Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 23 نوفمبر 2024 9:58 صباحًا - بتوقيت القدس

الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. خلود العبيدي: الفيتو الأمريكي تجاوز للقانون الدولي لأن حفظ السلم والأمن من الواجبات الأساسية لمجلس الأمن


د. رفعت سيد أحمد: فيتو أمريكا امتداد للنفاق السياسي واستكمال لتاريخ طويل من تدخلاتها لحماية الاحتلال الإسرائيلي

عزيز العصا: أمريكا أصبحت مكرسة لما يستجيب للطموحات المجنونة والشاذة التي تُعشعش في عقول قادة الاحتلال

أمير مخول: مجلس الأمن غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية ما يستدعي تشكيل كتل وتحالفات دولية

مهند حافظ أوغلو: واشنطن تستخدم هذا الفيتو أداة لتصعيد الأوضاع وفرض رؤيتها في المنطقة سعياً لخلق شرق أوسط جديد



استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الأربعاء الماضي، حق النقض (الفيتو) لإفشال قرار في مجلس الأمن لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، ما يؤكد دعمها المطلق لحكومة اليمن المتطرف الإسرائيلية في المحرقة التي دخلت عامها الثاني في غزة.


ويرى كتاب ومحللون تحدثوا لـ"القدس" أن تصويت واشنطن منفردة ضد القرار، يضعها في مواجهة جميع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم حلفاؤها التقليديون، ما يؤكد عزلتها السياسية مع إسرائيل، وذلك لإصرارها على نهجها المعادي للشعب الفلسطيني وللعدالة وللقانون الدولي، مشيرين إلى أنها ترى في إسرائيل رأس الحربة لمشروعها الاستعماري في المنطقة.

وحذروا من أن الفيتو الأمريكي تستخدمه أمريكا ورقة ضغط لفرض رؤيتها في المنطقة سعياً لخلق شرق أوسط جديد، ما يُنذر بأن الأوضاع ستتصاعد والعدوان الإسرائيلي سيتوسع، ما يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وأكدوا أن الحديث الأمريكي عن التهدئة والمساعدات الإغاثية ما هو إلا كذبة سياسية أمريكية، تهدف إلى التغطية على انحيازها المطلق للعدوان الإسرائيلي، وللمحافظة على الوضع القائم، وهو ما يؤكده استخدامها الفيتو الأربعاء الماضي، في حين تستفحل المجاعة في قطاع غزة، وينتشر القتل والترويع والأوبئة، والضحايا في الطرقات وتحت الركام، جُلهم من الأطفال والنساء.

 


أمريكا تعرقل عمل المنظمة الدولية


قالت الدكتورة خلود العبيدي، المتخصصة في العلوم السياسية والقانون الدولي: "مرة أُخرى تنتهك الولايات المتحدة القانون الدولي بالتصويت منفردة مقابل ١٤ صوتاً ضد مشروع قرار مقدم من ١٠ من أعضاء المجلس المنتخبين يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة تحترمه جميع الأطراف".

وأضافت أن "مشروع القرار يؤكد المطالبة بامتثال الأطراف للالتزامات الواقعة على كاهلها بموجب القانون الدولي في ما يتعلق بالأشخاص الذين تحتجزهم وبتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من الحصول فوراً على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة".

وأكدت د. العبيدي أن حق النقض الذي تمارسه الولايات المتحدة تجاوزللقانون الدولي لأن حفظ السلم والأمن الدولي من الواجبات الأساسية لمجلس الأمن، ولا يحق للولايات المتحدة أن تقف ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، وأن الولايات المتحدة بتصرفها هذا تعرقل عمل المنظمة الدولية. 

وأشارت إلى أن "وظائف وسلطات مجلس الأمن تنص عليها المادة 24 من الميثاق، وأن وظائف مجلس الأمن وواجباته هي "حفظ السلم والأمن الدولي، ومُنحت للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس لكي تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية من أجل السلم وليس عرقلة عمل الأمم المتحدة".

