أقلام وأراء
الإثنين 11 نوفمبر 2024 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس
المؤامرة الإسرائيلية على الدور القطري مرفوضة
بكلمتين نظيفتين جميلتين ردت قطر على المزاعم الإسرائيلية من خلال إعلام موجه لغايات تستهدف الدور القطري في جهود دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، ومساعي الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة على نحو خاص.
قالت قطر (غير دقيق) رداً على المزاعم التي نشرتها معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض المحطات الأجنبية عن انسحاب قطر من مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع، وأوضحت بشكل لا يقبل التأويل أن جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل تم تعليقها فقط، موضحة أن كل ما يشاع إسرائيلياً من انسحاب قطر غير دقيق، ويستهدف التشويش على دورها، وقامت بإبلاغ الشركاء بموقفها الذي يستند إلى واقع الاستهتار واللامبالاة من قبل الجانب الإسرائيلي والشروط التعجيزية التي يضعها نتنياهو لعرقلة المفاوضات التي كانت قريبة من النجاح لولا سعي نتنياهو المتواصل لتحقيق غاياته السياسية الضيقة.
ورداً على قرار طرد قيادة حماس وإغلاق مكتبها في الدوحة أوضحت قطر أيضاً أن هذه التقارير غير دقيقة، وأن الهدف من وجود مكتب لحماس في الدوحة حتى تكون هناك قناة اتصال بين كافة الأطراف، وأن هذا الوجود حقق وقفاً سابقاً لإطلاق النار والوصول إلى هدنة في شهر نوفمبر الماضي.
مرة جديدة تتكشف فصول وحكايات أُخرى من المؤامرة الإسرائيلية على قطر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية، وهي المسؤولة عن حملة مساعدات لسنوات طويلة، وما زالت تمثل واجهة ورافعة خليجية وعربية مهمة ومؤثرة، ولدورها وجهودها الكبيرة في السعي لخلق الهدوء واستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بصمات واضحة لا يمكن التقليل من شأنها أو الالتفاف عليها، لكن للأسف هذا ما تسعى اليه إسرائيل بقيادة نتنياهو، الذي سبق له أن صرح قبل عدة أشهر بأن دور الدوحة يعتبر إشكالياً، وحسب وزير إسرائيلي آخر فإن العاصمة القطرية هي مركز لدعم وتمويل الإرهاب، حينها ردت قطر واستنكرت بكل أسف ما تقدم به نتنياهو من ادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، وقالت إنه إذا تبين أن تصريحات نتنياهو المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة لاسباب سياسية ضيقة، بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بمن في ذلك المحتجزون الإسرائيليون.
وكان نتنياهو قد امتنع عن شكر قطر أمام عائلات الرهائن الإسرائيليين، وعزا ذلك إلى أن قطر لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة وعن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما، أكثر إشكالية ..
وارتفعت وتيرة وحدّة الاتهامات الباطلة من قبل إسرائيل عندما اتهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قطر بدعم وتمويل الإرهاب، مدعياً عبر منصة إكس أن قطر مسؤولة إلى حد كبير عن الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، داعياً الدول الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغوط عليها، وهدّد بأن قطر لن تكون منخرطة فيما يحدث بغزة في اليوم التالي بعد الحرب.
وفي إطار الحرب الإعلامية الموجهة ضد الدور القطري، ذهب يائير نجل نتنياهو إلى ما هو أبعد من التصريحات السابقة، حينما قال في محاضرة ألقاها في مدينة ميامي الأمريكية، إن قطر تعتبر أكبر ممول للارهاب بعد إيران، وإنها من تقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية.
هذه الأكاذيب والادعاءات لم تقف قطر حيالها صامتة، بل انتقدتها بشدة، وأوضحت موقفها من المساعدات الإنسانية القطرية التي يتم إدخالها إلى غزة عبر إسرائيل نفسها، وأنها دائمة ما كانت تحت المراقبة، وهي موجهة بالاساس للعائلات المعوزة في غزة، وعليه فإن قطر لا يوجد لديها أي دور إشكالي في المنطقة، وهي لا تدعم الإرهاب كما تدعي إسرائيل.
من الواضح أن الدور الإشكالي الذي يعيق المفاوضات هو دور أمريكي إسرائيلي بامتياز، حيث تسعى الولايات المتحدة أيضاً للضغط على الدوحة، من أجل إغلاق مكتب حماس في قطر، وفي ذلك حسب القطريين ضربة كبيرة لجهودهم على مدى سنوات طويلة.
