أقلام وأراء

الثّلاثاء 24 أكتوبر 2023 9:08 صباحًا - بتوقيت القدس

حرب تحريرية ام "قرصة ذان"

"هل تتطور الحرب" ، هذا سؤال المليون الذي يدور على ألسنة ملايين الناس في كل الكوكب ، والتي كان مهرها – الحرب - حتى الآن غزة ، بدمها و لحمها و عظمها و منازلها و مؤسساتها و بنيتها التحتية و آلامها ، آلام الجروح الجسمية حيث قال أطباء انهم اجروا عمليات لجرحى بدون تخدير ، و جروح النفس الغائرة في القلوب المتقطعة حزنا و نزفا و نزحا و فزعا .

لكن السؤال الأكثر عمقا و بعدا "استراتيجيا" إن كانت الحرب تحريرية أم مجرد "قرصة ذان" ، تعود إسرائيل بعدها الى ما كانت عليه ، و ربما أسوأ ، تتحكم في حياتنا و مواردنا و مرابعنا و معابرنا و مقدساتنا و حتى في افراحنا و احزاننا ، (قبل أيام اتصل كابتن مخابرات بوالد عروس قبل فرحها بيوم ابلغه بإلغاء العرس لان خطيبها مطلوب و يجب ان يسلم نفسه اليوم ، و فعلا تم اعتقال العريس و الغاء الفرح) . نعود الى التنسيق الأمني ، حيث و صل الامر برئيس السلطة ان يقول : أذهب الى الخليل بتصريح ، و قول المرحوم صائب عريقات ان الرئيس الفعلي للسلطة هو رئيس الإدارة المدنية ، ان نفاوض ثلاثين سنة على قضايا الحل الدائم التي أصبحت في حكم الماضي ، فالقدس بشطريها أصبحت عاصمة إسرائيل الأبدية ، والمستوطنون شعبا يناهزون المليون ، و الحدود مجرد جيوب في المناطق المأهولة المصنفة بألف و باء ، و غزة وقد أبيدت و مسحت عن الخارطة نهائيا ، و الأقصى مقسم زمانيا بعد ان تقسم الابراهيمي زمانيا و مكانيا . نعود الى سلطة الحكم المطلق ذات الفساد المزمن المستعصي ، نعود الى الكفاح المسلح المشلح الذي لا يأتي الا على أصحابه بالقتل الجماعي في مجازر مصغرة والاعتقال اليومي بالعشرات و معانيات الاسرى و جثث الثلاجات .

إن الثمن الباهظ التي دفعته غزة ، المتناغم حتى الآن مع عملية الطوفان المتقنة اعدادا و تنفيذا و التي عدها بعض المحللين بأنها عبارة عن "تحفة" ، ضربت إسرائيل في أبجدياتها القيمية و المعنوية و الأمنية و العسكرية و التاريخية و العقائدية في بضع ساعات ، ثم جاء الصمود الأسطوري للناس في غزة ، ليضربها في قيمها الأخلاقية ، تستحق هذه الغزة ، ان يكون مردود تضحياتها أكثر من "قرصة ذان" .

لقد "احتلت" غزة / فلسطين عشرات المدن العالمية العظيمة ، و اصبح العلم الفلسطيني من أكثر الاعلام الذي يرفع في المظاهرات في العالم ، مما يؤشر الى إمكانية تغيير منحى الحرب ، ليس هذا من أجل غزة و بلسمة جراحها المفتوحة فحسب ، بل من أجل الضفة الغربية و الضاحية الجنوبية الواقفتان على باب المسلخ في انتظار الذبح .

كان ممن شوهدوا يباركون و يشدون على يدي الضيف عدد كبير من الشهداء ، عدي التميمي ، ناصر أبو حميد ، إبراهيم النابلسي ، احمد الجعبري ، مهند الحلبي ، محمد أبو خضير ، ، خيري علقم ، داوود الزبيدي ، رعد الخازم ، و هادي نصر الله يسأل بصوت خفيض : هل خطب أبي ؟

دلالات

شارك برأيك

حرب تحريرية ام "قرصة ذان"

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس