أقلام وأراء

الثّلاثاء 19 سبتمبر 2023 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

شعبنا لن يستسلم

تعتقد دولة الاحتلال وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو الحالية والتي هي من أكثر حكومات الاحتلال تطرفاً وعنصرية وعداء للفلسطينيين خاصة والعرب عامة، بأن ممارساتها العدوانية ضد شعبنا ستجعله يستسلم ويرفع الراية البيضاء، وان باستطاعتها حسم الصراع لصالحها وتصفية القضية الفلسطينية وجعل الفلسطينيين المتبقين في فلسطين أقلية لا حول لهم ولا قوة، بعد ان يتم ترحيل اكبر عدد منهم في عملية تطهير عرقي واسعة بانتظار الفرصة أو الفرص السانحة لتنفيذ هذا الامر.


غير ان دولة الاحتلال وحكومتها الحالية تجهل ان شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية لديه الاستعداد لتقديم المزيد من هذه التضحيات لحين احقاق كامل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة على ترابه الوطني الذي لن يتنازل عنه مهما بلغت قوة الاحتلال وجبروته هو وقطعان المستوطنين.


واكبر دليل على ذلك انه كلما زادت ممارسات وانتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، فإن شعبنا لن يستكين، بل على العكس من ذلك فإن مثل هذه الجرائم تزيده إصراراً على مواصلة مسيرته الوطنية حتى نيل حريته واستقلاله ودحر الاحتلال عن ارض الآباء والاجداد.


وعلى سبيل المثال فإنه خلال الساعات القليلة الماضية تم استهداف قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في ثلاث عمليات اطلاق نار، وذلك رداً على جرائم الاحتلال وما يرتكبه بحق شعبنا وارضه ومقدساته من موبقات لا تعد ولا تحصى وأمام مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكناً باستثناء اصدار بيانات الشجب والاستنكار التي باتت لا تعني لدولة الاحتلال أي شيء ما دامت الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول الغربية ذات الماضي الاستعماري تقف الى جانبها وتحول دون معاقبتها في المحافل الدولية والمحاكم العالمية خاصة محكمة جرائم الحرب، بعد ان ساهمت هذه الدول في انشاء دولة الاحتلال على حساب وانقاض شعبنا الذي ما زال نصفه يعيش في مخيمات اللجوء في عدة بلدان عربية الى جانب الكثير من أبناء شعبنا المشتتين في انحاء العالم بانتظار عودتهم الى وطنهم فلسطين بعد دحر الاحتلال الغاشم سواء طال الزمن أو قصر.


فكل فعل له ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه، وان جرائم الاحتلال وانتهاكاته، لن تمر مرور الكرام كما يعتقد الاحتلال الذي هو السبب الرئيس في ما تشهده الاراضي الفلسطينية من مآس وويلات، الامر الذي ينذر بانفجار واسع خاصة وان الاوضاع في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة تغلي مثل المرجل وان الانفجار الكبير قادم لا محالة، وهذا الامر يتوقعه ايضاً الكتاب والمحللون اليهود، رغم عدائهم لشعبنا وانحيازهم للاحتلال الغاشم والدفاع عن ممارسات الاحتلال.


وعلى دولة الاحتلال ان أرادت الهدوء للمنطقة عامة وفي الاراضي الفلسطينية خاصة، ان تعترف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة والرحيل عن أرضه، لأن هذا هو الحل الوحيد لمنع الانفجار الذي أصبح وشيكا ، وان مظاهره بادية للعيان من خلال ما يجري في الضفة والقطاع من ردود على موبقات الاحتلال، بما في ذلك محاولات تهويد الاقصى الشريف والقدس وتزوير التاريخ والحقائق ظناً من الاحتلال بأن ذلك سيتم تمريره دون عوائق أو مواجهة مع شعبنا الذي لم ولن يستسلم، وأن مصير الاحتلال الى زوال، وهذه حتمية تاريخية اثبتتها حقائق الدول التي تم استعمارها وأدى نضال شعوبها الى التخلص من الاستعمار، ليعيش حياة حرة كريمة كغيرها من شعوب العالم وهذا ما سيتوصل اليه شعبنا الذي يواصل مسيرته نحو تحقيق الحرية والاستقلال الناجزين.

دلالات

شارك برأيك

شعبنا لن يستسلم

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 232)

القدس حالة الطقس