وأشارت العبيدي إلى أنها قدمت رسالة سابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أكدت فيها أن المادة ٢٤ من الميثاق لا تمنح حقاً للنقض، بل تنص على أنه "يُعهَد لأعضاء مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم والأمن، ويوافقون على أن المجلس يعمل نائباً عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات"، فالفقرة 24 لا تمنح حقاً بالنقض.

وأضافت أن المادة 24- الفقرة الثانية تنص على أن مجلس الأمن في أداء هذه الواجبات يجب أن يعمل "وفقاً لمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس الأمن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات".

وأكدت العبيدي أن استخدام حق النقض في مشروع القرار يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة في مقاصد الهيئة ومبادئها.

وأضافت أن المادة الثانية (الفقرة ١) تنص على أن الأمم المتحدة "تقوم على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها"، مشيرة إلى أن التصويت بالنقض يبرهن على استهانة الولايات المتحدة بإرادة المجتمع الدولي وبمقاصد وأهداف المنظمة الدولية.


التوجه السياسي الأمريكي إسرائيلي الهوى


قال الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للبحوث والدراسات في القاهرة: "أعتقد أن الفيتو الأمريكي يُشكّل استكمالاً لتاريخ طويل من التدخلات الأمريكية لحماية الاحتلال الإسرائيلي، سواء على الصعيد العسكري، كما نرى في هذه الحرب الأخيرة حيث تُستخدم كافة الأسلحة الأمريكية المتوفرة للكيان، أو على الصعيد السياسي من خلال المنظمات والهيئات الدولية التي توفر له الغطاء السياسي الكامل على مستوى العالم".

وأضاف: "تاريخياً، هذا الكيان محمي أمريكياً، وهذا الفيتو هو جزء من سلسلة طويلة من الحماية الأمريكية له".

وأشار سيد أحمد إلى أن "الفيتو الأمريكي الأخير يُؤكد النفاق الأمريكي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية". وأضاف: "يزعمون أنهم يسعون لتحقيق السلام، ولكن في الحقيقة، ما يسعون إليه هو تأجيج الحروب"، لافتاً إلى أن وضع الثقة في السياسة الأمريكية هو أمر في غير محله، لأن الأمريكي، في توجهه السياسي، إسرائيلي الهوى بالكامل، كل السياسة الأمريكية هي في جوهرها سياسة إسرائيلية.


المقاومة والمقاطعة عربياً لإسرائيل وأمريكا


ورأى د.سيد الحمد "أن الاحتماء الحقيقي للأمة العربية يكمن في خيار المقاومة، وهذا الخيار ليس مقتصراً على الفلسطينيين أو اللبنانيين فقط، بل يشمل الأمة العربية ككل، وخصوصاً جيوشها".

وقال: "من الضروري أن تتحرك هذه الجيوش لفرض إرادة قوية على العدوين الإسرائيلي والأمريكي".

وأكد أن "هناك العديد من الأشكال الممكنة لهذا التحرك، سواء على المستوى العسكري أو عبر الأنظمة العربية"، موضحاً أن أحد أبسط هذه الأشكال هو المقاطعة العربية لإسرائيل وأمريكا، خاصة أمريكا، لأنها، كما ذكرنا، تمثل إسرائيل بشكل مباشر."

وقال "إضافة إلى ذلك، توجد أدوات فعّالة للمقاطعة الاقتصادية يمكنها إيلام الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة على حد سواء، ودفعهما نحو العدالة في هذا الصراع والتخلي عن النفاق."

وختم بالتأكيد على أن "الحماية الأمريكية للكيان الإسرائيلي ليست سوى حماية للعدوان نفسه، وأي توصيف آخر يُعد خاطئاً، فالعدو الحقيقي الذي نواجهه هو أمريكا، وليس إسرائيل فقط."


أمريكا تعد إسرائيل رأس الحربة لمشروعها الاستعماري بالمنطقة


وأكد الكاتب والباحث عزيز العصا أنه "منذ إنشاء الدولة العبرية، لم تنظر أمريكا إلى المنطقة إلا بعين واحدة، ترى فيها إسرائيل رأس حربة لمشروعها الاستعماري في المنطقة، وما يحقق مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية".

وأشار إلى أنه "في آخر ثلاثة عقود تربع اليمين على رأس الدولة العبرية، فأصبحت أمريكا مكرسة لكل ما يستجيب للطموحات المجنونة والشاذة التي تعشعش في عقول قادة الاحتلال، الذين لم يعودوا يرون وجود أي شريك فلسطيني من البحر الى النهر، علماً أن حجمهم الديموغرافي يتجاوز النصف".

وأضاف: "إن هذا التمادي الإسرائيلي تجاه شعب يمتلك الأرض والتاريخ والحضارة، ما كان ليحدث لولا الدعم الأمريكي المطلق، الذي يشكل جزءاً رئيساً من الموقف الدولي المنحاز".

وأشار إلى أن المفاوض الأمريكي، الذي يلبس ثوب الوسيط في المنطقة، هو إسرائيلي بامتياز، وأي عبارات تخرج منه تظهر حياديته هي ذر للرماد في العيون.

وقال: "إن أي نشاط أمريكي في المنظمات الدولية، على رأسها مجلس الأمن الدولي، هو نشاط إسرائيلي بامتياز".

وأضاف العصا: "إنه من غير المنطقي توقع عدالة من الولايات المتحدة تضغط بها على إسرائيل للكف عن جرائمها بحق الفلسطينيين، بما في ذلك الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والمخططات الاستيطانية والتدمير الممنهج في الضفة الغربية ولبنان".

وأشار إلى أن "ما يحدث في لبنان من تدمير للبنى التحتية واستهداف لسيادة الدولة هو جزء من هذه السياسة".


الولايات المتحدة أصبحت معزولة


وقال المحلل والكاتب السياسي أمير مخول: "أعتقد أن الفيتو الأمريكي الأخير له دلالات مختلفة نوعاً ما، فالموقف ليس موجهاً فقط نحو المنطقة أو الموقف الأمريكي التقليدي، بل يشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت معزولة، وهذا التطور مهم، ويجب أن تدركه الولايات المتحدة".

وأضاف: "حتى الدول الأعضاء الأُخرى في مجلس الأمن لم تستخدم حق الفيتو في هذه القضية. على العكس، معظمها ساند القرار، وهو ما يبرز دعم أغلب دول العالم لموقف مغاير، وهذه الوقائع تؤكد أن النظام العالمي القائم حالياً، كما نعرفه، لا يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في حل القضية الفلسطينية".

وأكد مخول أن "التحول الذي أُطلق في البداية على المستوى الفلسطيني، بدأ ليكتسب وعياً عربياً أيضاً. هذا الوعي يُعنى بضرورة تشكيل كتل وتحالفات دولية تشمل: فلسطين والدول العربية ودولاً إسلامية وأفريقية ودولاً أُخرى حول العالم، خاصة أن أمريكا اللاتينية تشكل الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأشار إلى أنه "في نهاية المطاف، تبين أن مجلس الأمن غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، بل هو معطل تماماً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيما قد يكون قادراً على اتخاذ قرارات في قضايا أُخرى، إلا أن فلسطين تتصدر العوائق".

أما بالنسبة للفيتو الأمريكي، فقال مخول انه لم يكن مفاجئًا. فالموقف الأمريكي دائمًا ما كان ثابتًا، ومن غير المتوقع أن يتغير إلا في حال حدوث تحول جذري في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وهو أمر يبدو بعيد المنال.


الحديث الأمريكي عن التهدئة لإبقاء الوضع القائم


أما الدعوات إلى التهدئة وتقديم المساعدات الإغاثية، فأكد مخول أنها تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم.

وقال: "الولايات المتحدة قد تعلن في بعض الأحيان نيةً لوقف الحرب، لكن عملياً تستمر في دعم إسرائيل بكل المقومات التي تدعم حربها، وهذا يثبت أن الولايات المتحدة ليست وسيطاً محايداً، بل هي طرف أساسي، وأهم طرف إلى جانب إسرائيل في هذه القضية".