يبدو أن حملة الانتقادات للدور القطري لها علاقة أيضاً بوصول ترمب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، واستعداد إسرائيل للاستفادة من وجوده في البيت الأبيض، بعد العشرين من كانون الثاني المقبل، وعليه فإن من مصلحة نتنياهو عرقلة دور قطر على الأقل حتى استلام ترمب مهام منصبه، متمنياً إهداء الرئيس الأمريكي الجديد نصراً دبلوماسياً، يبتزّ من خلاله قطر، ويصور حماس على أنها العقبة في طريق المفاوضات، في الوقت الذي يدرك فيه العالم جيداً حقيقة الدور القطري الدبلوماسي، الذي تثمنه القيادة الفلسطينية عالياً، وما الأخبار والادعاءات الإسرائيلية التي تقلّل من هذا الدور إلا أحاديث مضلِلة في جرائد غير نقية هدفها حرف البوصلة عن جهد قطري يستحق الثناء.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب الإبادة.. لغة إسرائيل في غزة
حديث القدس
تحديات المستقبل الفلسطيني في ظل التحولات الإقليمية والمخططات الإسرائيلية
فادي أبوبكر
سوريا الجديدة.. الجمهورية السورية الاتحادية
كريستين حنا نصر
لن تطول سكرة الفرح في سوريا
وسام رفيدي
عهد جديد لسوريا
حمادة فراعنة
إسرائيل تواصل العبث بالشرق الأوسط
حديث القدس
سوريا:نهاية حكم أم نهاية دولة!
د. ناجي صادق شراب
عهد جديد لسوريا
حمادة فراعنة
سوريا على مفترق الطرق.. أسئلة تطرحها التحولات الجارية
مروان اميل طوباسي
جرعات طبيعية للتعافي من الضغوطات النفسية
د. غسان عبدالله
الفرد الفلسطيني جوهر السلم الأهلي وأساسه
صبا جبر
هل نضجت ظروف صفقة التبادل؟
حديث القدس
سقوط السردية الإسرائيلية في غزة
عقل صلاح
حكومة وفاق حتى لا توافق المنظمة على ما هو أسوأ
هاني المصري
عظم الله أجركم في حزب البعث العربي الاشتراكي
حمدي فراج
هروب الأسد في يوم الأحد
بهاء رحال
عهد جديد لسوريا
حمادة فراعنة
نكبتان بينهما انتفاضتان
جمال زقوت
سوريا الجديدة : الجمهورية السورية الاتحادية
كريستين حنا نصر
البقعة السوداء
بقلم : أسيل الزغير
الأكثر تعليقاً
حلّل يا دويري!
الفريق الرجوب لـ"القدس": عودة الروح للانتفاضة الشعبية تُحرج العدو وتُضعف حجّته
جيش الاحتلال يعلن مقتل 7 جنود وضباط في غزة ولبنان خلال 24 ساعة
السيسي يبحث بالنرويج حرب غزة وتعزيز التعاون
إسرائيل تدرس شنّ هجوم واسع على اليمن
جرعات طبيعية للتعافي من الضغوطات النفسية
هآرتس: نتنياهو يكذب بشأن صفقة الأسرى
الأكثر قراءة
عدم التوافق على "اليوم التالي" يُعقد المفاوضات.. صفقة محتملة على نار مستعِرة
سقوط السردية الإسرائيلية في غزة
سقوط النظام... محللون يقرأون كفّ الحاضر والمستقبل
إلغاء نتنياهو اتفاقية الهدنة.. انفتاح الشهية في لحظة ضعف الدولة الوطنية
الذكرى الـ37 لانتفاضة الحجارة ...تضحيات دقّت أبواب الحرية
الفريق الرجوب لـ"القدس": عودة الروح للانتفاضة الشعبية تُحرج العدو وتُضعف حجّته
سوريا.. حقيقة اعتقال الدقاق الذي أطعم أسوده "لحم المعتقلين"
أسعار العملات
الأربعاء 11 ديسمبر 2024 9:42 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.59
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.06
شراء 5.05
يورو / شيكل
بيع 3.79
شراء 3.78
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 220)
شارك برأيك
المؤامرة الإسرائيلية على الدور القطري مرفوضة