أقلام وأراء
الخميس 14 سبتمبر 2023 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس
هل سيكون مصير أبو مازن نفس مصير أبو عمار؟
الكيان الصهيوني يحرض واشنطن والغرب على الرئيس أبو مازن ويتهمه بمعاداة السامية ونكران المحرقة والتحريض على العنف بعد ثلاثين عاما من الشراكة في عملية تسوية سياسية تحت عنوان (اتفاق أوسلو) الذي كان الرئيس مهندسه وما زال يدافع عنه، مع أنه لم يرد في كلمة الرئيس أمام المجلس الثوري أو في أي من خطاباته بما في ذلك خطاب ألمانيا ما يدل على ذلك، وكل ما ذكره الرئيس حقائق تاريخية عن طبيعة اليهود وعلاقتهم بالمجتمعات التي كانوا يعيشون فيها موثقة بكل اللغات، بل إن دولة الكيان هي التي تمارس العنصرية والإرهاب، والعقيدة اليهودية والصهيونية مليئة بمفردات العنصرية وكراهية الأغيار والحض على قتلهم.
فلماذا تتصرف حكومة عنصرية يمينية هذا التصرف؟
مع أنه حسب رأينا ما كان من الضروري للرئيس التطرق للمسألة اليهودية في مؤتمر مخصص لمناقشة أوضاع حركة فتح والتحديات الكبيرة التي تواجه القضية الوطنية حتى لا تستغل إسرائيل الأمر وتبعد الأنظار عن جرائمها وارهابها، وأن يُترك الحديث والكتابة حول هذا الموضوع الهام الذي يكشف زيف كل الرواية والتاريخ اليهودي المزعوم للمثقفين والأدباء و مراكز البحث الفلسطينية ومستشاري الرئيس والمحيطين به، ولكن وحيث إن الموضوع قد تم فتحه فمن المطلوب من كل وطني فلسطيني الوقوف إلى جانب الرئيس في مواجهة حملة الأكاذيب الصهيونية التي تساوقت معها للأسف حكومات غربية تعرف أن الرئيس أبو مازن يتكلم بحقائق إلا أنها دول لا تريد أن يتحدث أحد عن دورها التاريخي في مأساة اليهود حتى قبل ظهور النازية.
ما يقلق إسرائيل ويثير غضبها ويدفعها لمعاداة الرئيس هو عكس ما تزعمه، ما يثير قلق دولة الكيان إصرار الرئيس على السلام ونبذ العنف وتمسكه بالشرعية الدولية وقراراتها، صحيح ان التأكيد فقط على خطاب الشرعية الدولية والدعوة للسلام لن يعيدوا لنا حقوقنا المشروعة، ولكن هذا الخطاب يفضح عنصرية إسرائيل ومعاداتها للسلام وللشرعية الدولية وهو خطاب بدأ يؤثر على الرأي العام العالمي الذي بدأ يكتشف حقيقة هذا الكيان ويطالب بمقاطعته.
ما يجري مع أبو مازن جرى مع الرئيس أبو عمار عندما اتهمته إسرائيل بالإرهاب والتحريض على العنف فاقتحمت الضفة وحاصرت الرئيس في المقاطعة ثم قتلته بالسم.
صحيح أن أبو عمار كان يريد مزاوجة العمل الدبلوماسي مع المقاومة المسلحة، ولكن دولة الكيان قتلته ليس بسبب عودته للعمل المسلح فقط، بل لإصراره على السلام والتسوية السياسية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية واتفاق أوسلو، والصهيونية ترفض كل ذلك جملة وتفصيلا وهي التي اغتالت إسحق رابين أهم قائد سياسي وعسكري صهيوني لأنه وقع اتفاق أوسلو وبحث عن صيغة للسلام مع الفلسطينيين ولو كمناورة فرضتها الضغوط الأمريكية.
إن ما يهدد الكيان الصهيوني ويرعبه ليس العمل العسكري الفلسطيني فقط، بالرغم من أهميته فلسطينيا إن كان ضمن استراتيجية وطنية شمولية للحفاظ على حيوية القضية وابقاء العدو في حالة توتر وعدم استقرار، ولا محور المقاومة والنووي الإيراني المزعوم، ولكن انكشاف زيف الرواية الصهيونية وانتشار الرواية الفلسطينية عبر العالم وفضح الممارسات الإرهابية والعنصرية لدولة تدعي أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، والتأكيد على السلام العادل الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم.
