أقلام وأراء
الأحد 29 أكتوبر 2023 9:13 صباحًا - بتوقيت القدس
ليتوقف هذا الجنون ولنبحث عن صيغة جديدة للخروج من دوامة الحرب
لا تزال الأمور مبهمة في بداية الأسبوع الرابع للحرب على قطاع غزة، والوضع يزداد تعقيدا ً والصمت الدولي المريب الى حد التواطؤ يزيد من معاناة شعبنا في قطاع غزة وخارجه على كل الأصعدة. فمنذ مساء أمس الاول تم قطع كل أشكال الاتصال والتواصل سواء بين أهلنا في القطاع فيما بينهم، وبينهم وبين أقاربهم خارج القطاع مما يزيد الألم والمعاناة الإنسانية الى حد لا يمكن أن يتصوره العقل.
قطاع غزة يعاني من نقص في الماء وانقطاع للكهرباء وافتقاد للغذاء وتزايد مستمر في عدد القتلى والجرحى كل لحظة. وقد أدى قطع الانترنت ووقف الاتصالات الهاتفية سواء بواسطة التلفونات العادية أو النقال/الجوال الى شل عمل طواقم الإسعاف ووضع الناس في حالة من القلق حيث لا يستطيع أحد أن يعرف شيئا ً عن أقربائه أو أهله وهم جميعا ً تحت القصف المجنون مهددون بالموت وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم. وهذا القلق لا يقتصر على المواطنين في غزة بل يشمل أيضا أهلهم وأقربائهم في الضفة والخارج الذين أدخلوا في حالة قلق مريع لأنهم لا يعرفون شيئا ً عما يجري لأهلهم في القطاع.
وإسرائيل التي عزلت القطاع عن نفسه وعن الخارج تدعي بأن تشويش أو قطع الاتصال بين جيش الأعداء هو أمر مبرر في القتال وجزء منه، تتجاهل حقيقة أنها بهذا القول تقر وتعترف بأنها تتعامل مع كل انسان في القطاع على أنه مقاتل من مقاتلي حماس بما في ذلك من يولدون تحت القصف أو الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والمسنين الذين هم من أوائل ضحايا هذه الحرب، يعانون من هذه العقوبات الجماعية التي تحرمهم من شربة ماء نقي أو لقمة خبز أو حبة دواء أو نقلهم لتلقي العلاج اذا ما أصيبوا جراء القصف العشوائي الاسرائيلي بل وتحرمهم أيضا حتى من نقلهم ودفنهم في المقابر اذا ما سقطت سقوف بيوتهم فوق رؤوسهم أو مزقت أجسادهم شظايا القنابل التي يمطرها الجيش الإسرائيلي عشوائيا على كل شبر من أرض وسماء غزة.
قلت بأن الصمت الدولي مريب الى حد التواطؤ لأن ما يجري في القطاع ما كان المجتمع الدولي ليسكت عليه لو كان يجري ضد أي شعب آخر غير الشعب الفلسطيني، فالواضح أن حياة الانسان الفلسطيني لا تساوي شيئا في نظر العالم أو أن هناك من يُرهب العالم الجبان ويمنعه من الوقوف بحزم ضد الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في قطاع غزة بذريعة أنها الحرب ضد حماس والكل يعرف ويدرك أن الضحية الحقيقية لهذه الحرب هي الناس البسطاء العزل الذين لا يقومون بأي دور في القتال.
وهذا الصمت الدولي المريب الى حد التواطؤ لا يقتصر على السكوت على أعمال القتل والتدمير بل وأيضا على المخططات التوسعية التي أعرب عنها العديد من القادة الإسرائيليين والتي لخصوها بالقول بأن الهدف هو تهجير سكان القطاع الى خارج حدود غزة في عملية تطهير عرقي لتكريس الهيمنة الإسرائيلية على القطاع وتوسيع رقعتها من الأرض الفلسطينية استمرارا ً لنكبة عام 1948 ولم تتوقف منذ ذلك الحين، والتي وصفتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية في أوائل السبعينيات حين سُئلت أين حدود إسرائيل فقالت أن حدود إسرائيل هي حيث يقف آخر جندي إسرائيلي.
والغريب هو أن الإدارة الأمريكية التي اتخذت منذ البداية موقفا ً مؤيدا ً ومنحازا ً لإسرائيل ووصفت عملياتها ضد القطاع بأنها ممارسة لحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس، تُعلن عن قلقها من المساس بالمدنيين الفلسطينيين في القطاع في تناقض فاضح بين ما تقوله لفظا ً وما تؤيد ممارسته فعلا ً. فأبسط الناس متابعة لما يجري من عمليات عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة يعرف بأن الأمر لا ينحصر في قتال بين الجيش الإسرائيلي وقوات حماس وإنما هو قتال انتقامي ضد شعب بأسره من أطفال ولدوا وقتلوا بعد ساعات من ولادتهم الى أطفال قتلوا وهم يحتضنون العابهم أو يبحثون عن الأمان في حضون أمهاتهم الى نساء ورجال ومسنين ليسوا جزءا من القتال الدائر.
الوضع الإنساني في غزة حرج للغاية ولدرجة أن كل من يصمت عليه يُعتبر شريكا ً في الجريمة التي تُرتكب ضد المدنيين في القطاع. والمطلوب الآن وبشكل فوري هو وقف هذه الجرائم المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة وبالتالي وقف مضاعفاتها على المدنيين الإسرائيليين، وهذه مسؤولية دولية تقع في الدرجة الأولى على عاتق الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل والتي تشل عمل مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن الدولي الذي هو من أهم واجباته وفقا ً لميثاق الأمم المتحدة وتعطل دور الشرعية الدولية في القيام بواجبها.
وإذا ما توقفت هذه الحرب الدموية ضد المدنيين العُزل فإن الخطوة التي يجب أن تلي ذلك فورا ً وبدون انتظار هي اطلاق سراح الرهائن من المدنيين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين من الأطفال والأسيرات الفلسطينيات وكبار السن والمرضى، وبنفس الوقت تكثيف الجهد الدولي والفلسطيني والعربي للتوافق على صيغة جديدة لإدارة القطاع بعد أن فشلت الإدارة الحالية لحماس ، وإعادة اعماره ووضع الأسس لبدء عملية سياسية طويلة الأجل تعيد الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة، والذي لن يتحقق إلا بتحقيق العدل والأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني. فلتكن هذه آخر الحروب وبداية مسيرة من تحقيق السلام والأمن والاستقرار لصالح شعوب المنطقة
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
7 مجازر و120 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 96)
شارك برأيك
ليتوقف هذا الجنون ولنبحث عن صيغة جديدة للخروج من دوامة الحرب