Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 14 أكتوبر 2022 11:15 صباحًا - بتوقيت القدس

الوطن يعتبر جينا في تكوين الأحرار

بقلم الأسير زياد زهران "أبو أمل"
غنّت ديانا حداد عام 1998 أغنية بعنوان "يا بنتي أعذريني". كنا ورفيق العمر سعدي نسمعها لأول مرة في سيارته السوبارو أثناء تجوالنا في شوارع مدينتنا، ومسقط رأسنا، وعنوان صمودنا على أرض الأجداد، رغم كافة محاولات التهجير، والاقتلاع من الجذور.
كانت كلمات تلك الأغنية، وما زالت، تؤثر فينا، ببعدها الإنساني، والاجتماعي، ولم نكن نعلم أنّ القدر الذي قصدته ديانا سيصيبنا، كما أصاب الآلاف من أبناء وبنات شعبنا حرفياً كما غنّت. تصف كلمات الأغنية تراجيديا يعيشها شعب توّاق للحرية والسلام، ويغنيها في القلب آلاف الأسرى مع ترقرق الدموع في المقل حين تمر كلماتها في الذاكرة. يُغير الأسرى بعض كلمات الأغنية، لتتطابق مع ما يمر به الكل منهم. يغيّر أسير مطلع الأغنية لتلائم فقدانه لقاء طفله البكر، لتصبح "يا إبني أعذرني لو ما جبتلك لعبة"، وأسير آخر يغنيها "لو ما أخذتك مشوار"، وأسيرة تقول "لو ما أوصلتك للجامعة"، وقد تتطابق كافة كلمات الأغنية مع أسير آخر، دون تغيير.
في المحصلة النهائية، يجمع الأسرى والأسيرات على ختام الأغنية، فبدل أن تكون "لأن القدر ظلمنا أنا وأنت يا بنتي"، تصبح بحق وقناعة "لأن الاحتلال ظلمنا جميعاً أنا، وأنتَ، وأنتِ، وأنتن، وأنتم أبناء الشعب الفلسطيني الذي يستحق الحرية والسلام، فوجب القتال لإحلال السلام."
أصالة ابنة عماد الفلسطيني المعتقل، بعد 10 أشهر و9 أيام على ولادتها، عاشت دون رعاية والدها الذي لم يشاركها زهور الطفولة، وربيع الشباب، ولم يفرحها بهدية، أو مشوار، ولم يوصلها لمدرستها كباقي الأطفال. كبرت أصالة، وكبرت كلمات عتاب لا ينطقها اللسان. لماذا يا أبتِ ما زلتَ رهن القيود؟ فلطالما أوهِمنا أن الفرج قريب. من يقف بجانبك الآن سوى آلام الشوق، والامل بتبدل الحال...؟ يا أبتِ من أعطاك قراراً؟ من موَّلك؟ إن من كان رفيق سلاح لا يشعر الآن بالتقصير. يقبّل أبناءه كل صباح ومساء. يرافقهم في كل مناسبة، ويمتلك التصريح اللازم لمبيت في "إيلات"!
يا أبتِ، لا لوم عليك ومن حولَك، لكنه بوح من شدة شوق، واستغراب.
يا أبتِ، اليوم زفافي، وأنت الحاضر رغم غيابك. أخفي دمعي عن أمي، وعن زوج العمر، وكل المدعوين، وأتمنى من قلبي أنْ لا تتكرر تجربتي مع غيري. مع أولادي. كَوني أعلم بكل يقين أن الوطن في تكوين الأحرار يعتبر جينا.
في الأسر، لا يملك والد أصالة إلا الدعوات لها بالحفظ، والخير العام. يذهب والدها لصناعة ما يشبه حلوى، فيوزعها على رفاق الأسر، فيدعون له بالحرية العاجلة.

دلالات

شارك برأيك

الوطن يعتبر جينا في تكوين الأحرار

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)