أقلام وأراء

الثّلاثاء 23 أبريل 2024 9:10 صباحًا - بتوقيت القدس

فعل الإجرام واحد

تلخيص

على الذين يُخططوا، يُبرمجوا، يعملوا، على مواجهة المستعمرة الإسرائيلية أن يدركوا أن الفريق الحاكم لديهم من: اليمين واليمين المتطرف والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، يتمسكوا ويعملوا على أن: 1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، 2- أن الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة، أي جزء من خارطة المستعمرة، ويتصرفوا على هذا الأساس الأيديولوجي السياسي التوسعي العسكري الأمني، ولذلك ينفذوا برنامجهم، نحو اتجاهين أولهما زيادة الاستيطان والمستوطنين، في القدس والضفة، وثانيهما التخلص ما أمكن من أصحابها وشعبها، من سكانها العرب الفلسطينيين.


ما تفعله المستعمرة من جرائم وقتل وتدمير في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى الآن، في هذا الاتجاه ولا زالوا، وجريمتهم المنتظرة في منطقة رفح، لن يترددوا في ممارسة كل المبيقات الإجرامية من قتل وتصفية وتدمير لدفع الفلسطينيين المرحلين من شمال ووسط القطاع، إلى جنوبه، دفعهم نحو اختراق الحدود المصرية ليكونوا خارج خارطة فلسطين، نحو سيناء أي خارج قطاع غزة.


سيناريو قطاع غزة سينقلوه إلى القدس والضفة الفلسطينية ليعملوا على دفعهم نحو النهر، والذي لم يعد نهراً، أي باتجاه الأردن، وبالتالي يرموا القضية وتبعاتها من قطاع غزة إلى مصر، ومن القدس والضفة نحو الأردن.


في عام 1948، عام النكبة والهجرة والتشرد واللجوء، نجحت المستعمرة في رمي القضية الفلسطينية وتبعاتها إلى الحضن اللبناني والسوري والأردني، وبقيت كذلك بكل متاعبها ومشاكلها وتداعياتها، حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات إعادة الموضوع والعنوان والفعل الفلسطيني من المنفى إلى الوطن اعتماداً على عاملين : نتائج الانتفاضة أولاً، واتفاق أوسلو ثانياً، وبذلك تحول الثقل والنضال والمؤسسة الفلسطينية من المنفى إلى الوطن، وغدت المواجهة بين الشعب الفلسطيني وعدوه، الذي ليس له عدواً غيره: من يحتل أرضه، ويصادر حقوقه، وينتهك كرامته.


ما يسعى له الفريق الحاكم لدى المستعمرة إعادة الموضوع الفلسطيني من الوطن إلى المنفى، عبر إعادة رميها خارج فلسطين كما سبق وكانت قبل الانتفاضة الأولى وقبل اتفاق أوسلو.


على الفلسطينيين والأردنيين وسائر العرب والمسلمين والمسيحيين، ومن يؤمن بحق الفلسطينيين في وطنهم، وينحاز لعدالة قضيتهم، ومشروعية نضالهم ومطالبهم، أن يفهم ويدرك ويلمس حقيقة مشروع المستعمرة وحكامها الحاليين وهم الأغلبية الإسرائيلية، بهدف العمل على إحباط مشروعهم وبما يتعارض مع أهدافهم، باتجاه دعم بقاء الفلسطينيين وصمودهم في بلدهم، عبر تقديم الأدوات والأفعال والروافع العملية والمادية والسياسية والتغطية المالية لهم ، ليتمكنوا من مواصلة نضالهم في مواجهة العدو الوطني والقومي والديني والإنساني: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.


ما تفعله قوات المستعمرة وأجهزتها في الضفة الفلسطينية، شبيه بما تفعله في قطاع غزة، حتى ولو كانت أفعالها أقل من حيث الكمية المهدورة من الدم والبشر والحياة، ولكنها النموذج المدمر الذي تفعله، وتسعى لأن تفعله في القدس والضفة الفلسطينية، هو نفس الفعل الإجرامي الذي فعلته، وتفعله في قطاع غزة، أي نحو الشعب الفلسطيني الواحد في كافة أماكن ومواقع تواجده وحياته.

دلالات

شارك برأيك

فعل الإجرام واحد

المزيد في أقلام وأراء

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

حوار عربي أوروبي في عمّان

جواد العناني

حرب نفسية عنوانها : تهديد اسرائيلي وضغط أميركي

حديث القدس

الأمم المتحدة والإعتراف بفلسطين دولة

ناجي شراب

خطاب ديني يواري سوأة المغتصِب

سماح خليفة

نتياهو قرر إفشال الهدنة وصفقة التبادل

بهاء رحال

تعرية التحالف الاستعماري

حمادة فراعنة

عزلتهم تزداد وهزيمتهم مؤكدة

وسام رفيدي

عاش الاول من أيار ..عيد العمال الأحرار

حديث القدس

"سان ريمو" إرث استعماري يتجدد ضد فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

لماذا تقلق النخب من الحراك الطلابي المعادي لسياسات إسرائيل والمؤيد لغزة بالجامعات الأمريكية والغربية ؟!

محمد النوباني

أزرار التحكم... والسيطرة!

حسين شبكشي

ما أشبه الليلة الفلسطينية بالبارحة الفيتنامية

عيسى الشعيبي

الانتماء لفترة الصهيونية

حمادة فراعنة

الجنائية الدولية وقرار اعتقال نتنياهو ... حكمة أم نكتة

سماح خليفة

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 204)

القدس حالة الطقس