أقلام وأراء
السّبت 15 أكتوبر 2022 10:49 صباحًا - بتوقيت القدس
شراسة عصابات المستوطنين
بقلم: بكر أبوبكر
لايتورع المستوطنون في فلسطين عن الفتك بكل ما يمتّ للفلسطيني بصلة، ليس فقط بالاعتداء الجسدي الحاقد باليد والسلاح وتحت رعاية وحماية جيش الاحتلال، وإنما يتعداهٌ لكل ما يمكن أن يشكل مقومات للحياة، خاصة فيما يتعلق بالأشجار والمزروعات، والأرض والمركبات والبيوت والمدارس والمناطق الأثرية.
إن الملاحظات الجديدة على اعتداءات المستعمرين (المستوطنين) أنها أصبحت أكثر تنظيمًا بمعنى أنها تتخذ الشكل العصابي الإرهابي المنظم، والمدعوم من قبل أثرياء متطرفين، وبتدريب من الجيش نفسه أو أفراد منه، مع فتاوى حاخامية تبيح لهم الإرهاب ضد العرب والفلسطينيين.
وتميزت اعتداءات المستعمرين أيضًا بانتشار رقعتها الجغرافية على كامل مساحة فلسطين، وإمكانية تحرك هذه الجماعات بحرية لافتة من منطقة الى أخرى سواء في الضفة الغربية أوالقدس، أو الى الداخل أيضًا حيث تم إرهاب الفلسطينيين بالداخل، ما يؤكد الاستتاج الأول أنها اعتداءات منظمة وممولة ومدربة.
يفوق عدد مستعمري/مستوطني الضفة الغربية 824 ألف مستوطن، يعيشون في 198 مستوطنة، و220 بؤرة استيطانية (احصاء العام 2018م).
"أوتشا"، التابعة للأمم المتحدة في تقريرها لهذا العام 2022م، أشارت لاكثر من 3000 اعتداء من عصابات المستوطنين على الفلسطينيين بالعام الماضي، فهل لذلك ألا يكون حافزًا ومبررًا لانتفاضة عارمة جديدة ضدهم وضد مشغليهم؟
الى ما سبق تعيد أساليب عمل المستعمرين الإرهابيين اليوم الى الذهن ذات أفعال العصابات الصهيونية السابقة أجدادهم في "هاغاناه وشتيرن وأرغون/إيتسيل" إبان النكبة 1948م وما قبلها بكثير التي أنتجت الفظائع والمذابح المتتالية بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض، والتي جرى مؤخرًا الاعتراف بعدد غير معروف سابقًا منها، بعد طول صمت قبور.
إن مطالبات اليمين الصهيوني الحاكم بشرعنة الاستيطان والذي وصل لمطالبة الليكود بضم الضفة (مؤتمر عام 2017) يشكل داعمًا رئيسًا أيضًا لشراسة العصابات الإرهابية التي قد تنتقل للمذابح والطرد والسيطرة.
هذا عوضًا عن "تسامح" القضاء الاسرائيلي! بحق الإرهابيين المستعمرين (85% من القضايا ضد هجمات العصابات انتهت بلا شيء حسب منظمة "بتسيلم" ومؤسسة "يش دين" عام 2017 مثلًا.)
أكد مسؤول دائرة البحث الميداني في منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية (عام 2020م) أنه لا يوجد فرق كبير بين ما تقوم به عصابات المستوطنين حاليا وما كانت تقوم به عصابات الهاغاناه وغيرها سابقا." وقال "إن أعمال المستوطنين حاليا هي أشد خطورة وأكثر عنفا ولا مبرر لها وإنما هي اعتداءات لغصب ونهب وسرقة الأرض وكل شيء فلسطيني، وإن المستوطنين يظنون دوما أن هذه البلاد هي لهم وإنها هي الأرض التي وعدهم بها ربهم كما يقولون (؟!) وبالتالي سيقومون بكل الطرق بمصادرتها والسيطرة عليها".
