حديث القدس
من يشاهد ما يجري في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، يدرك ان الأمور تشير باتجاه تطور الأوضاع لتشمل كل فلسطين التاريخية، خاصة في ظل مواصلة دولة الاحتلال التغول واستهداف الشعب والارض والمقدسات وكل ما يمت للفلسطينيين بصلة.
والاحداث في الضفة ما هي إلا انعكاس للواقع الذي نعيشه جراء احتلال غاشم لا يعرف سوى لغة القوة في محاولة منه لتحقيق أهدافه من خلال هذه القوة، ولكنه يعلم أو لا يعلم بأن القوة الغاشمة مهما بلغت فإنها لا تهزم إرادة الشعب الذي يريد الحياة والتخلص من الاحتلال مهما بلغ الثمن الذي سيدفعه من دماء أبنائه.
وما دامت الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس، تنتفض ضد دولة الاحتلال، فإن لهذا الانتفاض الذي لا نعرف مداه، وقدرته على التحول لانتفاضة عارمة تجبر الاحتلال على التسليم بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة كثبوت الجبال، فإن الامر يتطلب وبشكل ملح وضروري العمل على التغيير على الصعيدين السياسي والجغرافي.
ونقصد هنا ان على جميع القوى والفصائل والقيادات العمل على تغيير استراتيجياتها واللحاق بالسرب الجماهيري الذي ملّ الاحتلال، واستطاع ان يلمس بأنه بدون تغيير أساسي في النهج السياسي الفلسطيني والاقلاع عن مرحلة المراوحة في المكان، فإن الامور ستسير من سيء الى أسوأ.
ولذا على القيادات والفصائل التقاط اللحظة الراهنة التي هي مرحلة استعداد جماهير شعبنا لتقديم المزيد من التضحيات الجسام من أجل تغيير الواقع الذي نعيشه تحت احتلال لا يرحم ويستغل حالة الشلل على مستوى القيادات والفصائل لمواصلة فتكه بشعبنا وأرضه ومقدساته ومصادرة وتهويد ما يمكن تهويده، خاصة مدينة القدس التي تتعرض لهجمة شرسة هدفها تهويد المدينة وتزوير تاريخها وطمس معالمها العربية الاسلامية والنيل من المسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
ان الظروف الراهنة مهيأة لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني والاقلاع نحو التغيير لحاقاً بالشعب الذي أربك الاحتلال من خلال ما يقوم به الشبان الذين يلقون التأييد والحاضنة من قبل شعبهم الذي يئس من الوضع الراهن ومن القيادات والفصائل التي تفضل مصالحها الحزبية والشخصية على حساب القضية والوطن. وليعلم الجميع بأنه اذا ما تم تفويت هذه الفرصة السانحة من اجل لم الشمل الفلسطيني وتغيير النهج والسياسات والرهانات فإن التاريخ لن يرحم أحداً.