بالنسبة لليهود وخصوصا للصهاينة واليمين المتطرف، الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت أما الحي فهو عدو سواء كان مقاتلا ومجاهدا أو مسالما. وطنيا او علمانيا أو اسلاميا، حيث اغتالت اسرائيل قيادات وعناصر من كل التوجهات السياسية فكلهم بالنسبة لها فلسطينيون أعداء، من أبو يوسف النجار وكمال عدوان وأبو جهاد وأبو عمار إلى غسان كنفاني وأبو علي مصطفى والشقاقي والرنتيسي وصيام والشيخ ياسين وابو العطا الخ.
وعليه، بالرغم مما كان بين الزعيم أبو عمار والرئيس أبو مازن من خلافات وما كان يبدو من اختلاف النهج العرفاتي مع النهج العباسي في التعامل مع عملية التسوية السياسية، فمن غير المستبعد إن يكون مصير أبو ما مازن نفس مصير أبو عمار، ولكن بطريقة مختلفة، وقد تكون تصفية سياسية وليس جسدية.
ولأن ثقافة الشك وانعدام الثقة بالطبقة السياسية متفشية في المجتمع فقد يزعم البعض إن الرئيس كان يهدف من اقحام المسألة اليهودية في خطابه الظهور كبطل وطني ولفت الانتباه عن الانتقادات الموجهة له وللسلطة ونهجها الخ.
لو عدنا قليلا للماضي سنجد نفس نهج التشكيك، بل والاتهام بالخيانة والتفريط تم توجيهها للقائد أبو عمار حتى أثناء محاصرته في المقاطعة، وتقريبا من نفس الجهات المشككة الآن بالرئيس محمود عباس، ولم يغير المشككون بأبو عمار رأيهم إلا بعد أن اغتالته إسرائيل، فكانوا على رأس من مشوا في جنازته وما زالوا الى اليوم يخلدون ذكراه، ربما لأنهم لم يستطيعوا أن يعملوا للقضية الوطنية أكثر مما عمل الختيار رحمه الله.!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب بلا نهاية على غزة
حديث القدس
المبادرة السعودية الجديدة وإيران وحرب غزة
إبراهيم أبراش
404
بهاء رحال
لماذا سيواصل ترامب سياسته في ولايته الأولى ؟
نبهان خريشة
مستقبل السلام في الشرق العربي أرض السلام والأنبياء
كريستين حنا نصر
"الدولة" التي تعبث بالعالم
د. إياد البرغوثي
حرب التجويع متواصلة في غزة
حديث القدس
المجاعة المجاعة!
ابراهيم ملحم
قمة الرياض.. الإرادة السياسية واستقلالية آليات التنفيذ هما الأهم
مروان إميل طوباسي
آليات للانتقال من حالة الهشاشة إلى حالة المناعة النفسيّة
د. غسان عبد الله / القدس
نتائج القمة المشتركة
حمادة فراعنة
عامٌ من طوفان المجازر ولا تزال حرب الإبادة مستعرة
د. رياض العيلة
غزة والإبادة.. الضفة والسيادة
حديث القدس
القمة العربية والإسلامية في الرياض
بهاء رحال
حرب الانبعاث الإسرائيلية
حمادة فراعنة
عودة ترامب والمصير الفلسطيني
جمال زقوت
فرصة قد لا تسنح في خمسين سنة
حمدي فراج
جرائم القتل والفوضى والانهيار مستمرة.. أين الخلل؟!
راسم عبيدات
ترامب والقضية الفلسطينية وإمكانية تحويل الأزمة إلى فرصة
هاني المصري
المؤامرة الإسرائيلية على الدور القطري مرفوضة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
"الدولة" التي تعبث بالعالم
الرئيس عباس: نعمل على وضع آليات لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير
إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في عدد من المحافظات
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
"ے" ترصد آلام النازحين وكيف ينام أطفالهم جائعين.. المجاعة تنهش الأجساد الـمُنهكة
الأكثر قراءة
عشرون عاماً في حضرة الغياب.. دماءٌ غزيرةٌ جرت في نهر الحريّة
تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
حملة مقاطعة غير مسبوقة للأكاديميين والجامعات الإسرائيلية
وزير الاقتصاد الإسرائيلي: فليذهب القطريون للجحيم
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
"الدولة" التي تعبث بالعالم
أسعار العملات
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.75
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.29
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 16)
شارك برأيك
هل سيكون مصير أبو مازن نفس مصير أبو عمار؟