بالإضافة للتمدد الجغرافي والعمل المنظم والاحترافي العُصابي للمستعمرين الإرهابيين فإن الدعم الإسرائيلي الحزبي والديني والرسمي يمدهم في غيهم ويستشرسون حيث يقول الباحث في "بتسيلم" أن السلطات الاسرائيلية " لا تقوم بتطبيق القانون على المستوطنين ولم تمنع مشروع الاستيطان الإسرائيلي أساسا، وكل ما ينتج عن الاستيطان والمستوطنين هو مسؤولية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة"،مضيفًا: "أنه من المفروض أن يحاكم الإسرائيليون على سكوتهم أمام اعتداءات واستمرار نهب الأراضي وسرقة المياه والموارد الطبيعة جراء الاستيطان".
الى ما سبق فإن امكانية أن ترتكب عصابات المستعمرين مذابح هي امكانية واردة لاسيما وهم مثقلون بأساطير وخرافات تبيح لهم كل شيء إرضاء لربهم المفتون بسفك الدماء؟! واقتداء بعصابات سبقتهم أدت مجازرها لقيام دولة الاحتلال. مع ملاحظة أن من أكثر الاعتداءات دموية في الأعوام الأخيرة، تمثلت بقيام المستوطنين بإحراق منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس، ما أى إلى استشهاد ثلاثة من أفرادها في تموز 2015، وحرق الطفل محمد حسين أبو خضير حيًا في القدس في تموز 2014.
ليست "شبيبة التلال"، هي العصابة الوحيدة وهي التي اخذت الإذن للعمل الإرهابي من "بنيامين نتنياهو"، بل وهناك العشرات من هذه العصابات، تلك المنتشرة سواء في القدس لغاية تدمير الأقصى وتهويد المدينة كليًا، أوفي أنحاء الضفة، بل وفي محيط غزة.
تدفع عوامل الكراهية والحقد والتحريض المتأتية من المدارس الدينية المتكاثرة بالقدس والمستوطنات، ومن حاخاماتها المتطرفين (أنظر كتاب: شريعة الملك أو توراة الملك، من تأليف الحاخامين المتطرفين يتسحاق شابيرا ويوسيف اليتسيور)،الى تأجيج مشاعر وأفعال عصابات المستعمرين وشراستهم حيث تُدخل في عقولهم أن أرض فلسطين أرضهم، وأنهم أمة أو "شعب" الرب الحصري وكأنه لم يخلق غيرهم! وما لهذا الإنغلاق الديني والتحريض العنصري من دافع إرهابي يمكن الشبيبة الإرهابية من الاستشراس وهي تلقى كل الدعم.
تطورت الهجمات الإرهابية للمستعمرين من الفردية الى الجماعية (قالوا أن حادثة الاعتداء على الأقصى عام 1969م ومذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994 هي فردية) رغم محاولة اغتيال رؤساء البلديات عام 1980 ذات الطابع المنظم، ومع صعود عصابة نتنياهو المسماة "شبيبة التلال" عام 2008 وفتاوى كتاب "شريعة الملك" وغيره التي أجازت قتل العرب بما فيهم الأطفال، فلقد توسعت الاعتداءات على الأرض حجمًا ومساحة بل وفي عدد المرتكبين للاعتداءات الإرهابية، والى ذلك ما رافقه من دعم واضح من اليمين الصهيوني السياسي والعسكري والديني خاصة بعد سيطرته على الحكم.
والى ذلك بدأت القيادات الصهيونية البارزة تمارس الإرهاب بشخوصها مثل (يهودا غليك) و(موشيه فيجلين) والشهير حاليًا الإرهابي عضو الكنيست (بن كفير) (كانت أمه إرهابية في منظمة "إيتسل"، ومن شابه أمه بالإرهاب فما ظلم!).
إن شراسة عمل المستعمرين المسلحين حتى الأسنان عددًا ودعمًا ومساحةً وتنظيمًا وفتكًا وعنصرية تنذر بتصعيد واعتداءات أكثر شراسة ودموية وحرب شرسة قادمة، قد تؤدي ليس الى زوال الفلسطينيين، وإنما الى تشجيعهم ودفعهم أكثر على المقاومة الشعبية، ما لايدركه ناهبو الأرض وغرباؤها، والعنصريون الإرهابيون، ما كشف عالميًا حقيقة الوجه القبيح"للديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط!"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
شراسة عصابات المستوطنين