Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 14 أكتوبر 2023 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس

غزة ليست المستهدفة فقط ، بل الكُل الفلسطيني

أن الأحداث الحالية جاءت نتاجاً لتراكم عقود طويلة من الاستعمار والاحتلال والقهر ولاسيما منذ عام ٢٠٠٨ والذي شهد آلاف الضحايا والمصابين من ابناء شعبنا المحاصرين في سجن غزة المفتوح المشابه لغيتوهات النازية سابقا في أوروبا ، والقائم بفعل الأجرام الاسرائيلي، بالإضافة الى قيام إسرائيل بتدمير متتالي لقطاع غزة والبنية التحتية فيه وهو الذي تم اعادة اعماره اكثر من مرة .
إن واقعنا الفلسطيني الوطني الراهن لا يقتصر على غزة فقط بل في كل المدن والمخيمات على امتداد الوطن التي تشهد اليوم تغول الاحتلال ومستوطنيه باعمال القتل اليومي بمعدل شهيد يوميا منذ ستة أشهر كما أشكال المحارق في حوارة وغيرها وما يحدث الآن في غزة ، بسياقاته ومُركباته التي صاغت هذا المشهد المتداخل من اعجاز المقاومة لدى ابناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة والتي قد أعطت أملا جديدا لشعبنا في قدرته على إلحاق الهزيمة بالمحتل الإسرائيلي ، وخاصة بما تلخص في السابع من اكتوبر الجاري وبطولته .
إن المشروع الوطني الفلسطيني التحرري بأهدافه المتمثلة بهزيمة المشروع الاستعماري، والعمل من أجل إنضاج كافة الشروط والعوامل اللازمة لهذا الانتصار نحو حق تقرير المصير والاستقلال الوطني واسقاط نظام الفصل العنصري ، يتمثل في توظيف كافة المُمكنات لتحقيقه بما يتطلب منا التصدي لمجموعة من التحديات الراهنة على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي ، والتي يجب ان تتلخص بثبات الموقف السياسي التاريخي وفهم المتغيرات الدولية اليوم التي تهدف لتعزيز الهيمنة الأميركية وصعود قوى جديدة نحو عالم اكثر عدالة . الا ان الولايات المتحدة بالمقابل وللحفاظ على هيمنتها تريد إشعال العديد من بؤر التوتر والحروب بما يخدم مصالح مجمعاتها الصناعية العسكرية والمالية في ظل اوضاعها الاقتصادية المتراجعة والمواجهة المفروضة مع الصين وروسيا من جهة اخرى .
إن ادراك ما نواجهه على أرض فلسطين بانه مشروع استعماري استيطاني إحلالي مركّب يمثل امتدادا لاطماع الغرب الاستعماري الذي انشأه على حسابنا نحن اصحاب الارض الاصليون عام ١٩٤٨، يمثّل في سياساته وتحولاته المتعددة بُعداً لشكل الاستعمار الاستيطاني الجديد والاطماع الامبريالية للغرب التي لم تنته ليس فقط بواقعنا وانما بافريقيا ومحاولاتهم باميركا اللاتينية حتى الآن رغم هزيمتهم هنالك من قوى اليسار فيها. وبممارسة الاحتلال وسياساته المتعددة القائمة على قاعدة المحو والإلغاء والاقصاء لغير اليهود، رمزياً وفعلياً، ولشعبنا الفلسطيني، ولأهدافه المُعلنة التي يعمل الاحتلال على تحقيقها من خلال ممارستهم سياسة التطهير العرقي وجريمة النكبة المستمرة منذ سنة ١٩٤٨وحتى الآن والتي تتم بفعل تلك الايدولوجية الصهيونية الاقصائية العنصرية وصمت الغرب بل وتعاونه في تنفيذ ذلك من خلال حماية دولة الاحتلال من المحاسبة والعقاب .
وهنا اعيد ما كتبه القائد المناضل مروان البرغوثي ؛ "إن مُرتكز الهوية الوطنية الفلسطينية يتمثّل في ثنائي المقاومة والتحرير ، وكل انتكاس في أحد المرتكزين، أو كلاهما، يجد ترجماته على صعيد الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة، ويفتح المجال أمام الهويات الفرعية لأن تتقدَّم، وهذا يجعل وحدة الخيار المتمثّل بالمقاومة ووحدة الهدف ممثّلاً بالتحرير ، مركّبات بنيوية للهوية الوطنية الفلسطينية."
وبالتالي فإن النظر إلى الأمور والاحداث بمعزل عن كافة أبعاده المختلفة والتي تتمثل منذ عقود بجرائم التطهير العرقي إلى ممارسة الفصل العنصري فعلاً ضد شعبنا في كل ارض فلسطين التاريخية ، ودون اغفال أن مشروعهم يتعدى طبعا قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ، حدود كيانهم المارق الذي قد انشئ من جهة اخرى بحدود تتعارض مع القرار الأممي ١٨١ في حينه ، فإن كل فلسطين هي جوهر ومرتكز ذلك ، بل أن أهدافه المتمثلة "بمملكة او أرض اسرائيل الكبرى " وفق معتقداتهم التوراتية والصهيونية،يتعدى بابعاده خريطة فلسطين لتشمل مناطق اوسع من جغرافية عدد من دول المنطقة العربية وحتى جزء من قبرص وفق الخرائط التي تعلنها حكومة الثلاثي نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ومعهم جانتس اليوم بعد انضمامه لحكومة الإجماع على الحرب والعدوان قبل أيام . هذا المشروع الذي يسعون له اليوم من خلال اتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية بتوجيهات اميركية وفق رؤية الشرق الأوسط الجديد الذي لم يسقط من حسابات مخططاتها الاستراتيجية للمنطقة التي تستهدف بالاساس قضيتنا الوطنية واعادة تكرار ما قاموا به باميركا اللاتينية في سبعينيات القرن الماضي كما باليونان وقبرص ، والبلقان الان لفرض واقع موالي لهم بضرب الحركات الوطنية ، ومن خلال تصعيد الاستيطان وضم المناطق وتهويد القدس وحصارها بالجدار العنصري وتنفيذ اعمال القتل اليومي بالضفة والقدس الى جانب العدوان الهمجي الذي يستهدف ابناء شعبنا بمقدار من القنابل يفوق بكافة اشكال الاسلحة ومنها ما هو محرم دوليا، فما يجري هو محرقة بكل معاني الكلمة ضد أهلنا في غزة اليوم .
ان تعريف مشروعهم الاستعماري يَفتَرض هدف هزيمته وتفكيكه ، فهو ليس شريكاً بالسلام في ظل انحدار مجتمعاتهم المتباينة نحو اليمين العنصري رغم ازمتهم ، ولا جاراً يسعى لاستقرار المنطقة ، ومن الصعب تصوُّر الوصول إلى تسوية سياسية معه في ظل النظام العنصري الصهيوني الاستعماري القائم ، لان ذلك يتعارض مع مركّباته ومرجعياته ومنهجيته وثوابته ومصالحه التي تمثلها الحركة الصهيونية العالمية وادواتها .
إن النضال التحرري الفلسطيني جزء لا يتجزأ من النضال التحرري في العالم من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والسلام. وباعتبار النظام الاستعماري في فلسطين انتداباً للنظام الدولي ، فمن الطبيعي أن تجد حركة التحرر الوطني الفلسطيني عمقاً وتحالفاً وتضامناً معها في شتى أرجاء الأرض، وبصورة خاصة مع الشعوب والقوى الديمقراطية وقوى الحرية والعدالة. وقد عبّرت عن ذلك حركة التضامن العالمية الواسعة وما تمثله مظاهرات الشعوب في كل مراحل الارهاب الاسرائيلي ضد شعبنا وهذا ما نشاهده ايضا هذه الايام في عواصم الدول المختلفة من تضامن شعبي مع فلسطين خاصة من القوى التقدمية واليسارية بأوروبا في ظل وجود حكومات من اليمين تساند دولة الاحتلال وتبرر لها جرائمها تحت ذريعة الدفاع عن النفس. وهذا يستدعي خطاباً فلسطينياً تحررياً وحراكا من اجل اوسع تضامن أممي مستمر ومتصاعد بين شعبنا الفلسطيني وشعوب الدول وقواه الحرة ، ليصبح إنهاء النظام الاستعماري في فلسطين والهيمنة الاستعمارية للغرب وفق مشروعهم الامبريالي وعلى راسها الولايات المتحدة ، هدفاً لكل الشعوب والقوى المحبّة للحرية والعدالة والكرامة والتقدم في هذا العالم ، وشرطاً للسلام والأمن العالميين بما في ذلك منطقة شرقنا الأوسط.

دلالات

شارك برأيك

غزة ليست المستهدفة فقط ، بل الكُل الفلسطيني

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 97)