني لتحصل على التعاطف بشأن مسألة عودة المحتجزين ، لكن حقيقة ما تقوم به إسرائيل في قطاع يتخطى هذه الاهداف إلى ما ابعد منها ، فجوهر العدوان هو القضاء على معالم الحياة للشعب الفلسطيني في غزة وتدمير البنية التحتية وتهجير الغزيين إلى سيناء بالإكراه نظرا لاستمرار العدوان الذي لم يرحم النساء والأطفال والشيوخ وقتل الالاف منهم ، في الوقت الذي اصيب فيه عشرات الالاف ولازال المئات تحت الأنقاض ،وسط تكشف المزيد من المقابر الجماعية واستمرار الطيران الاسرائيلي بقصف المنازل والمدنيين ليتسبب بمجازر دموية يومية …
توالت الخطابات والتهديدات ولم تحقق حكومة بنيامين نتانياهو اي هدف ولو جزئي ولم تحقق النصر الذي تبحث عنه ، وتراجع سقف الطموحات الاسرائيلية لتذهب اسرائيل إلى مطلب تغيير السلطة الحاكمة في القطاع وابعاد حماس عنها ، في اشارة واضحة للهزيمة حسب صحيفة واشنطن بوست التي اعتبرت اسرائيل بعيدة عن هزيمة حركة حماس نقلا عن مصادر اميركية وكثير من قادة الجيش وقادة المعارضة الذين يطالبون حكومة نتانياهو بالتنحي والاستقالة..
اما ما يخص مستقبل غزة بعد الحرب فهو موضوع معقد وشائك تتداخل فيه المؤامرات على القطاع ، حيث ان هناك العديد من الاهداف المعلنة وأخرى غير معلنة تستهدف مستقبل القطاع ومنع اهالي غزة من تقرير مصيرهم ويرتبط هذا الجانب كثيرا بمسألة اعادة الإعمار التي قد تستغرق سنوات ..
تقول الصحف الاسرائيلية انه من العسير رؤية طريق واضح لنصر عسكري اسرائيلي حاسم نظرا لبنية حماس المتطورة خصوصا قوتها العسكرية وأنفاقها المحكمة التي فاجأت اسرائيل ، ولذلك يطالب عدد كبير من المسؤولين حوّل العالم بضرورة اللجوء للحل الدبلوماسي لاستعادة الاسرى اعتقادا منهم ان هدف استعادة الاسرى بالقوة وتحت الضغط العسكري وتدمير حماس صعب المنال وسيكلف الجانب الإسرائيلي حياة اسراه ورهائنه ..
لقد خسرت اسرائيل كثيرا وعلى مختلف الأصعدة سواء بعدد قتلاها المرتفع او الفاتورة الباهظة التي يتوجب دفعها جراء اخلاء الاف المستوطنين من الشمال والجنوب على حد سواء والنفقات التي يجب دفعها لتعويضهم ، والهزات التي يتلقاها الاقتصاد الإسرائيلي يوميا ، واذا ما أضفنا لذلك المشاكل السياسية التي تعصف بالحكومة الاسرائيلية والانقسام السياسي الحاد في الرأي العام بين خيار تكثيف القصف وتوسيع دائرة العدوان وبين خيار التفاوض مع حماس من اجل اطلاق سراح المحتجزين ، اضافة لخسارة كبيرة على مستوى الرأي العام العالمي المنزعج من قسوة العدوان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال وانتقاد السياسة الاسرائيلية، فانه رغم كل ذلك إلا ان العدوان الاسرائيلي سيتواصل حسب تصريحات رئيس هيئة اركان الجيش الذي وضع خطة مهاجمة رفح بعد أسبوعين إلى ثلاثة لحين اجلاء عدد كبير من المواطنين ، وحسب تقديرات صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية فان هذه الحرب قد تستمر لستة اسابيع الأمر الذي يعني ان الحرب قد تتواصل لشهر تموز القادم ..
يتضح حجم الردود الاسرائيلية التي تنطلق بدافع الانتقام فقط من الشعب الفلسطيني ومواصلة العدوان ردا على الفشل الاستخباراتي والسياسي الكبير الذي وقعت فيه اسرائيل ، ولتعويض الاخفاقات فان السبيل الوحيد لذلك هو مزيد من مجازر القتل وسفك الدماء في مسعى لتركيع شعب فلسطين الذي قرر ان لا يركع رغم الحصار والدمار والقتل والتجويع.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة