أقلام وأراء
الإثنين 09 أكتوبر 2023 9:58 صباحًا - بتوقيت القدس
مواطنو غزة الخاسرون في معادلة انتظار القصف وتحديد مصيرهم
بعد المعركة الجريئة التي شنتها حماس على اسرائيل والتي اعادت الاذهان الى حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ من خلال استخدام عنصر المفاجأة والوصول الى عمق المستوطنات الاسرائيلية في شريط غلاف غزة وقتل المئات من الاسرائيليين واحتجاز العشرات منهم واطلاق الاف الصواريخ ، اعلنت اسرائيل الحرب على حماس وعلى قطاع غزة ..
اشارت تصريحات كبار المسؤولين الاسرائيليين الى شن حرب ابادة ستعيد غزة خمسين عاما الى الوراء وستكون عبرة لقادم الاجيال في سعي واضح للقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كليا من خلال فصول هذه الحرب التي اعلن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو ان لاحدود لها وافاقها واسعة ونتائجها ستكون مدمرة وكارثية وستغير شكل الصراع في المنطقة ..
بعد هجمات حماس المفاجئة والتي تعرضت لانتقادات دولية في مقدمتها الولايات المتحدة واوروبية من معظم دول القارة لا سيما بعد اسر عدد كبير من الاسرائيليين بما فيهم اطفال وسيدات ظهرت صورهم في فيديوهات بثتها وسائل اعلام متنوعة ورغم جهود قطر لعقد صفقة تبادل عاجلة تخلي حماس بموجبها المدنيين من الاسرائيليين مقابل افراج اسرائيل عن السجينات الفلسطينيات الا ان الثمن الباهظ الذي سيترتب على معركة طوفان الاقصى وهي الاكثر جرأة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي والتي جاءت ردا على جرائم اسرائيل المتتالية بحق المسجد الاقصى والاغتيالات في الضفة الغربية ، سيدفعه المواطن الغزي الفقير والمعدوم والعاطل عن العمل ..
اسرائيل تقصف كل ما تجده امامها من ابراج سكنية ومنازل عالية وفي غزة يرتقي المئات من الشهداء بعد سقوط حوالي ٧٠٠ اسرائيلي خلال هجوم حماس ولا زالت المواجهة مستمرة والقصف الاسرائيلي يزداد حدة وضراوة ويتسع ليشمل كافة ارجاء القطاع الامر الذي تسبب بنزوح ولجوء حوالي ٧٥ الف فلسطيني الى مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الذين يفرون حرصا على سلامتهم وامنهم وحمايتهم والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف سيكون وضع قطاع غزة بعد كل هذا التدمير ؟
ستترك الحرب بعد نهايتها اثارا كارثية من الدمار والخراب وستعيد قطاع غزة الى الوراء لسنوات طويلة سيعيش خلالها تحت حصار اطول من الحصار الحالي وتحت اجراءات وعقوبات تتعلق بقطع الكهرباء ومنع الصيد ومنع العمل في الداخل الفلسطيني واغلاق المعابر ومنع السفر لتتحكم اسرائيل مجددا بمصير سكان قطاع غزة من خلال اغلاق النوافذ البرية والبحرية والجوية المغلقة اصلا وبالتالي ستجثم الصعوبات والمعانيات والمعضلات على صدور المواطنين العزل الذين سيكونون الورقة الاضعف في معادلة الصراع وحتى لو انبثقت تفاهمات مستقبلية بعد هذه الحرب فان القطاع سيبقى بحاجة الى سنوات طويلة لالتقاط انفاسه ومن ثم العودة الى مجرى الحياة وهذا المجرى كما تعودنا في سنوات طويلة مضت وخلال حروب اسرائيل المتتالية على القطاع سيكون غير طبيعي ونتائجه صعبة وقاسية على المواطنين ..
طيلة السنوات الماضية ظلت حماس ملتزمة وتقاربت من التفاهمات بشأن اعادة تأهيل قطاع غزة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين لكن استمرار الحصار والمماطلة وعدم وجود افق سياسي يجلب حلولا عادلة للشعب الفلسطيني واستمرار عمليات الاغتيال والاستباحة في الضفة الغربية والقدس وغيرها من الممارسات الاسرائيلية فرض عليها القيام بهذا الهجوم والطوفان الواسع لتحقيق اهداف عديدة مستقبليا ومن اهمها الاوراق الرابحة التي تمتلكها وفي مقدمتها الاسرى الاسرائيليين من الجنود والضباط سواء من افراد الشرطة او الجيش ومراهنة المقاومة على امكانية اخلاء السجون من السجناء الفلسطينيين الذين يتعرضون لسياسات تنكيل من المتطرف ايتمار بن غفير وزير الامن القومي وتوجيه صفعة لاستخبارات اسرائيل التي ظهرت ضعيفة وهشة الا ان النتائج الاخرى المتعلقة بحياة المواطنين واقتصاد غزة ستكون اصعب من اي تصور اخر ..
رغم حرص المنظمات الدولية والانسانية والاهلية على دعم القطاع المحاصر في السنوات الاخيرة وبالتأكيد استعدادها لمحاولة الوقوف وتوفير حياة كريمة وامنة هذه الايام وفي المستقبل القريب لقطاع غزة الا ان خيمة سوداء مظلمة وعتمة خريفية كبيرة ستلقي بظلالها على المواطنين وتبقيهم في ظلام دامس لسنوات طويلة ،..
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
7 مجازر و120 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 97)
شارك برأيك
مواطنو غزة الخاسرون في معادلة انتظار القصف وتحديد مصيرهم