Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 14 يوليو 2022 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس

خطوات بناء ثقة دون افق سياسي ...وماذا بعد؟؟

بقلم:د. هاني العقادمنذ ان حددت إدارة البيت الأبيض موعد زيارة جو بايدن للشرق الأوسط وفرق ادارته تعمل على مدار الساعة لتهيئة البيئة السياسية لهذه الزيارة في الشرق الأوسط خشية الفشل وعدم تحقيق اهدافها, لذلك سارعت الفرق المختلفة السياسية والأمنية والعسكرية الامريكية بالدفع باتجاه تحقيق انجاز سياسي وامني واقتصادي على الأرض على اكثر من محور بضمنها محور علاقة إدارة البيت الأبيض بالفلسطينيين وتحسين العلاقة السياسية والأمنية مع الفلسطينيين والإيحاء ان إدارة بايدن معنية بعلاقة جيدة مع الفلسطينيين بخلاف إدارة ترمب السابقة تتمثل بفتح افاق جديدة تبدا بتقديم المساعدات المالية للمؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية من مستشفيات وجمعات مدنية, لهذا اتصل انتوني بلينكن بالرئيس عباس وتحادث معه فاتحا بعض مسارات الامل والتي اعتبرها مازالت مسارات وهمية قد تختفي بعد انتهاء زيارة بايدن مباشرة , وفي زات السياق سارعت إدارة بايدن بإرسال نائبة وزير الخارجية الأمريكي (باربارا ليف) على راس وفد للقاء رفيع المستوي للمنطقة للقاء القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية والتحدث مع الرئيس أبو مازن في رام الله في محاولة لثنيه عن اتخاذ إجراءات من شانها ان توتر العلاقة مع دولة الاحتلال عشية زيارة بايدن للمنطقة وبالتالي تربيد الأجواء وتهيئتها لتتمكن إدارة بايدن من تحقيق أهدافها كاملة.

تدرك إدارة بايدن ان حالة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين اذا ما بقيت على حالها قد تفشل زيارة بادين لمنطقة الشرق الأوسط والتي تعلق امال ادارته على قدرتها لفتح مسارات مهمه امنية وسياسية واقتصادية تمكن واشنطن من إعادة ترتيب اوراقها بمنطقة الشرق الأوسط والحصول النفط والغاز العربي بأثمان مخفضة ، لذا فأنها تسعى لتعبيد مسار لإدماج دولة الاحتلال في المنطقة من خلال اتفاقات تطبيعيه امنية واقتصادية كبيرة تتوج باتفاق مع العربية السعودية و دولة الاحتلال كجزء من سياسة إدارة البيت الأبيض لإدخال السعودية رسمياً في اتفاق ابرهام الكارثي ومن ثم ادماج الفلسطينيين في الاتفاقات الإبراهيمية , لذلك سارعت ادارته الى استخدام ما لديها من علاقات استراتيجية مع دولة الاحتلال لدفعها تليين موقفها مع الرئيس أبو مازن وتقديم مزيد من إجراءات بناء الثقة ما يكفل عدم اقدام أبو مازن من اتخاذ إجراءات تربك المشهد السياسي في المنطقة بالكامل. دولة الاحتلال سارعت بإرسال وزير جيشها الي رام الله للقاء الرئيس أبو مازن لترطيب الأجواء مع الفلسطينيين وبحث ملفات من شانها ان تكسر حلقات الجمود في العلاقة بين الطرفين , من جانب اخر سارع كل من رئيس وزراء الاحتلال( يائير لابيد) ورئيس دولة الاحتلال (اسحاق هرتصوغ) للاتصال بالرئيس أبو مازن مستغلين مناسبة عيد الاضحى المبارك بحثا سويا سبل تحسين العلاقات مع الفلسطينيين , الا ان كل ذلك فشل حتى اللحظة بفتح مسار يمكن من خلاله إزالة كل عوامل التوتر بين الطرفين وما حملة قادة دولة الاحتلال لأبو مازن فقط بعض التسهيلات الاقتصادية والأمنية دون ان يكون هناك افق لرؤية سياسية من شانها ان تعيد الامل للفلسطينيين ,هذا ما اعتبره مسؤولون فلسطينيون ان اللقاء لم يحرز أي تقدم , وقد ابلغ الرئيس (أبو مازن) (بيني غانتس) "بان كل الإجراءات الأمنية والاقتصادية لا طائل فيها في ظل غياب الأفق السياسي".

