المحرقة التي ارتكبتها قطعان المستوطنين في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية هي امتداد لجرائم واعتداءات هذه القطعان على أبناء شعبنا وأرضنا وممتلكاتنا ومقدساتنا، بدعم وحماية جيش الاحتلال الذي سهّل على هؤلاء مهمتهم باحراق المنازل والسيارات والمحلات التجارية واحدى المدارس والاعتداء على المواطنين في اكبر عملية عقاب جماعي ما ادى الى استشهاد مواطن واصابة 392 آخرين.
قطعان المستوطنين الذين داهموا البلدات الفلسطينية تم نقلهم عبر وسائط نقل وهي تعرف انهم ذاهبون لهذه البلدات لاحراقها وارتكاب ابشع الجرائم بحق المواطنين تحت مزاعم وادعاءات مختلفة، ولكنها تدلل على عمق الكراهية التي تكنها هذه القطعان لشعبنا رغم انهم يقيمون في مستوطنات اقيمت على الارض الفلسطينية المحتلة الخاصة التي احتلوها رغما عن اصحابها وبقرارات من الحكومات الاحتلالية المتعاقبة في اطار محاولات هذه الحكومات لتصفية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لصالح دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
فالكثير من قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين يعلنون ليل نهار بأن هذه القطعان تشكل خط الدفاع الاول عن دولة الاحتلال واحتلالها للارض الفلسطينية التي تدعي بأنها يهودية ، بل انها تعمل بكل السبل من اجل ضمها وتهويدها وزيادة عدد المستوطنين والبناء الاستيطاني ليصل في غضون سنوات معدودة الى مليون مستوطن يمارسون جرائم بدعم من قوات الاحتلال وتحت حمايتها بحق شعبنا، لجعله يرحل عن ارضه اما طوعا او من خلال الجرائم التي تنفذ ويندى لها جبين الانسانية والعالم الذي لا يحرك ساكنا ولا يفرض عقوبات على دولة الاحتلال باستثناء بيانات الشجب والاستنكار التي اصبحت بلا قيمة ولا تساوي الحبر الذي تكتب به ما دامت مجرد بيانات دون ان يتم تجسيدها على ارض الواقع.
كما ان محاولات نتنياهو وغيره دعوة قطعان المستوطنين بعدم اخذ القانون بأيديهم هي دعوات لذر الرماد في العيون، حيث ان الحقيقة هي ان نتنياهو وجميع اقطاب حكومته يدعمون هذه القطعان ويشجعونهم على ارتكاب الجرائم بحق شعبنا.
ان الرد على هذه الجرائم والحرائق يتطلب اولا وقبل كل شيء اعادة تشكيل لجان الحراسة الشعبية سواء في النهار او الليل ليتسنى للمواطنين صد الاعتداءات من قبل هذه القطعان التي لا يمكن صدها الا بالقوة وهي جبانة ولكن حماية قوات الاحتلال لها هي التي تساعدهم على ارتكاب الموبقات والجرائم.
وعلى الجانب الفلسطيني تقديم كل الدعم والمساندة لهذه اللجان وتوفير الحماية لها من قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ، واعادة الاعتبار لجماهير شعبنا من خلال عدم الابتعاد عنها ومشاركتها في كل ما يخصها ويخص القضية الفلسطينية ، فالانعزال عن الشعب عواقبه وخيمة على الكل وفي المقدمة القضية الفلسطينية ، فشعبنا الذي قدم ولا يزال يقدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية قادر على التصدي لهذه القطعان اذا ما وجد الدعم والمساندة اللازمين.