أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 2:16 مساءً - بتوقيت القدس
إنها ليست مساعدة أمريكية لإسرائيل إنما هي جزية!
بقلم: جون في ويتبيك*
بعد انتشار التقرير الأخير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” عن الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد والاعتداء الوحشي على سكان غزة الذين يعيشون داخل سجن مفتوح، تجرأت مجموعة شجاعة من السياسيين الأمريكيين على تحدي الرئيس بايدن، حيث أكدوا على أنه سيكون من المشين الا نربط المساعدة الأمريكية لإسرائيل بأي سلوك إسرائيلي والتأكيد على أن مثل هذه المساعدات يجب أن تكون مشروطة على الاقل بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولي وقوانين أمريكا الخاصة فيما يتعلق باستخدام الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة.
في حين أن هذا المبادرة المتواضعة في الدعم المبدئي لحقوق الإنسان والقانون الدولي من قبل حتى مجرد بعض السياسيين الأمريكيين يجب أن يُنظر إليه على أنه أمر مشجع ، تدفع الحكومة الأمريكية لإسرائيل في الوقت الحالي بالحد الأدنى 3.8 مليار دولار سنويًا، هذه المبلغ تم التفاوض عليه في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، ومدة هذه المنحة تستمر لعشر سنوات ، اضافة الى مساعدات اخرى – لذلك يجب التحقيق في هذه المساعدات .
إسرائيل ليست دولة فقيرة، في أحدث الترتيبات للأمم المتحدة ، فان الناتج المحلي الإجمالي السنوي للفرد يبلغ 46376 دولارًا وتأتي في المرتبة 19 من بين 193 دولة عضو في الأمم المتحدة ، متقدمة على ألمانيا (20) والمملكة المتحدة (24) وفرنسا (26) والمملكة العربية السعودية (41).
لا يوجد اي دولة في العالم تقدم مساعدات مالية لدولة تصنف بين أغنى دول العالم. لذلك يجب أن تعكس هذه المساعدات علاقة ذات طبيعة مختلفة.
لنكن واضحين فإن المساعدات المالية التي تقدمها الحكومات الأمريكية وتلتزم بدفعها لإسرائيل لا يتم التفاوض عليها ودفعها لأن إسرائيل بحاجة إلى المال.
لكن يتم التفاوض عليها ودفعها لإظهار الخنوع والتملق الأمريكي لإسرائيل.
الكلمة الصحيحة لوصف مثل هذه المساعدات هي “دفع الأتاوة” ، والتي يكون تعريف القاموس لها “دفعة تُدفع بشكل دوري من قبل دولة أو حاكم إلى دولة أخرى ، لا سيما كدليل على التبعية”.
منذ أن هاجمت إسرائيل المدمرة الأمريكية “يو اس اس ليبرتي” في عام 1967 والذي ادى الى مقتل 34 أمريكيًا وإصابة 171 آخرين وإحداث 821 ثقبًا في الصواريخ والمدافع الرشاشة في السفينة في محاولة لإغراقها، حينها تدخل الرئيس ليندون جونسون للتستر على الحادثة.
استسلام افتراضي
وبالفعل، فإن العلاقة الأمريكية مع إسرائيل ودعمها غير المشروط للتطهير العرقي والعنصرية والفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل، تحرم الولايات المتحدة من أي مصداقية عندما تتهم دول اخرى لا تعجبها لأسباب أخرى تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان أو القانون الدولي.
إذا كان من الممكن تغيير التصورات والخطاب الشعبي في الولايات المتحدة بحيث يتم الاعتراف بأن التزامات الحكومة الأمريكية بالدفع لإسرائيل يستهدف مساعدة قوة مهيمنة بدلاً من مساعدة دولة محتاجة، فإن الأمر الذي يعني اعلان استقلال متأخر للأمريكيين ودور أميركي مشرف في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
*جون في ويتبك، محامٍ دولي عمل مستشاراً لفريق التفاوض الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل.
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
إصرار ترمب على التهجير.. ما لم يُحققه في ولايته الأولى لن يُحققه في الثانية
المشهد الراهن والمصير الوطني
اتفاق التهدئة.. هدنة دائمة أم فاصل بين جولتين؟
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 559)
شارك برأيك
إنها ليست مساعدة أمريكية لإسرائيل إنما هي جزية!