اكثر من لقاء بين وزير جيش الاحتلال والرئيس أبو مازن ولم يخرج الحديث عن تسهيلات تقدمها دولة الاحتلال للسلطة فيما يركز الرئيس أبو مازن علي ان الحل ليس تسهيلات وانما المطلوب كسر الجمود السياسي وفتح مسار لعملية سلام حقيقية تنهي الصراع , هذا هو اللقاء الرابع منذ ان تولي بايدن إدارة البيت الأبيض بين (بيني غانتس ) والرئيس أبو مازن دون ان ينجح أي منهم في بحث المسار السياسي بجدية , اللقاء الأخير كان تهيئة لزيارة بايدن ليس اكثر مع ان الرئيس أبو مازن كان يأمل ان يشكل هذا اللقاء مدخلا لافق سياسي عشية زيارة جو بايدن الا ان هذا لم يحدث , اليوم قالت وزارة جيش الاحتلال ان إسرائيل تقدم بعض التسهيلات للفلسطينيين لبناء الثقة مع الفلسطينيين تتمحور حول زيادة عد التصاريح من الضفة وغزة وجمع شمل 5500 فلسطيني و المصادقة على ستة خرائط هيكلية للفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وفتح معبر جديد في شمال الضفة بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية . الحقيقة ان اسرائيل تفهم بناء الثقة ليس أكثر من تسهيلات والفلسطينيين يفهموها بوقف الاستيطان ووقف اقتحامات المدن الفلسطينية ووقف تشجيع اقتحامات المسجد الأقصى من قبل الجماعات المتطرفة وهدم البيوت ووقف الاعدامات الميدانية والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين. لعل اعلان مسؤولين إسرائيليين ان البيت الأبيض اطلق اسم " اعلان القدس" علي البيان المشترك بين إدارة بايدن وإسرائيل يشكل تغطية علي عدم بحث ملفات سياسية تعبد لعلمية سلام حقيقية وهو لإيهام الجميع ان زيارة بايدن قد أسست لمرحلة سلام جديدة بالمنطقة يواجه الجميع من خلاله التهديد الإيراني و يعتبره الهدف الأول لإدماج إسرائيل وهذا فقط لتبرير تعبيد مسار سياسي للملف الفلسطيني يأتي من البوابة العربية كأفق لعملية سياسية تبدا بعد ادماج دولة الكيان في الإقليم وتفرض حل ابراهيمي للصراع ليس اكثر تكون فيه القدس عاصمة سياسية لدولة الكيان وعاصمة دينية للجميع.

عشية زيارة بايدن للمنطقة يبرز للسطح سؤال كبير.. ماذا بعد؟ هل ستستمر إدارة بايدن في دفع بعلاقة إسرائيلية فلسطينية في إطار تسويق الحل الأمني الاقتصادي الذي أسس له الاتفاق الابراهيمي...؟ ام ان إدارة بايدن يمكن ان تفتح مسار سياسي حقيقي بين الطرفين يؤدي في النهاية الي انهاء الاحتلال والجلوس على طاولة المفاوضات برعاية دولية، على ما يبدو ان الإسرائيليين والامريكان يعتقدان ان الفلسطينيين في حاجة لتحسين حياتهم الاقتصادية وفتح افاق معيشية امام اجيالهم لان الظروف الاقليمية لا تسمح بالتقدم بخطة سياسية منفردة مع الفلسطينيين تنهي الاحتلال وتسمح بتطبيق حقيقي لحل الدولتين, وحسب المعطيات الحالية لا اعتقد ان إدارة بايدن معنية بان تبدأ مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لان ملف حل الصراع بدأت إدارة بايدن بدمجه في التحالفات الجديدة بالإقليم ولن يكون ملفا منفصلا وهذا يعني ان إدارة بايدن معنية فقط بغطاء تسهيلات بناء الثقة يساهم في ادماج الفلسطينيين خطوة خطوة في المشهد الابراهيمي ,واعتقد ان كل تلك الإجراءات لن تبني ثقة حقيقية حسب الرؤيا الامريكية ولن تمكن الأمريكيين والإسرائيليين من ادماج الملف الفلسطيني في الاتفاقات الابراهيمية وستفرض القضية الفلسطينية نفسها كقضية مركزية تتحكم باي تحالفات او اتفاقات تطبيع يكون هدفها دمج دولة الاحتلال في الإقليم وصياغة جديدة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الدولة الفلسطينية .

دلالات

شارك برأيك

خطوات بناء ثقة دون افق سياسي ...وماذا بعد؟؟

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)