Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 03 فبراير 2025 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

جنيباليا.. مأساة القرن

لم يكن تصريحاً عبثياً أو عفوياً، ذلك الذي نادى به وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش في شهر كانون الثاني الماضي، عندما دعا إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في مدينتي نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية، كما تفعل تل أبيب في جباليا شمال قطاع غزة. 


جاء ذلك في معرض تعليق سموتريتش على مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وإصابة سبعة إثر إطلاق نار قرب مستوطنة كيدوميم، وهي المستوطنة التي يعيش فيها، شرق قلقيلية في شمال الضفة الغربية. 


وقال سموتريتش في بيان: "يجب أن تكون الفندق (قرية في قلقيلية) ونابلس وجنين مثل جباليا، حتى لا تصبح كفار سابا مثل كفار غزة".


وتزامنت هذه الدعوة مع مطالبات عدة من قبل المستوطنين دعوا فيها وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى نقل نموذج غزة إلى الضفة، وحرق كل ممتلكاتها ونسف مبانيها وقتل مواطنيها، وتحويلها  إلى أنقاض، وعدم اقتصار حرب الإبادة على غزة.


لبى الجيش الإسرائيلي فوراً هذه الدعوات، فانطلق بعدوان واسع النطاق منذ أسبوعين كاملين على مدينة جنين ومخيمها ومدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونورشمس، ثم وسّع رقعة العدوان لتشمل محافظة طوباس، حيث مخيم الفارعة وطمون، مخلفاً نحو ٥٠ شهيداً عبر قصف دموي متواصل، وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والدواء، وإجبار المواطنين في المخيمات على النزوح. 


بالأمس ارتفعت وتيرة العدوان وفرضت على مخيم جنين مأساة كارثية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الضفة الغربية، عندما تم مرة واحدة تفجير نحو ٢٣ منزلاً في مشهدٍ مرعبٍ اهتزت بسببه جدران المنازل والأبواب والنوافذ على مسافة كيلومترات عدة، ليفرض الاحتلال على أهل المخيم مرارة معاناة نزوح جديدة، وهم الذين فقدوا لغاية الآن أكثر من  ١٠٠ بيت هدمها أو أحرقها أو فجرّها الاحتلال.


لبت حكومة نتنياهو مطالب سموتريتش، وعقدت آنذاك جلسة عاجلة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، خُصصت لبحث الوضع في الضفة الغربية، واتخذ نتنياهو قرارات لتقويض حلم ومشروع الدولة الفلسطينية، من خلال مواصلة الإرهاب بحق المواطنين، وهو نفسه الذي هدد بالعثور على القتلة ومحاسبتهم هم وكل مَن ساعدهم، "دون أن يفلت أحد من العقاب"، في حين دوّن  وزير الجيش  يسرائيل كاتس، عبر منصة إكس، تغريدة جاء فيها أن "إسرائيل  لن تسمح بأن يكون الواقع في (الضفة الغربية) كما كان عليه في قطاع غزة"، وأن "مَن يتبع طريق حماس في غزة ويرعى قتل اليهود وإيذاءهم سيدفع ثمناً باهظاً"، وفق تعبيره.


لقد استغلت إسرائيل حادثة إطلاق النار في قرية الفندق لتصب جام غضبها على شمال الضفة الغربية، وهي التي لا تحتاج إلى مبرر، فخططها منذ سنوات طويلة، وإجراءاتها على أرض الواقع تثبت قيامها بحرب طويلة الأمد، ومنذ سنوات عديدة مضت كانت الضفة مسرحاً لاقتحامات الجيش وهدفاً لاعتداءات المستوطنين.


جنين المحاصرة المقهورة كانت ولا تزال هدفاً استراتيجياً للاحتلال، ولاشك أن الصور والمشاهد  للدمار الهائل فيها تجعلها تشبه جباليا، وما عسانا نقول إلا (جنيباليا) مأساة القرن، في إشارة مختصرة لجنين وجباليا وكل مدن ومخيمات الوطن

دلالات

شارك برأيك

جنيباليا.. مأساة القرن

المزيد في أقلام وأراء

الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا

نعمان توفيق العابد

ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع

مروان إميل طوباسي

مسلسل إرهاب الاحتلال في الضفة لا يتوقف.. فكيف يكون الرد؟

محمد علوش

النظام الدولي الجديد.. والدولة الفلسطينية

محمد المصري

الأكراد ضحايا الجغرافيا

رمزي الغزوي

هل يقلب ترامب الطاولة على نتنياهو؟

رشاد أبو داود

إلغاء اتفاق أوسلو

حمادة فراعنة

التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟

عريب الرنتاوي

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

بقلم : محمد غازي الجمل

سوريا أمام المخاطر

عمرو الشوبكي

بالونات اختبار أمريكية

بهاء رحال

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

غزة بين التهجير والصمود

رام الله - "القدس" دوت كوم

ماذا يجري في الضفة !

ابراهيم ملحم

اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا

كريستين حنا نصر

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

الأمريكان ملهمش أمان !

إبراهيم ملحم

حرق المساجد في فلسطين

الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

أسعار العملات

الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.96

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 817)