Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 06 ديسمبر 2023 11:21 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا يفعل اهل غزة في اوقات الهدنة والحرب؟

يفعل اهل غزة وهم على حافة الموت كما يقول محمود درويش ، ما يفعله السجناء والعاطلون عن العمل ، يربون الامل ، وعند كل صباح ومن فوهة الوقت يطلقون النداءات لمن يسمع أو يرى، من أمة كادت او فقدت مكونات الكرامة والرجولة والإباء، بأن (إسرائيل) الدخيلة على مكونات أرضنا وتاريخنا، تستبيح دمنا، وتهتك سكون ليلنا بوقاحة قل نظيرها، بينما الصمت والتواطؤ العربي والدولي الرسمي، يمارس رياضة صمت مريب، معبراً عن خيانة القيم الإنسانية. وغزة اليوم وجنوب لبنان ببطولةٍ فائقة يشكلان متراس الدفاع الأول عن كرامة الأمة وصد أحلام الغزاة بالتوسع، وهذا محال، واذا حصل سيأكل ايضاً الصامتين والشامتين، والمطبعين تباعاً، وغزة لا تطلب منهم تحريك الجيوش، بل استخدام ما لديهم من اوراق القوة لتأتي الدول الكبرى صاغرة ، فهل تفعلون قبل فوات الأوان؟.
وهذا النداء لا يؤثر على غزة المحاطة بالنار والدمار واصوات الوحوش المعدنية والدبابات ولكن أهلها يرسلون النداءات الى الأنظمة العربية نظراً لحاجتهم القصوى لفعل شيء ما للحفاظ على ما تبقى من إنسانيتهم وعروبتهم الممزقة بفعل دوي صرخاتنا المنتشرة في الزمان والمكان.
وأهل غزة يعلمون بأن الكثير من العرب أصبحوا يعتبرون الشجاعة تهورا، والجبن حكمة، ولذلك يلجؤون، من منطلق رفع العتب، على تناول القضية الفلسطينية في اجتماعاتهم وبياناتهم العادية والطارئة، من الجانب الإنساني، ويرددون كالببغاوات قديمهم وجديدهم، بالحديث عن المبادرة العربية وحل الدولتين، كوهم يساعد كيان المذابح، على المزيد من الاستيطان والتهويد، وإطفاء مصابيح كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وكل فوانيس الأمل على أرض فلسطين.
وأهل غزة ايضاً وبقلوب ساخنة وأنظار شاخصة، يتطلعون الى وقف لأطلاق النار، الآتي لا محالة، كي تعلن غزة انتصارها، ونهوضها مجدداً من تحت الركام، إلى أفق جديد، من أبرز ملامحه الداخلية، الخروج من الثنائية الفصائلية إلى الوحدة الوطنية الشاملة، التي تعني تحمل المسؤولية ، تجاه الأرض والإنسان الفلسطيني المقاوم والمكافح من أجل الرغيف ومن أجل الخلاص من الاحتلال وبانتظار ذلك نراهم يبحثون عن وجعٍ خفيف على القلب والذاكرة ويبتعدون قليلاً عن صواريخ الطائرات والقذائف والرصاصات القاتلة متمسكين بحكمة البندقية المقاتلة، ويخوضون حرب البقاء بمواجهة الاحتلال الذي يريد غزة فارغة من سكانها وإنشاء منطقة منزوعة الامل والحياة.
ومع ارتفاع عدد المجازر والضحايا يومياً يملئنا البكاء في الليل وكلما ارتفع عدد الشهداء الأطفال أصحاب الضحكات الوارفة في العيون والذاكرة.
وهم الذين لا تنسى وصاياهم التي كتبت بحبر الروح، وأنين غياب الخبز والماء، وكتبت على ورق القهر والجمر بأن النصر سيأتي.
رغم قسوة الجغرافيا والحصار والحرب، وغزة ما زالت تقول يومياً للعالم صباح الخير، وتهنئه بالسلامة مؤكدةً بأنها لن تفقد الأمل، رغم حرب الإبادة، بالنصر والاستقلال والحرية، وأنها ستبقى تحلم كأبنائها بعكا و يافا و القدس، حتى ينقطع النفس.
*كاتب وإعلامي

دلالات

شارك برأيك

ماذا يفعل اهل غزة في اوقات الهدنة والحرب؟

المزيد في أقلام وأراء

تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية

حديث القدس

2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية

راسم عبيدات

غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة

بهاء رحال

رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"

ريما محمد زنادة

وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية

فتحي كليب

مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ

عام التحديات

حديث القدس

ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟

د. فوزي علي السمهوري

توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية

سماح جبر

معركة غير متكافئة

حمادة فراعنة

الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة

إسماعيل المسلماني

تمر الأعوام وتبقى الآلام

حديث القدس

انكشاف المستعمرة وعريها

حمادة فراعنة

2024 عام الكارثة والبطولة.. 2025 عام الحسم

هاني المصري

نحن في حالة ضياع وتيه... والبداية من مخيم جنين

راسم عبيدات

حسام أبو صفية.. الطبيب يتحدى الإبادة

جمال زقوت

صناعة القائد في وسائل الإعلام.. بين التلميع والتضليل

د. أسامة ارميلات

تصعيد مرعب للجرائم الإسرائيلية الفظيعة

حديث القدس

لسان الحال والأحوال.. علقم يا وطن

إياد أبو روك

صباحُ الخَيْر يا غزَّة

بهاء رحال

أسعار العملات

الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 337)