المساعدات الإنسانية كذبة سياسية أمريكية


وبخصوص المساعدات الإنسانية، قال مخول: "أعتقد أنها مجرد "كذبة" سياسية أمريكية، فكل المشاريع التي تُطرح تحت مسمى الإغاثة والمساعدات الإنسانية تهدف فقط إلى تخفيف وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وليس إلى إنهائه أو تقويضه، كما حدث مع المبادرة الأخيرة التي تم إطلاقها، مثل "الرصيف البحري"، الذي تم تأسيسه قبل أشهر، وذهب مع الريح".

وأكد أن "هدف أمريكا من تقديم المساعدات الإنسانية هو استخدامها كأداة ضغط ضد نتنياهو، وأحياناً كورقة مفاوضات مع الفلسطينيين والعرب، لكنها لا تؤدي أي دور فعلي أو حقيقي، لو أرادت الولايات المتحدة دخول المساعدات بشكل حقيقي، لكانت ضغطت على إسرائيل لفتح المعابر جميعها من رفح إلى أبو سالم، ومن المعابر البحرية إلى تلك عبر الدول العربية مثل الخليج والأردن".

واشار مخول إلى أن "أزمة الحصار على غزة، خاصة الكميات الضخمة من المساعدات المخزنة في العريش المصرية والتي تمنع إسرائيل دخولها، هي دليل على فشل هذه المحاولات".

وأضاف: "لذلك، فإن المسعى الأمريكي هنا لا يتعدى كونه نوعاً من تجميل الموقف الأمريكي و"أنسنة" هذا الموقف، على رغم أنه في الواقع شريك في الجريمة الإسرائيلية بكل أبعادها منذ بداية الحرب وحتى اليوم.


الفيتو الأمريكي يكرس واقعاً تصعيدياً يتوسع جغرافياً 


بدوره، قال الأكاديمي والباحث السياسي التركي د.مهند حافظ أوغلو: "إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) بشأن الأحداث الجارية في المنطقة يعكس أمرين،

أولهما أن الولايات المتحدة هي شريك أساسي وداعم رئيسي لكل ما يجري من تصعيد وعنف في المنطقة، سواء في قطاع غزة أو جنوب لبنان، وربما في مناطق أخرى لاحقاً". وأكد أوغلو أن "واشنطن تستخدم هذا الفيتو كأداة لتصعيد الأوضاع وفرض رؤيتها على الفاعلين غير الدوليين في المنطقة، سعياً لخلق شرق أوسط جديد يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية".

وأضاف: "والأمر الثاني أن الفيتو الأمريكي يُظهر رغبة في تعقيد الأوضاع أمام إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لدى عودته إلى البيت الأبيض".

وأوضح أوغلو أن المرحلة الحالية تتسم بخطورة كبيرة ووتيرة تصعيدية متزايدة تهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل وحماية مصالحها، مع استمرار الدعم المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشار الباحث التركي إلى أن "السياسات الأمريكية الحالية، بغض النظر عن الإدارة الحاكمة، تسعى لتكريس الدعم لإسرائيل تحت شعارات ووعود واهية تهدف فقط إلى خداع الرأي العام". 


الوضع سيبقى دون أي تغييرات ملموسة قبل منتصف الصيف


وأضاف أن الوضع في المنطقة سيظل على حاله دون أي تغييرات ملموسة قبل منتصف الصيف المقبل، متوقعاً تصعيداً مستمراً خلال الأشهر الثمانية القادمة، مع توسع رقعة العنف جغرافياً وزيادة حدته.

وختم د. أوغلو بالقول: "إن الفيتو الأمريكي ليس سوى أداة لتحقيق أهداف الولايات المتحدة في المنطقة، وهي أهداف تدعم إسرائيل بشكل مباشر وتكرس واقعاً تصعيدياً يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها".




دلالات

شارك برأيك

الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)