أقلام وأراء

السّبت 11 مارس 2023 10:39 صباحًا - بتوقيت القدس

معادلة..... مع السلامة أيها السلام

 بقلم : حمدي فراج


مع السلامة أيها السلام ، عملية هنا يقابلها عملية هناك ، و ما يتبع كل عملية من استحقاقات و إجراءات بوقع أشد ايلاما أحيانا من مخلفات العملية ذاتها كهدم المنزل والاعتقالات التي من الآن فصاعدا سنشهد احكاما بإعدام المنفذين .

كان سلاما زائفا مبنيا على الخداع ، و مخطيء كل من اعتقد انه دام ثلاثين سنة ، آخر عشر سنوات تقريبا لم يكن هناك أي محادثات سياسية ، بعد اقل من ثلاث سنوات على الاحتفالات بتدشينه كانت هبة النفق ، بعدها بأربع سنوات اندلعت اعمال ثاني اكبر الانتفاضات في فلسطين ، ما عرفت بانتفاضة الأقصى ، التي لم تضع اوزارها قبل اغتيال مفجرها الشهيد ياسر عرفات .

ظل المناخ السائد لهذا السلام الزائف ماثلا ، و ظلت القيادة الرسمية الفلسطينية متمسكة بهذا السلام ، مؤمنة ان الإدارة الامريكية الديمقراطية بقيادة أوباما ستفرضه فرضا ، و كان لها ان فازت مرتين ، الامر الذي تطلب انتظارها ثماني سنوات (من 2008 الى 2016) ، و لكن شيئا لم يفرض و لم يتحقق ، حتى جاء دونالد ترامب ومعه صفقة القرن و القدس الموحدة عاصمة ابدية لإسرائيل ، تشريع الاستيطان في الضفة الغربية وانهاء قضية اللاجئين المستعصية بحل وكالة غوثهم وتشغيلهم (الاونروا) .

بدأت ارهاصات انتفاضة ثالثة من نوع مختلف عن الأولى والثانية والتي نشهد هذه الأيام امتداداتها و تجلياتها ، بدأت عام 2015 ، والتي عرفت بانتفاضة السكاكين و عمليات الدهس ، ثم نفق الحرية الذي فجر كتيبة جنين وعرين الأسود والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل في محاولة القضاء عليها تحت مبرر ان السلطة لم تعد قادرة السيطرة عليهما .

إن ما أخذته إسرائيل على السلطة انها غير قادرة ، تستطيع السلطة ان تأخذه على إسرائيل من انها غير قادرة على لجم المستوطنين و ما ارتكبوه من عشرات الجرائم آخرها في محرقة حوارة ، و من حيث انها غير قادرة على كشف عمليات اختراقاتها الأمنية آخرها في القدس و تل ابيب و بيتار عيليت ، ناهيك عن المظاهرات التي تجتاحها اليوم بمئات الاف المشاركين ، و تهدد ببقائها كدولة ديمقراطية (علمانية او يهودية) ، بمستوطنات او بدون ، شعب واحد أم أكثر .

كان سلاما أرعنا ، ارادت منه إسرائيل تحييد حركة فتح كأكبر حركة في الثورة الفلسطينية ، كما فعلت مع مصر كأكبر دولة عربية في سلام كامب ديفيد ، ولكنها لم تنجح ، صحيح انها نجحت في اضعاف الحركة عبر احداث بعض التشققات هنا و هناك ، و لكن هذا سرعان ما ينقضي حين تقرر الحركة ذلك من اعلى الى أسفل ، ما تفعله اليوم شارعيا و ميدانيا من أسفل الى أعلى .

مع السلامة أيها السلام ، الذي نشدناه مع دولة تحتاج هي الى السلام مع نفسها ، و لم يبق منذ انتخاب "ابطالها القوميين ورموزها التوراتيين" بن غفير و سموترتش ، الا ان نقوم نحن الفلسطينيين ، و من معنا من العرب العاربة وجماعة ابراهام ، بمد يد المساعدة لانقاذها من نفسها .

دلالات

شارك برأيك

معادلة..... مع السلامة أيها السلام

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس